الجديد

سنية بالشيخ .. نقطة الضوء في العتمة الحكومية

هشام الحاجي
يشكو الأداء الحكومي منذ الإنتخابات الرئاسية و التشريعية حالة من التراخي التي تكاد تتحول الى عطالة كاملة،  في ظل تمكن عدد من أعضاء حكومة يوسف الشاهد، من الحصول على عضوية في مجلس نواب الشعب، و إقالة وزيرين و شروع البقية في التخطيط لمستقبلهم المهني و السياسي، بعد أن تأكدوا أنهم لن يكونوا أعضاء في الحكومة المقبلة.
هناك في حالة التراخي المعمم استثناءان و هما روني طرابلسي (وزير السياحة)  و سنية بن الشيخ (حقيبتي الصحة والشباب والرياضة)،  التي ابدت في هذه المرحلة الرخوة بالذات من الصفات القيادية التي تجعلها تبرز على أكثر من صعيد.
تتولى سنية بن الشيخ الإشراف على وزارتين من أهم الوزارات من الناحية الاجتماعية و هما الشباب و الرياضة و أيضا الصحة العمومية. قطاعان تغطي مشاكلهما المتراكمة وسائل الإعلام، و تتدخل فيهما لوبيات تعيق كل إصلاح جدي.
تعاملت سنية بن الشيخ  مع الوضعية بشجاعة و بوضوح، إذ شرعت في إدخال إصلاحات يمكن قبولها نظرا لضيق الوقت، و لم تتأخر عن مواجهة مواطن الخلل. و مما يحسب لسنية بن الشيخ أنها لم تتأثر إطلاقا بنتائج الانتخابات التشريعية و الرئاسية ، و هي التي تضطلع بمهمة قيادية في حركة تحيا تونس،  التي تعتبر من الحركات التي انهزمت في الانتخابات.
بل أنها واصلت أداء مهامها الحكومية بنفس الالتزام و النشاط، فلم يتغير تنظيم عملها و لا نسق حضورها في مكتبها أو نسق أنشطتها. و هناك في هذا الصدد نقطة أخرى تحسب لسنية بن الشيخ و هي الوفاء للحركة التي تنتمي لها.
فعند تشكيل حكومة الحبيب الجملي حاولت بعض الأطراف اقناعها بالاستقالة من حركة تحيا تونس، لقاء ضمان موقع لها في حكومة الجملي، و لكنها رفضت بشكل قطعي مجرد مناقشة الاقتراح.
تدافع سنية بن الشيخ عن القطاع العمومي من منطلق الإيمان بهذا القطاع، و دوره و هي التي اختارت منذ تخرجها من كلية الطب بتونس، أن لا تعمل إلا في القطاع العمومي، و هي التي تحملت مسؤوليات صلب وزارة الصحة العمومية، جعلتها أكثر الماما بالقطاع في أدق جزئياته، و على معرفة بمشاكله و نقاط قوته.
لدى سنية بن الشيخ إلى جانب القدرة على العمل دون كلل لساعات، قدرة على الإطلاع على أدق تفاصيل الملفات التي تتعهد بها، و تمكنها من تشريك كل الكفاءات إلى جانب حرصها على تحويل الإطارات إلى عناصر فريق متكامل من خلال معرفة صفات و طاقات الإطارات التي تعمل معها.
و هذا ما يتجلى في ما تحققه سنية بن الشيخ من تطور في أدائها الاتصالي الذي هو في جوهره كشف عن معطيات و إبراز لما امكن تحقيقه و ما يتعين القيام به في المستقبل.
تطور أداء سنية بن الشيخ السياسي و الإداري و الاتصالي يجعلها مرشحة وبقوة وعن جدارة للعب دور مؤثر وفاعل في قادم الأيام وفي المرحلة المقبلة.
لذلك، نقول ان سنية، لا يمكن تغييبها في كل حكومة مقبلة.

هشام الحاجي [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP