الجديد

موقف الاردن الرافض لصفقة القرن .. "كلا العاهل الاردني"

بسام عوده*
الاردن الأكثر تماساً مع فلسطين والأقرب للحنين ، حنين مرتبط بالماضي قبل حرب 67 ، وحدة الضفتين أو الإدارة الأردنية للضفة الغربية ، بلا شك، ارتباط تمازجت فيه ابناء الضفتين ، والأردن يعتبر الرئة والمتنفس لفلسطين .
هناك أيضا ارتباط تاريخي بالوصاية على المقدسات ، وموقف العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مما يجري حول صفقة القرن امر حتمي تاريخيا واخلاقيا وقال بصريح العبارة : “موقفنا معروف جداً … كلا واضحة جداً للجميع”.
هذا الموقف جاء صريحًا نظرا للدعم الشعبي والسياسي الذي يعزز ثقة المملكة وقيادتها ، والارتباط الروحي بين الاشقاء فلسطين و يعزز هذا التأييد بالرغم ان العاهل الاردني يدرك أن القيادة الفلسطينية تؤيد توجهاته تجاه المقدسات والقدس بشكل خاص .
وقال سياسي اردني بارز ان “موقف الأردن الرافض للصفقة ينطلق من واقع موضوعي وواجب وطني تجاه القضية، خاصة وأن الصفقة تنسف كل معاهدات السلام العربية “.
يدرك الاردن أيضا المصاعب الاقتصادية في ظل اللجوء لدول الجوار وان الولايات المتحدة ستضغط على الاردن على كافة الجبهات للرضوخ ، ويبدو ان الاردن لم يعد يعطي أهمية للوعود الاقتصادية التي تبشر بها صفقة القرن ، و مسالة القدس مرتبطه تاريخيا بالأسرة الهاشمية ، لذلك الأمر لم يعد موقف بل قضية مصير ، فالمكون المجتمعي في الاردن لا يمكن فصلها عن الواقع ، لذا كان طرح الملك عبد الله الثاني في معظم اللقاءات الدولية إنشاء دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية كأساس لحل المشكلة،
وهذا ما ترفضه اسرائيل والولايات المتحدة ،  هواجس الأردن  في ظل التهور والتناقض في تصريحات ترامب ، فالاردن يمتلك قاعدة شعبية بدعم هذا المسار الذي سيلحق بالاقتصاد الاردني ضرر كبيرا ، لكن مواقف الاتحاد الاروبي مؤيدة لتوجه العاهل الاردني وكان واضحا الكلمة التي القاها مؤخرا في البرلمان الاروبي وكانت مؤثرة ووجه الأنظار للمعاناة في المنطقة
وقال يومها  “لذلك، اسمحوا لي أن أبدأ بأعمق جرح في منطقتنا: ماذا لو تخلى العالم عن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ ” فبرغم الإعلان الذي طرحه ترامب حول الصفقة لكن هناك معارضة دولية بشأن الصراع الفلسطيني ، حسابات  قد تكون مخيفة في ظل التفكك العربي والإسلامي ، والأردن يواجه مصاعب كثيرة فالمنطقة من حوله مشتعلة وتحمل ضريبة اللجوء الذي اثقل كاهل الدولة والمؤسسات التي تواجه حربًا مع الأعداد الهائلة من مختلف الجنسيات.
يملك الاردن  ورقة كبيرة في الدفاع عن حقه التاريخي والتضامن الشعبي والتفهم الاروبي لمعاناة الاردن ، والملك عرف بالتعبير المختصر في طروحاته ، تجربة سياسية وعسكرية تأهله للمناورة من أجل كسب المعركة وهذه الجولة مضنية في غياب الدعم العربي.
* كاتب صحفي اردني مقيم بتونس

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP