الجديد

اقالة المنصف البعتي .. تزعج قيس سعيد وتزيد في ارباك عهدته

خديجة زروق
أصبحت تونس في اليومين الأخيرين في قلب الجدل السياسي و الإعلامي المتصل بصفقة القرن الأمريكية و التي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على الجميع. وذلك على خلفية الاقالة الغامضة  لمندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة  الدبلوماسي المنصف البعتي. و ذلك لسببن على الاقل و هما تعدد الروايات حول أسباب الإقالة، و أيضا أن تونس هي حاليا عضو غير دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي، و هو ما جعل مندوبها يتحرك انطلاقا من هذا الموقع، و استنادا إلى ثوابت الديبلوماسية التونسية، و بالتنسيق مع مندوب اندونسيا، لإعداد مشروع قرار يعبر عن رفض صفقة القرن،  باعتبارها في العمق تصفية مغلفة للحقوق الفلسطينية و نسفا لأسس الشرعية الدولية.
العارفون بلعبة الكواليس يعلمون جيدا أن خطوة مماثلة لا يمكن أن تمر دون أن تواجه رد فعل من الولايات المتحدة الأمريكية، و هو ما جعل سقف مشروع اللائحة مرتفعا حتى يكون بالإمكان التوصل إلى حل وسط ، يقضي بالتخفيف من حدة اللائحة لقاء امتناع الولايات المتحدة  عن استعمال حق النقض.
يحتاج التعامل مع “الضغوط الديبلوماسية “، التي لا تخلو من ترغيب و ترهيب امتلاك رؤية واضحة، و قدرة على إلتقاط اللحظة و التفاعل معها، و هو ما تجلى على سبيل الذكر في صمود الرئيس الحبيب بورقيبة ، أمام الضغوط الأمريكية بعد إصراره على أن يدين المنتظم الأممي الغارة الإسرائيلية على حمام الشط.
في حالة تونس اليوم، نلاحظ أن رئيس الجمهورية  قيس سعيد يجمع للأسف بين قوة الخطاب و طراوة الموقف، و هو ما جعل مجرد مكالمة هاتفية من صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تربكه و تدفعه لإقالة متسرعة لمندوب تونس الدائم لدى الأمم المتحدة.
لا شك أن هذا الارتباك الذي يتساوق مع عجز تواصلي، يشجع المدافعين عن الكيان الصهيوني، لفرض ضغوط إضافية قد تأتي لهم بمكاسب إضافية، لعل من أهمها التطبيع المعلن و الناجز بين تونس و الكيان الصهيوني، لأن للأمر رهانات استراتيجية لدى الجانب الصهيوني، لأن لتونس رمزيتها في الوطن العربي، كنقطة إشعاع فكري و قيمي، و هو ما يجعل دورها أكبر دائما من حجمها، و لأن للشعب التونسي ارتباطا لافتا و يكاد يكون استثنائيا مع الشعب الفلسطيني و قضيته.
يعلم الجميع أن هذا الضغط يتغذى أيضا من حالة العزلة الدولية، التي أخذت تنزلق إليها تونس و التي تعود بالأساس إلى عجز رئيس الجمهورية قيس سعيد، عن التحرك خارج تونس و عن إيجاد سياسة اتصالية و ديبلوماسية،  تبرز حقيقة مواقفه و تزيل ما يروج عن حق او غير حق، من ارتباط مواقفه ببعض الدول و المحاور كالجمهورية الإسلامية الإيرانية على سبيل الذكر لا الحصر.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP