الجديد

في الذكرى 36 للسابع من نوفمبر .. الرئيس زين العابدين بن علي .. ما له وما عليه

منذر بالضيافي

في مثل هذا اليوم 7 نوفمبر من سنة : 1987 – الوزير الأول زين العابدين بن علي يطيح بالرئيس الحبيب بورقيبة في انقلاب أبيض ويتولى رئاسة الدولة.  – انقلاب أو تحوّل 7 نوفمبر 1987 : الذي أصبح يُطلق على الحركة التي تولى على إثرها زين العابدين بن علي سدة الحكم في تونس بعد إزاحته للرئيس الحبيب بورقيبة.

استندت هذه الحركة إلى الفصل 57 من دستور 1959 الذي ينص على أن يتولى الوزير الأول رئاسة الجمهورية في حالة عجز أو وفاة رئيس الجمهورية. واعتمد بن علي على تقرير طبي أصدره مجموعة من الأطباء، فجر يوم 7 نوفمبر، نص عن عجز الرئيس بورقيبة (البالغ من العمر آنذاك 84 عاما) عن القيام بالمهام المنوطة بعهدته.

7 نوفمبر 1987 ، الذي تمر اليوم ذكراه رقم 36، مثل لحظة مهمة و فارقة في تاريخ تونس المعاصر، مرحلة قوبلت بترحاب كبير من قبل كافة القوي السياسية آنذاك، التي وجدت في البيان الذي تلاه الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، استجابة لمطالبها لطموحاتها، خاصة في حياة سياسية تعددية.

وكانت السنوات الأولى للتحول أو “العهد الجديد” كما أطلق عليه لاحقا، كانت مبشرة بانتقال سياسي سلس نحو الديمقراطية ، والقطع مع سلبيات دولة الاستقلال، ومع أزمة الدولة الوطنية، التي بدأت تطل برأسها وخاصة في مسألتين أساسيتين، تتصل الاولى بغياب الديمقراطية ، اما الثانية فهي المتعلقة بضرورة الانتقال نحو منوال تنموي جديد.

لكن بعد اقل من عشرية، تنكر الرئيس الأسبق ومن كان حوله ، لما تضمنه بيان التحول ليتحول الى نظام سلطوي – وليس دكتاتوري – ..

قام ” نظام التحول” باحتكار السلطة والاعلام وكل الفضاء العمومي ، الأمر الذي مثل مدخلا وبيئة مناسبة للتحول الى نظام مغلق، وجدت فيه الزبونية العائلية ومن تحالف معها مناسبة للسطو على مقدرات البلاد، فكان انتشار الفساد.

تبقى فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، جديرة بالاهتمام والبحث والتحليل بعيدا عن الشيطنة والتمجيد.

فالرجل – برغم كل المنزلقات- حافظ على استقلالية القرار الوطني، وكانت له مواقف مهمة انتصر فيها لهذا الخيار.

كما أنه مثل استمرارية لا قطيعة لخيارات وتوجهات دولة الاستقلال بزعامة المؤسس الحبيب بورقيبة، اذ كان أمينًا على الخيارات الكبرى و الرئيسية، ونعني هنا بالأساس المحافظة على النمط المجتمعي الحديث.

المشروع المجتمعي العصري، المبني على جملة من لا مكاسب التقدمية، أبرزها تحرير المرأة، واعطائها مكانة بارزة في المجتمع والدولة.

لكنه لم يكن ديمقراطيا مثل سلفه، الذي لم يكن بدوره ديمقراطيا ، برغم أن في عهده – زمن بن علي- كانت البلاد متهيئة لبناء أنموذج ديمقراطي.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP