الجديد

الدورة الثانية للانتخابات البرلمانية بتونس  .. إقبال ضعيف وتكتّم كبير من هيئة الانتخابات على نسب المشاركة

تونس- التونسيون

انطلقت اليوم الأحد 29 جانفي 2023 الدورة الثانية من الانتخابات البرلمانية في تونس، وسط سياق أزمة سياسية معقدة، و قد اخذت في التمدد  بعد أن تغذت من نتائج الدور الأول للاستحقاق الانتخابي، الذي تم في 17 ديسمبر الماضي، وشهد نسبة مشاركة ضعيفة لم تتجاوز 12 بالمائة من الجسم الانتخابي، وهي النسبة الأضعف في تاريخ الانتخابات في البلاد، ما جعل المعارضة تدعو الى الغاء الدور الثاني، فضلا عن اعتبارها نتائج الدور الأول بمثابة استفتاء على “شرعية” و “مشروعية” الرئيس قيس سعيد، ما جعل فصيل منها يحتج في الشارع ويطالبه ب “الرحيل”، فضلا عن تعدد المبادرات المطالبة بحلحلة الأزمة، وذلك وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

ومثلما كان متوقعا فان نسبة الاقبال في الدور الثاني كانت ضعيفة، حيث لم تتجاوز  قبل ثلاثة ساعات من اغلاق الصناديق ( الثالثة مساء ) الثمانية بالمائة، وفق تصريح رسمي لرئيس هيئة الانتخابات، كما أكدت جل تصريحات وبيانات الجمعيات المراقبة للعملية الانتخابية، على ضعف المشاركة في الانتخابات، و أشارت هذه الجمعيات الى عدم وجود تعامل مرن من قبل الهيئة المشرفة على الانتخابات، خاصة في ما يتصل بإعلان نسب المشاركة.

يُذكر أن نسبة الإقبال على التصويت في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية، بلغت 7 فاصل 73 بالمائة في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال بعد أن كانت  71ر4 بالمائة وذلك إلى حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، وفق ما صرّح به رئيس هيئة الانتخابات، فاروق بوعسكر الذي أشار في نقطة إعلامية إلى أن عملية الاقتراع تسير بشكل طبيعي وهادئ، وان الهيئة لم تسجل إلى غاية تلك الساعة، أي إشكاليات تذكر من الناحية التنظيمية واللوجستية ولم تسجل أيضا أي خروقات ذات أهمية في جميع المراكز والمكاتب، متوقعا أن تكون نسبة الإقبال مرتفعة في الساعات القليلة القادمة”.

مركز “عين على الناخبات” يسجّل “إقبالا ضعيفا جدا ويكاد يكون منعدما للناخبات ببعض مراكز الاقتراع”

أعلن المركز التونسي المتوسطي لملاحظة الإنتخابات، عين على الناخبات، أنه سجّل إقبالا ضعيفا جدا ويكاد يكون منعدما للناخبات بمراكز الاقتراع المرصودة من قبله، عبر تراب الجمهورية، خلال الفترة الصباحية للاقتراع في الدور الثاني من الانتخابات التشريعية.

وذكر هذا المركز، في بيان أصدره بعد ظهر اليوم الأحد، أنه لاحظ أيضا تواصل الحملات الانتخابية، في محيط بعض مراكز الاقتراع ومحاولات مرافقة الناخبات إلى داخل المراكز من طرف أقربائهن.

وأفاد من ناحية أخرى بأن النساء مثّلن نسبة 15 بالمائة من مجموع رؤساء مراكز الاقتراع ونسبة 68 بالمائة من جملة أعضاء المراكز.

وقد نشر مركز عين على الناخبات، 153 ملاحظة وملاحظا، يوم الاقتراع في الدور الثاني للانتخابات التشريعية، في 10 ولايات وهي جندوبة وسليانة وباجة والكاف والقصرين وقفصة ومدنين وتطاوين وتوزر وقبلي. ”

”مراقبون”: هيئة الانتخابات تتعمّد حجب عدد المقترعين

أكّد رئيس شبكة مراقبون سليم بوزيد تعمّد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات حجب عدد المقترعين في عدد كبير من مراكز الاقتراع، حسب ما رصده ملاحظي الشبكة. .

وأضاف بوزيد، في تصريح لاذاعة موزاييك، اليوم الأحد، أنّ شبكة مراقبون لن تقدّم اليوم أيّ معطيات متعلقة بالنسب التقديرية كما تعوّدت، معتبرا حجب الهيئة للنسب فيه مسّ بمبدأ الشفافية. ”

جمعية شباب بلا حدود: “إقبال ضعيف على التصويت ورصد مخالفات جسيمة”

ذكرت جمعية شباب بلا حدود، أن ملاحظيها الذين تابعوا سير عمليات التصويت، في عديد المراكز بـ 11 ولاية، عاينوا إقبالا ضعيفا على التصويت، في بداية يوم الاقتراع للدور الثاني من الانتخابات التشريعية، بالإضافة إلى رصد ما اعتبرته الجمعية مخالفات جسيمة.

