الجديد

دموع المكي أرعبت التونسيين !

خديجة زروق

طغت الدموع التي عجز وزير الصحة عبد اللطيف المكي عن مغالبتها على مضمون الندوة الصحفية التي عقدها اليوم بالإشتراك مع وزير الداخلية هشام المشيشي رغم أهمية مضمون هذه الندوة في علاقة بمقاومة الكورونا.

يمكن القول أن دموع عبد اللطيف المكي هي “دموع سياقية ” لأنها أبرزت انتقالا من الناحية الاتصالية في تفاعل الوزير الذي يحتل موقعا متقدما في الحرب ضد الكورونا مع مجريات وقائع هذه المعركة.

لقد تراجع وثوق عبد اللطيف المكي أن “الوضع يبقى لحد الآن تحت السيطرة ” إلى إعلان بأننا على “أبواب الكارثة ” و من هذه الزاوية فإن هذا الانتقال الذي جاء بشكل قوي و مفاجيء.

وهو ما يدل على أن الحكومة لم تعد بشكل جيد استراتيجيتها الاتصالية و هو ما لا يعفيها لاحقا من المسؤولية و المساءلة و لكن “ارتباك ” كل الحكومات أمام بطش الكورونا و غموضها قد يمثل مدعاة تخفيف و إرجاء و لو إلى حين لأن حدة المعركة تفرض تغليب عوامل الوحدة و التماسك و تجنب ردود الفعل التي قد تقف وراءها خلفيات إيديولوجية و هو ما تجلى في بعض ردود الفعل من دموع وزير الصحة عبد اللطيف المكي.

أن يرى الرأي العام دموع مسؤول سياسي لا يمثل سبب استنقاص او سابقة في العمل السياسي. فالوزير يتأثر بوصفه إنسانا و يمكن للارهاق أو للخشية من المستقبل أن يجعل دموعه تفيض من عينيه.

العارفون بقوة شخصية عبد اللطيف المكي و صلابته و هو الذي لم تبكه سنوات السجن الانفرادي يصدقون كلامه حين أشار إلى أن دموعه التي غلبته هي “دموع قوة ” .

يمكن للدموع أن تكون عاملا من عوامل استنهاض الرأي العام من خلال تحميله مسؤولياته و إيجاد حالة من التماهي بين المسؤول و المواطن بما يجعل المواطن يغير إيجابيا سلوكاته.

و قد بكى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في عدة مناسبات في خطبه ….الجانب الإنساني في المسؤول السياسي مهم و بروزه في لحظات الأزمة يمكن أن يلعب دورا ايجابيا و أن يساهم في إقامة جسور تبدو مفقودة او ضعيفة لحد الآن بين الحكومة و الرأي العام

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP