الجديد

السترات الحمراء تعلن عن نفسها .. وجدل حول "نواياها" و من يقف ورائها

تونس- التونسيون
أعلنت تنسيقية “السترات الحمراء” بتونس، اليوم الجمعة 14 ديسمبر 2018،  خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة، أنها ستنظم تحركات ووقفات احتجاجية في كل الجهات، وذلك  بداية من الإثنين المقبل، الذي  يتزامن مع الذكر الثامنة لانطلاق أحداث الثورة (19 ديسمبر 2018).
وأكدت التنسيقية على أن مطالبها تتلخص في مطلبا أبرزها تشغيل العاطلين عن العمل والتخفيض في الأسعار، والتنمية، والزيادة في الدخل الأدنى، والتراجع على الزيادات في أسعار الوقود.
كما طالب أعضاء تنسيقية «السترات الحمراء»، بتغيير “النظام السياسي ليصبح رئاسيا، بدلا من النظام المختلط”، وهو مطلب سياسي أثار العديد من التساؤلات حول “نوايا” و “خفايا” “جماعة السترات الحمراء”، خصوصا بعد تداول “اتهامات” عن ارتباطها بقوى سياسية معارضة للحكومة، وهو ما ينفيه أعضاء التنسيقية، الذين أكدوا أنهم “مستقلون عن كل الأحزاب”.
الاعلان عن “السترات الحمراء” ترافق مع جدل خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه المبادرة ومن يقف ورائها.  في تدوينة له كتب الناشط السياسي عبد الواحد اليحياوي ان “السترات الحمراء حركة مشبوهة هدفها إسقاط الحكومة في اطار عملية مناولة سياسية لفائذة نداء تونس حافظ قايد السبسي.. وهي لن تكون الا تشويها لاحتجاجات اجتماعية شرعية”.
كما دون الاعلامي نصر الدين بن حديد تدوينة “لافتة” تحت عنوان “السترات الحمراء”… ليست مسألة ألوان، بل نظّارات لاستقراء الواقع”.
وقال بن حديد “نترك جانبا “نظرية المؤامرة” وما تستتبع من ادوات التخوين/الترذيل وموسوعة كاملة من الأحكام المطلقة/القطعية، ونحصر الإهتمام بالبعد المباشر في علاقة بالفعل وردّ الفعل…
مبادرة “السترات الحمراء” نبتت في عقول أصحابها في صورة “نسخ/لصق” لتجربة فرنسية نجحت (على الأقل) في التحول إلى ظاهرة احتلت صدارة المشهدين الاجتماعي والسياسي في فرنسا دون أن ننسى الاعلامي ومن ورائه الفكري/الفلسفي…
القول بقدرة التجربة التونسية على الاستفادة بل الركوب على الزخم الذي صاحب التجربة الفرنسية يحمل على كثير من التبسيط وحتى السذاجة.
السترة الصفراء (السترة في ذاتها) في فرنسا اداة متوفرة بحكم القانون والتعود مع كل سائق وكل سيارة، وبالتالي هي جزء من طبيعة الأشياء، في حين ان نظيرتها الحمراء جاءت بقرار “نخبوي/فوقي” حين لا عادة ولا تراث في تونس لدى السائقين لأي صنف من السترات مهما كان اللون….
كذلك، في فرنسا نشأت الحركة من أسفل المجتمع في رفض لا يزال خالصا لأي “استغلال/ركوب” سياسي/نقابي، في حين ان “الفعل” في تونس ياتي في عمقه منخرط ضمن الصراع السياسي القائم/القادم بين قرطاج والقصبة او هو منجر حتما للاصطفاف في احد المحورين، إن لم يكن بالفعل المباشر، فسيكون بالمصلحة وطبيعة الصراع…
خلاصة: نوايا لا يمكن الطعن فيها لكن سنشاهد تجربة أقرب إلى معارك “البطحاء” بين “باندية” [فتوات] السياسة ولن تكون بالزخم الفرنسي، لأن “المتبدلة مذبالة ولو كان عروقها في المال” (وليس الماء)….”.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP