الجديد

تشكيل حكومة الفخفاخ .. الغنوشي يستعيد المبادرة السياسية

خديجة زروق
لا يمكن فهم الأحداث السياسية خارج السياق الموضوعي و أيضا بعيدا عن الاعتبارات الذاتية للفاعلين فيها. و من هذه الزاوية يمكن النظر إلى بعض خفايا ما يشهده مسار تشكيل الحكومة الجديدة من بعض التعثر.
ذلك أن الخفايا تكشف أن العلاقة بين رئيس الجمهورية قيس سعيد و رئيس مجلس نواب الشعب و حركة النهضة راشد الغنوشي ليست في افضل حالاتها و يمكن اعتبار أنها لم تبلغ مرحلة التناغم دون أن تصل إلى حالة القطيعة التامة.
و إختيار إلياس الفخفاخ هو من بين أسباب ما يمكن اعتباره فتورا و غلبة للحسابات الذاتية في العلاقة بين “الرئيسين” ، إذ عبر راشد الغنوشي حسب مصادر مطلعة عن تحفظات هامة حول هذا الإختيار، دون أن يكلف قيس سعيد نفسه عناء التفاعل مع هذه التحفظات.
كما أن رئيس حركة النهضة لا ينظر بارتياح لما يتردد عن تنسيق كبير بعيدا عن الأضواء بين قيس سعيد و إلياس الفخفاخ و بدرجة اقل يوسف الشاهد، و هو ما جعله يتحرك بسرعة لافتة لاستعادة المبادرة، من خلال إستعادة أوراق المبادرة داخل حركة النهضة، و هو ما تأكد في الدورة الاخيرة من مجلس شورى الحركة.
و كذلك من خلال رفع سقف التصور بالنسبة لحكومة إلياس الفخفاخ إذ اشترط بقوة تجنب إقصاء حركة قلب تونس من المشاورات و من تشكيلة الحكومة الجديدة.
و هذا الشرط فيه جانب من المناورة السياسية و لكنه إستعادة أيضا لبعض ما وقع التبشير به منذ جانفي 2011 من وضع حد للإقصاء السياسي
دون مبالغة، يمكن القول بأن الشيخ راشد الغنوشي بصدد استعاد المبادرة في ظرف دقيق و حساس من مسيرته السياسية و من مسيرة الانتقال الديمقراطي، و هو ما يحمله مسؤولية كبيرة في إدارة عودته القوية إلى صدارة المشهد، لتجاوز ظرف حساس و صعب بأقل الاضرار الممكنة.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP