الجديد

الشاهد في “حنبعل”: ثقة .. سخرية .. وهجومات بالجملة

خديجة زروق
في حوار لعله الأخير بصفته رئيسا للحكومة، نزل يوسف الشاهد ضيفا على الزميلة سماح مفتاح على قناة “حنبعل”. ولعل اول الملاحظات ان يوسف الشاهد، عاد الى الحوارات المباشرة، و هي عادة تخلى عنها منذ سنته الاولى كرئيس حكومة، ويعد خطأ اتصالي “ورطه” فيه مستشاريه.
حوار اختيار له أكثر من معنى، فمن جهة التوقيت يعد مهما،  فالشاهد يُعلن من خلال هذا اللقاء نواياه المستقبلية و استعداده التام للانخراط الكامل في العمل السياسي، من بوابة العمل الحزبي، فهو سيكون متفرّغا لقيادة حزب تحيا تونس، الذي تأسس و كبُر بعيدا عنه.
و لعل السؤال الذي يطرحه الكثيرون، يكمن في مدى قدرة يوسف الشاهد على العودة للتأثير في الحياة السياسية بعيدا على السلطة، و خاصة مدى توفقه في إعادة الإشعاع إلى حزبه و لم لا تحويله إلى حزب جامع يستقطب الأحزاب الشبيهة، و تحول يوسف الشاهد نفسه الى قيادة حزبية و هو الذي اكتشفه التونسيون و ألفوه رئيسا للحكومة.
  الشاهد رئيسا للحكومة     الانتقادات و سخرية
اكتشف التونسيون صورة جديدة للشاهد، يوسف الشاهد الساخر، فقد  بدا واثقا من نفسه، ملمّا بملفاته. و لم تكن الصحفية رحيمة به، إذ لم تترك موضوعا الا تعرضت له. و رد رئيس الحكومة على جميع الانتقادات.
كما  رد على الاتهامات المتعلقة بكثرة التعيينات، فالأمر عنده يدخل في باب السير العادي للادارة و الدولة، و اغلبها نقل و ترقيات و تسميات مهنية بحتة. و كل الانتقادات تعود الى جهل بالدولة و لتصفية حسابات سياسية. لذلك اعترف بكون الحكومة تعمل في صعوبات للضبابية و عدم وضوح الرؤية لفترة انتقالية طالت أكثر من اللزوم، وهنا أعاد التذكير بالمطالبة بالإسراع بتشكيل الحكومة.
في خصوص حقل نوارة، أشار يوسف الشاهد إلى أن الحقل يدخل في الأمن الطاقي للتونسيين، واشار الى جود ضغوطات لمنع الحقل من الاشتغال. واعترف بوجود تجاذبات سياسية تحيط بالملف الطاقي. و لمّح  الى وجود “لوبيات”، من مصلحتها تعطيل بداية الإنتاج.
في ذات السياق هاجم الشاهد “الخبراء” المزعومين وطالب التونسيين بالتوقف على إشاعة أخبار التقارير المكذوبة والأرقام الوهمية، معترفا في نفس الوقت بوجود نقائص كبيرة.
و رغم تحسن المؤشرات فانه أقر بأن الوضع مازال صعبا، وحكومته افتقرت إلى سياسة اتصالية كبيرة وقد تكون أكثر النقاط سوداوية .
و ذكر بكون الحكومة القادمة سترث وضعا أفضل مما تسلم به السلطة، مثل بداية تعافي الدينار و المالية العمومية و انخفاض المديونية، و ستكون التحديات على الحكومة القادمة هي تنزيل هذه المؤشرات إلى الجوانب الاجتماعية و مقاومة الغلاء و خاصة إصلاح المؤسسات العمومية.
وفي خطاب أو موقف واضح قال بأن التفويت ليس هو الأولوية، خاصة في القطاعات الإستراتيجية، و الأمر لا يطال إلا 5 في المئة، كما اقر بأن التفويت ليس شرا مطلقا وبأن هناك شركات تم التفويت بها ونجحت.
و لم يتردد الشاهد في مهاجمة الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي، مفرقا پينه و بين الاتحاد. و ٱخذه على تحوله إلى خصم سياسي صريح، و جعله في نفس مرتبة ائتلاف الكرامة.
الشاهد .. النهضة والتوافق المغشوش
كما بين الشاهد أنه متمسك بالتوافق مع حركة النهضة، على اساس شراكة متوازنة في الحكم. و بدأ وفيا لجوهر التوافق الوطني مثلما صاغه الباجي قائد السبسي. و لم ينس الشاهد الإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به الشيخ راشد الغنوشي، رغم وجود تيار متطرف داخل النهضة.
تيار متطرف اعتبره الشاهد متحكما في ائتلاف الكرامة الذي يشتغل بالوكالة لحساب “الاسلام السياسي المتطرف”، المعادي للدولة و الحريص على التغول و الهيمنة، وفق توصيف الشاهد.
و في هذا الاطار نزل ‘المصالحة” التي حصلت مع نبيل القروي، و كشف على أنه كان وراء الإطاحة بحكومة الجملي، لأنها حكومة التطرف الإسلامي.
و ختم الشاهد الحوار بالتأكيد على حرصه الشديد، على العمل على خلق التوازن السياسي الضروري،  لتجاوز كارثة انهيار العائلة العصرية الوطنية، مؤكدا انفتاحه على كل الصيغ التوحيدية والتشاركية  الممكنة.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP