الجديد

الغنوشي في خطاب انتخابي يتوجه يسارا .. اعادة اكتشاف "المستضعفين" !

تونس- التونسيون
في ما يشبه البيان الانتخابي، أعلن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في خطاب ألقاه اليوم الأحد 23 جوان 2019،  بمناسبة اختتام الندوة الوطنية الثالثة للحركة، أن حركته ستنتقل إلى مرحلة الدفاع عن المستضعفين بالمناطق الداخلية والمهمشة تنمويا.
وقال إنه بعد مرحلة الدفاع عن الهوية التي طبعت مرحلة التأسيس الى مرحلة الدفاع عن الحريات، ستنتقل  الآن إلى مرحلة الدفاع عن المستضعفين، وفق تعبيره.
بما يعني مغادرة التوجهات اليمينة الليبرالية في المجال الاقتصادي الى التوجه “يسارا”، عبر الاهتمام ب “المستضعفين”، وهي مقولة منتقاة من الارث الذي قامت عليه الثورة الايرانية في نهاية سبعينات القرن الماضي والتي كانت محل “اعجاب” من قبل “جماعة الاسلامية” في تونس حينها.

بعد ثمانية سنوات، من المشاركة في الحكم، وفق رؤية ومنهج ليبرالي في الاقتصاد، اكتشف الغنوشي عشية الاستحقاق الانتخابي، المبرمج لنهاية السنة الجارية، الفئات والجهات المهمشة،  ولذلك انتقد في خطاب اليوم التفاوت التنموي بين الجهات، معلنا خطة حركته التي تمتد إلى 2035 لكسر عزلة هذه الجهات وربطها بالساحل، بحسب تأكيده.
كما حذّر الغنوشي في هذا السياق مما اعتبره “خطرا حقيقيّا يهدّد بالانفجار” في علاقة بالفوارق التنموية والطبقية بين أبناء الوطن الواحد، مشدّدا على أهمية الديمقراطية الاجتماعية.
ويتابع الغنوشي في ما يشبه اعلان “القطيعة” مع “المنوال” الاقتصادي والتنموي الذي حكم به طيلة السنوات الأخيرة، مشيرا الى أن  “الأجور ضعيفة والأسعار مرتفعة في تونس”.

وفي ذات السياق، شدّد الغنوشي على اهمية الانتاجية ، مثمّنا خطاب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، في هذا الصدد.
كما انتقد البيروقراطية والقيود الإدارية مردفا بالقول: “تونس عملاق مكتّف (مكبّل)”، مشددا على أهمية تطوير التعليم والاعتماد على الرقمنة.
أما اللافت للانتباه، وفي سياق محرج للائتلاف الحكومي الذي تعد حركته أبرز أعمدته – ان لم نقل الحامية والرافعة له – أعلن أن حزبه يرفض أي اتفاق دولي يصادر الصناعة التونسية والفلاحة الوطنية في اشارة إلى مفاوضات “أليكا”.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP