أسئلة ديمقراطي حائر!؟
بقلم: خالد شوكات
أرسل لي صديق بمناسبة الاحتفال بالسنة التاسعة للثورة، رسالة لم تتضمن سوى أسئلة، قال انه ينتظرني ان اجيبه عليها، بالنظر الى حماستي الدائمة للنظام الديمقراطي ودفاعي المستميت عن كونه النظام الأكثر لياقة بالإنسان، وقد ارتأيت ان اتقاسم معكم أسئلة الصديق، مع تقديري سلفا لوجاهتها من جهة، ولكن لتركيزها على النصف الفارغ من الكأس من جهة ثانية؟ وأسئلة الرجل كما يلي:
هل يعقل ان تقوم الديكتاتورية بحفظ الذوق العام والحد من البذاءة في الفضاء العمومي وتقوم الديمقراطية بالحطّ من الذائقة العامة واشاعة الفحشاء والمنكر بين الناس؟
هل يعقل ان تضمن الديكتاتورية مكانة علوية للكفاءة والأكفاء والموهوبين وتكون الديمقراطية مدخلا للرداءة والسوقة والمتحيّلين؟
هل يعقل ان تصون الديكتاتورية قيمة العمل والإنتاج والانتاجية وتقود الديمقراطية إلى التسيّب والفوضى والعبث بالممتلكات العمومية؟
هل يعقل ان تحرس الديكتاتورية السيادة الوطنية وتشكّل الديمقراطية انتهاكا صارخا لاستقلال القرار الوطني ومجالا لسطوة السفراء والمندوبين الدوليين؟
هل يعقل ان تنتج الديكتاتورية عائلة فاسدة واحدة وتتيح الديمقراطية الفرصة لظهور آلاف المفسدين والمهرّبين والمافيا من كلّ لون؟
هل يعقل ان تتحكَّم الديكتاتورية في المديونية وسائر مؤشرات المالية العمومية وتفضي الديمقراطية الى ارتهان البلد لمراكز القوى الاقليمية والدولية؟
هل يعقل ان تحقق الديكتاتورية نسبة نموّ لم تقلّ سنة واحدة عن 4 % بينما تعجز الديمقراطية عن ادراك هذه النسبة في أي سنة من سنواتها العجاف التسع؟
هل يعقل ان تحفظ الديكتاتورية خدمة مقبولة في جميع المرافق العمومية فيما تقود الديمقراطية الى انهيار غير مسبوق في جميع هذه المرافق؟
هل يعقل ان تجعل الديكتاتورية المرأة قادرة على السفر ليلا من بنزرت الى بنقردان امنة بينما تعجز الديمقراطية على تأمينها داخل مدينتها أو بلدتها؟
هل يعقل ان تمنح الديكتاتورية الأمل للمواطنين في عيش أفضل فيما تكون الديمقراطية مصدر اكتئاب ويأس لم يسبق للتونسيين في اي عهد ان عاشوه حتّى هاجرت عشرات الآلاف من خيرة العقول؟
بقيت الإشارة ختاما إلى ان الديمقراطية الى كونها نظام سياسي له مزاياه وعيوبه، فهي النظام الوحيد الذي يسمح لمن ينتقده ويعارضه بحرّيّة النقد والمعارضة.
كما أكدت باستمرار على ان الديمقراطية التي لا تخلق التنمية ستظل غير مقنعة لمواطنيها ومثار أسئلة من هذا النوع وأعمق.
Comments