الحبيب الصيد يدعو الى طاولة الحوار والى “توافقات جديدة قبل انزلاق البلاد إلى مربعات أخرى”
** على التونسيين تغيير نظامهم السياسي إلى رئاسي معدل
** تونس لم تستغل مقعدها في مجلس الأمن بسبب القرارات الارتجالية.
** لابد من الجلوس على طاولة حوار وانجاز “توافقات جديدة قبل انزلاق البلاد إلى مربعات أخرى”
في حوار مع جريدة “العرب” الدولية قال رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد انه على “التونسيين تغيير نظامهم السياسي الى رئاسي معدل”، وأشار الى أن تونس “لم تستغل مقعدها في مجلس الأمن بسبب القرارات الارتجالية”.
تغيير النظام السياسي الحالي الذي أثبت فشله وفق الصيد وهو موقف يتبناه رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد خلال الفترة الأولى من حكم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، حيث أشار في حوار مع “العرب” إلى أن التونسيين مطالبون اليوم بإرساء نظام رئاسي معدل وذلك وسط دعوات متصاعدة لإجراء حوار وطني ينتشل البلاد من أزمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ويعتقد الصيد، الذي تقلد رئاسة الحكومة بين فيفري 2015 وأوت 2016، أن دستور 2014 وهو دستور صادق عليه آنذاك المجلس الوطني التأسيسي، الذي هيمن عليه الإسلاميون (حركة النهضة) لم يعد مناسبا، ومن الضروري تغييره، مشددا على أن الحوار لوحده قادر على إنهاء الأزمة التي تمر بها تونس.
والصيد البالغ من العمر 71 عاما، شغل مناصب حكومية عديدة في تونس، على غرار وزير للداخلية بعد ثورة 14 جانفي 2011، قبل أن يصبح على رأس أول حكومة بعد انتخاب السبسي رئيسا، وقبل ذلك كان شغل منصب مدير ديوان وزراء الفلاحة بين 1993 وإلى غاية 1997 حيث تقلد مدير ديوان وزراء الداخلية لغاية 2001 ليصبح وزير دولة (كاتب دولة) لدى وزير الفلاحة.
ويرى الاعلامي صغير الحيدري الذي أجرى الحوار أنه بالرغم من ابتعاده عن الساحة السياسية، فإن الصيد لديه رؤية تبدو واقعية وتتمثل في الحوار باعتباره الملاذ الوحيد لإخراج تونس من مأزقها الحالي، حيث تتخبط البلاد في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة تزامنت مع حالة تشرذم سياسية أعقبت الانتخابات التشريعية في 2019.
وهذه الشخصية، التي عاشت تجربة توافق السبسي مع الإسلاميين، تؤكد على أن المطلوب اليوم في تونس هو أن يلتقي الجميع على طاولة الحوار، وأن يهتدي الجميع لتوافقات جديدة قبل انزلاق البلاد إلى مربعات أخرى.
وليس للرجل، الذي كان ثاني وزير داخلية بعد الثورة في عام 2011، أي تجارب سياسية أو حزبية رغم أنه تقلّد العديد من المواقع الحكومية حتى في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث نأى وقتها الصيد عن الانتماء إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم حينها.
Comments