الجديد

الرئيس السبسي من مالطا .. تحيا تونس !

مالطا – منذر بالضيافي
خلال لقائه، بعدد من أفراد الجالية التونسية في مالطا، بمناسبة زيارة الدولة التي أداها الى لافالات يومي 5 و 6 فيفري الجاري، صارح الرئيس الباجي قايد السبسي الحضور، بأن الأوضاع التي تمر بها تونس اليوم صعبة، مشيرا الى أنه سيتم تجاوزها وأنه حريص على ذلك، من موقعه كرئيس منتخب مباشرة من قبل الشعب، ما جعل الحضور يتفاعلون بالقول وبكل عفوية: “تحيا تونس”، فعلق الرئيس “تحيا تونس”، في أجواء من الضحك التلقائي من الجميع بما في ذلك الرئيس.
بالمناسبة نشير،  الى أن ما يبقى في ذهن المرافق والمتابع للزيارة الرئاسية الأخيرة لدولة مالطا، أنها حملت رسائل هامة جدا، لعل أبرزها تمثل في التأكيد علي المعاني التالية:
1//
التمسك بمسار الانتقال الديمقراطي دون اقصاء برغم الصعوبات التي يمر بها، وهي في أحد أوجهها من مصاحبات كل مسار انتقالي ما بعد ثورة، دون أن نفي مسؤولية من يدير البلاد عن ذلك.
وهنا أكّد رئيس الجمهورية في مداخلته على “أنّ تونس ومالطا اللتين تتقاسمان الإيمان بالقيم الكونية للديمقراطية وحقوق الانسان، تعملان على جعل البحر الأبيض المتوسط منطقة أمن ونماء للمتساكنين على ضفافه مؤكّدا أن توجّه تونس نحو إرساء الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات وتدعيم الحقوق والحريات توجّه لا رجعة فيه”.
كما شدّد على “أنّ النهج الإصلاحي الذي تميّزت به تونس خاصة خلال فترة بناء الدولة الحديثة، مستمر من خلال التجربة الديمقراطية الراهنة حيث كرّس الدستور التونسي إسهامات المرأة التونسيّة الهامة في بناء الدولة من خلال ضمان المساواة الكاملة بين التونسيين والتونسيات وتمتيعهن بكامل حقوقهن المدنيّة والسياسيّة والاقتصادية والاجتماعية”.
2//
النقطة المضيئة في زيارة الرئيس، تمثلت في الندوة الدولية حول دعم المساواة بين الجنسين بمشاركة سياسيين وبرلمانيين وأكاديميين من البلدين في قصر “فردالا” التاريخي . وعبر عن قناعته “بأن مستقبل الشعوب والديمقراطية لا يتحقق إلا بمشاركة المرأة”.
وأضاف بأن “تونس تستحق عن جدارة لقب العاصمة العربية للمساواة بين الرجل والمرأة سنة 2019 إذا ما تمت المصادقة على مشروع قانون المساواة في الميراث”.
وذكر الرئيس السبسي بالمكاسب والإنجازات التي تحققت لفائدة المرأة التونسية، مشيرا الى أنه ” لا يمكن لبلدان أخرى أن تنقلها أو تنسج على منوالها، لكن اذا ما ارادت الإستئناس بالنموذج التونسي الإستثنائي فما عليها الا أن تلائمه مع واقعها وخصوصياتها الاجتماعية، مشددا على الحرية لا يمكن كبتها وأن تونس لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.”.
وفي ذات السياق شدد على “أن تونس ستواصل السير على نفس الدرب الإصلاحي، وأن مجلة الأحوال الشخصية الصادرة سنة 1956 قابلة للتطوير باعتبارها قانونا وضعيا، والمسألة اليوم بين يدي البرلمان، معربا عن الأمل في أن تتم المصادقة على مشروع قانون المساواة في الميراث لما فيه خير تونس وكل الحساسيات السياسية، بما فيها تلك التي تتحفظ على هذه المبادرة التشريعية الرئاسية.”.
3//
تأكيد الرئيس السبسي على أن تونس تمر بصعوبات كبيرة بل مربكة أحيانا، لكن هو على ادراك وقناعة بأنه سيتم تجاوزها، وهذا ما سنعمل على انجازه، وفق تعبيره.
كما أبرزت الزيارة الرئاسية ل “لافالات ” اشعاع تونس الأمس واليوم وغدا، وذلك من خلال الاستقبال الاستعراضي الكبير الذي حظى به من قبل المالطيين، وكذلك من خلال تأكيد الرئيس على متانة الروابط التاريخية والحضارية بين البلدين، مع فتح افاق على المستقبل، عبر دعم وتفعيل الشراكة، تمثل ذلك في الامضاء على اتفاقات تعاون هامة، ممكن أن تكون مدخلا لشراكة مهمة وواعدة.
 
 
 
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP