الجديد

"الصباح الغراء" .. جريدة في حجم وطن

خديجة زروق
مرت أمس الذكرى ال 69 لبعث جريدة “الصباح”، في غرة فيفري من سنة 1951 تأسست جريدة “الصباح الغراء” لتؤكد دخول تونس في مرحلة جديدة و حاسمة من مراحل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي.
لم يكن إصدار “الصباح ” مجرد مغامرة من مؤسسها الحبيب شيخ روحه، بل كانت مشروعا وطنيا يدرك أهمية الإعلام في نشر الوعي الوطني، و يكفي التذكير أن نخبة من قيادات الحركة الوطنية، و شبانها كالشهيد فرحات حشاد و الباهي لدغم و مصطفى الفيلالي و أحمد بن صالح و الشاذلي القليبي  والحبيب بولعراس … قد كانت من الأسماء و الاقلام التي ساهمت في بروز “الصباح ” و في مسيرتها.
يصعب الإتيان في بضعة أسطر على دور الصحيفة في أهم المحطات السياسية و المجتمعية التي عرفتها تونس، و لا استحضار أسماء القامات الإعلامية التي مرت بالصحيفة، و لكن يصعب أن تتم دراسة التحولات الكبرى التي عرفتها تونس منذ غرة فيفري 1951 دون العودة إلى جريدة “الصباح “.
الصحيفة التي أشار عميد الصحفيين التونسيين الهادي العبيدي في عددها الأول إلى أن “ميدان الصحافة ميدان جهاد و جلاد و أن هزيمة الفرد فيها هزيمة الكل و انتصاره إنتصار للمجموع “.
صمدت “الصباح ” و قاومت و تطورت و هي تقاوم قبل الاحتفال قريبا ببلوغ العقد السابع لتواكب التحولات التي تفرضها الرقمنة و الإعلام الإلكتروني على الصحافة المكتوبة و ايضا وضعيتها القانونية لأنها من المؤسسات المصادرة.
هذه الوضعية التي تلقي بظلالها السلبية على أبناء و بنات “الصباح ” تدعو كل الهياكل المعنية للتدخل و إيجاد حلول دائمة بأسرع وقت ممكن لأن “الصباح ” ليست مجرد صحيفة يومية بل هي معلم من معالم تونس المعاصرة و لا نرى يوما تونسيا دون “الصباح ” كإعلان عن انبلاجه.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP