الجديد

دول المغرب العربي مع تركيا في الأزمة الليبية !

كتب: غازي معلى
أصدرت حكومة الوفاق الليبية من طرابلس، عن طريق وزارة خارجيتها ، بيانا تشكر فيه دول المغرب العربي خاصة ( تونس و الحزائر و المغرب و موريطانيا) إلى جانب قطر و السودان، للوقوف إلى جانبها في اجتماع الجامعة العربية الأخير، دون توضيح كيف، و لكن الأخبار القادمة من القاهرة من ناحية، و فحوى بيان الجامعة الذي جاء فيه : ” التأكيد على دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات في ديسمبر 2015، باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا، وأهمية إشراك دول الجوار في الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة في بلادهم” ، كان واضحا في الاشارة لدول الجوار المغاربي وأهمية وزنها في علاقة بمستقبل الأزمة الليبية خاصة تونس والجزائر.
كما نص البيان على “التأكيد مجددا على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا، وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية”،   و من هنا نستنتج ان دول المغرب العربي، قد دفعت للإبقاء على الاعتراف بحكومة السراج، في تناغم مع الشرعية الدولية و قرارات مجلس الامن من ناحية، و كذلك التصدي ولو بطريقة سياسية غير مباشرة للمحور المصري السعودي الإماراتي، الساعي لسحب الثقة من السراج و حكومته.
وبهذا تكون تونس، اصطفت إلى جانب عمقها الاستراتيجي المغاربي، و هذا هو الموقف المتزن الذي طالما اتخذه المرحوم الباجي قائد السيسي، من الملف الليبي المتناهي مع الجزائر، و الغير معارض للموقف المغربي، و تحت سقف الشرعية الدولية.
لكن اللافت أيضا ، أن هذا الاجتماع الطارئ للجامعة العربية جاء على اثر اعلان تركيا نيتها التدخل العسكري في ليبيا، لم يكن فيه إشارة واضحة للموضوع، ماعدا كلام عام من نوع رفض ”التدخل الخارجي أيا كان نوعه”.
وهو ما يشير الى ان هناك تقاطع مصالح بين دول المغرب العربي و تركيا في ما يخص الملف الليبي، و لو بطرق مختلفة و منفصلة من دولة لأخرى، فتونس لها حساباتها و خاصة التقارب والتنسيق الغير مخفي بين الحزب الفائز في الانتخابات (النهضة) و السلطة التركية من ناحية أخرى، و اكبر دليل الزيارة الخاطفة بداية الأسبوع الفارط لأردوغان إلى تونس،  و الإعلان بعد الزيارة بساعات عن انطلاق حملته في ليبيا.
دون أن ننسى توقف  البوارج الحربية التركية في ميناء الجزائر الذي لا يمكن الا ان يكون له معنى مختلف مع المحور العربي المعادي لتركيا، و كذلك عدم تعليق المغرب على الوضع، وكل ذلك يعطي إشارات أخرى تمامًا بأن سنة 2020 ممكن تكون سنة انطلاق عودة الود و التنسيق الحقيقي بين دول المغرب العربي، و لو من باب أزمة إذا اشتعلت ممكن تعصف بكل دول المنطقة،  خصوصا وان ليبيا دولة مغاربية شاسعة و ممتدة تفصل المغرب العربي عن مشرقه المنفجر والغير مستقر.
 
 
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP