الجديد

إلياس الفخفاخ .. نصب الفخاخ لنفسه ام لغيره ؟

خديجة زروق
تقبل أغلب التونسيين بمزيج من الاستغراب و التفاؤل الحذر تكليف إلياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة الجديدة. مرد هذا الاستغراب أن إلياس الفخفاخ قد خرج في الإنتخابات الرئاسية و التشريعية بهزيمة مزدوجة، إذ لم يتحصل إلا على غبار من الأصوات ، الذي لا يكاد يذكر و فشل حزب التكتل  الذي ينتمي له، في الحصول و لو على مقعد يتيم في الإنتخابات التشريعية.
لكن انتماء إلياس الفخفاخ لجيل الشباب و تبنيه لشعارات ديمقراطية، علاوة على أن البلاد لم تعد تتحمل أكثر الوضعية الحالية،  أوجد نوعا من التفاؤل الحذر. و لكن يبدو ان إلياس الفخفاخ لم يقدر جيدا أهمية هذا التكليف و ما يفرضه من دراسة كل خطوة يخطوها.
أول الإشارات السلبية تمثلت في الإعتماد في الأيام الأولى التي أعقبت التكليف على قيادات التكتل التي احرج بعضها كخليل الزاوية إلياس الفخفاخ بتصريحات أقل ما يقال عنها أنها مربكة.
نهج الارباك و الانزياح تبناه في ما بعد إلياس الفخفاخ الذي أصر في أول تصريح له عقب التكليف على احراج رئيس الجمهورية قيس سعيد و على تبني موقف أقل ما يقال عنه أنه خارج السياق السياسي الذي تعيشه تونس.
تناسى إلياس الفخفاخ السلطة التشريعية و أعتبر أنه يدين بالتكليف لرئيس الجمهورية و للنتيجة التي أحزر عليها قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية و هو ما يعني مغادرة زمن تشكيل الحكومة إلى الزمن الإنتخابي، مع ما يعنيه ذلك من توتر إضافي و مجاني و من تقرب غير مفهوم لرئيس الجمهورية، إلا اذا كان قيس سعيد منخرطا في محاولة الالتفاف على الدستور.
مشروع الوثيقة المنهجية التي قدمها إلياس الفخفاخ عمقت هذا الانزياح إذ تضمنت طلب إلياس الفخفاخ إعتماد المراسيم لسن القوانين دون العودة إلى مجلس نواب الشعب. و إلى جانب ذلك أخطأ إلياس الفخفاخ حين تبنى مقاربة اقصائية في مشاورات تشكيل الحكومة، إذ رفض الالتقاء بحزب قلب تونس، رغم أن لهذا الحزب حضورا محترما في مجلس نواب الشعب.
و هو ما اربك المشاورات بعد أن تمسكت حركة النهضة بضرورة مشاركة حزب قلب تونس في المشاورات و في الحكومة القادمة وهو ما أوقع إلياس الفخفاخ في مأزق قد لا يخرج منه سالما لأنه قلص دون ضرورة من هامش المناورة لديه و لأنه أبدى عجزا عن الارتقاء إلى مستوى المهمة التي انيطت بعهدته.
و ترك احيانا مكانه لغير ذوي الصفة للتكلم باسمه و لدفعه لإعادة إنتاج نفس الممارسات و الأخطاء التي ارتكبها الحبيب الجملي و التي أدت إلى فشله.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP