اضراب اتحاد الشغل .. المشهد التونسي على “صفيح ساخن”
هشام الحاجي
يجعل تساوق الاضراب العام الذي أعلن عنه الإتحاد العام التونسي للشغل مع المناخ السياسي و الاجتماعي يوم الخميس القادم من هذا الأسبوع اسبوع حبس الأنفاس. ذلك أن الأمر لن يقتصر على الاضراب العام فقط، بل في تزامن مع ذلك يستعد الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي لتنظيم مسيرة “كبيرة” يوم السبت المقبل، و حسب مصادر مطلعة على كواليس الحزب الدستوري الحر، فإن ” زعيمة ” الحزب تريد أن تكون التعبئة لهذه المسيرة استثنائية.
و كما يقول المثل الفرنسي، فإنه ” لا يمكن إطلاقا أن يكون هناك إثنان دون ثلاثة”، فإن نهاية هذا الأسبوع ستشهد إجراء ” دربي العاصمة ” لكرة القدم، و هو حدث رياضي في ظاهره، و لكن كواليس كرة القدم التونسية، و ما تلعبه الرياضة الشعبية الأولى عندنا من أدوار تتجاوز المستطيل الأخضر، أخذت في النفخ في جمر العواطف الرياضية .
هذا يعني أن المخاوف من امكانية ” انزلاق” هذه ” المحطات” الثلاث نحو العنف يبقى واردا سواء كان هذا ” الانزلاق” عفويا أو مخططا له، خاصة و ان ذاكرة ” الخميس الأسود ” الاصلي الذي عاشته تونس يوم 26 جانفي 1978 تبقى حاضرة في الأذهان و الوجدان.
يصعب التكهن بما يمكن أن تؤول اليه محطات الاسبوع القادم و لكن من الصعب أن تفضي إلى توجيه مؤشرات إيجابية و إلى ايقاف مسار التدهور و الاقتراب من متاهة التوتر وشبح العنف .
ذلك أن باب الحوار قد أغلق تقريبا – ويبقى في السياسة كل شيء ممكن – و تجاوز أقطاب الطبقة السياسية نقطة اللاعودة و طغى خطاب ” كسر العظام ” الذي يمهد لسياسة ” كسر العظام ” التي يبدو أن الجميع يندفع اليها .
ظاهريا اصبحت المواجهة بين الإتحاد العام التونسي للشغل و رئاسة الجمهورية معلنة و تبدو مرشحة لمزيد التطور خاصة و أن الاضراب العام سيدفع رئيس الجمهورية لرد الفعل و هو الذي يملك امكانية اللجوء إلى إلغاء الاقتطاع الآلي على الأجور أو ” استغلال” ما قد يطرأ من انفلات لتحريك دعاوى قضائية.
أسبوع حبس الأنفاس لا يهم ” المتابعين ” فقط بل ” الفاعلين” خاصة .ذلك أن “نجاح” الإضراب العام يعطي ” حصانة” و ” دفعا” لقيادة الإتحاد العام التونسي للشغل في حين ان ” فشله” يزيد من ” إرتياح ” قيس سعيد لما شرع في إنجازه من ” تهميش” المركزية النقابية و دفعها إلى أن تنكفئ إلى حدود المجال الاجتماعي و من ” حرمان” المعارضة الضعيفة و المنقسمة من داعم مهم ، حتى و ان كان هذا الداعم يحرص على أن يؤكد أنه لا يلعب لحساب الآخرين.
Comments