وأضافت شباب بلا حدود، في بيان لها اليوم الأحد، أن عملية افتتاح التصويت تمت في ظروف مقبولة عموما وأن ملاحظيها وعددهم 329 ملاحظا، رصدوا تواصلا للدعاية الانتخابية، أمام بعض مراكز الاقتراع، على غرار حث رئيس مكتب اقتراع بسوسة على التصويت لمرشّح بعينه ومحاولات ناخبين التأثير داخل مكاتب اقتراع في تونس وصفاقس على المصوتين، لحثهم على التصويت لمرشح معيّن، حسب هذه الجمعية.

ومن المخالفات الجسيمة التي رصدها ملاحظو شباب بلا حدود، منع الملاحظين من الدخول إلى مراكز أو مكاتب التصويت في ولايات تونس وسوسة وصفاقس ومنوبة، وذلك بتعلة وجوب الحصول على اعتماد جديد لملاحظة الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية.

كما تم تسجيل حالات عنف لفظي، أمام مركز اقتراع بتونس، بين صحفيين وأعضاء المركز، حسب نص البيان الذي جاء فيه أنه تم أيضا تسجيل حالات عنف لفظي، بين ممثلي مترشحين ورؤساء مراكز اقتراع، بولايتي تونس وبن عروس.

ومن الإخلالات الأخرى التي تم رصدها، عدم تعليق قائمة الناخبين أمام 55 مكتب اقتراع بولايات صفاقس وقابس وبن عروس وباجة وبنزرت. كما تم رصد إخلالات أخرى تتمثل في عدم التقيد بإجراءات عمليات التصويت في بعض مكاتب الاقتراع وعدم سرية التصويت في عديد الحالات بولايات تونس ومنوبة وصفاقس وسوسة وعدم تعليق دليل خطوات الاقتراع أمام 23 مكتب اقتراع بولايات تونس وبنزرت ومدنين وقابس وبن عروس وصفاقس، وفق ملاحظي هذه الجمعية والذين تنقلوا بين 1856 مركز اقتراع، في 12 ولاية وهي تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة وبنزرت وجندوبة وباجة ونابل وصفاقس وقابس وسوسة ومدنين.

رئيس جمعية عتيد: إقبال ضعيف في الساعة الأولى وتسجيل إخلالات بسيطة

أكد رئيس الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات (عتيد)، بسام معطر، اليوم الأحد، أن نسبة الإقبال والمشاركة في التصويت في الساعة الأولى كانت ضعيفة، مشيرا إلى غياب مظاهر الاكتظاظ في المراكز التي كانت جاهزة للعملية الانتخابية.

وأضاف معطر، في ندوة صحفية انتظمت اليوم الأحد بمقر الجمعية بالدندان، أن الجمعية وزعت 400 ملاحظ متكونين ومعتمدين على مستوى 24 هيئة فرعية، معتمدة الاستراتيجية المتمثّلة في ملاحظة مكاتب اقتراع نموذجية على مستوى كل الدوائر الانتخابية بصفة قارة تقع ملاحظتها لكامل اليوم واعتماد ملاحظ متجوّل بصفة دوريّة لمدة 30 دقيقة بكلّ مركز.

وأشار إلى تسجيل إخلالات بسيطة، قال إن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قادرة على تلافيها في ظرف وجيز، وهي متعلقة بإجراءات ما قبل الافتتاح والافتتاح وبجاهزية الهيئة، مستغربا تكررها رغم أنه لم يمض وقت طويل على الدورة الأولى للانتخابات.

ولاحظ في هذا الخصوص وجود تأخير في تعليق قائمات الناخبين بمركز الاقتراع (مدرسة الإمام سحنون بمنوبة / المدرسة الابتدائية نهج المهيري بدائرة بن قردان- مدنين، مدرسة البساتين بالمنيهلة-أريانة… ) مع غياب قائمات الناخبين بمركز الاقتراع بمدرسة الباشا بصفاقس 2.

كما أشار إلى منع ملاحظين من الدخول واشتراط شارات تحمل شعار الانتخابات التشريعية 2023 بمدرسة أولاد فرحان بالقيروان الشمالية، مع عدم مدّ الملاحظين بأرقام أقفال الصندوق بمدرسة الإمام سحنون بمنوبة، فضلا عن تسجيل خطإ في سجل الناخبين بالمكتب عدد 3 بمدرسة بالي- صفاقس 2 مما أدّى إلى تأخّر انطلاق عمليّة الاقتراع.

وأهاب معطر بالهيئة الفرعية احترام حق نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة الى مراكز ومكاتب الاقتراع وعدم الحد منه، مشيرا الى تسجيل غياب ممرّ للأشخاص ذوي الإعاقة بمركز الاقتراع العفّة بمنوبة.

كما طالب معطر الهيئة بضرورة تيسير عمل الملاحظين في المراكز والمكاتب، وجدد طلب الجمعية نشر محاضر مراقبيها لضمان الشفافية والتصدي لكل التجاوزات التي يمكن أن تؤثر على سير العملية الانتخابية. ”

مرصد شاهد : إقبال ضعيف جدا وتكتّم من أعوان هيئة الانتخابات على نسب الإقبال

قالت رئيسة مرصد شاهد لمراقبة الانتخابات ودعم التحولات الديمقراطية، علا بن نجمة، اليوم الأحد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء (وات)، إن إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع ضعيف جدا، مما يفسر تكتّم أعوان هيئة الانتخابات ورفضهم الكشف عن نسب الإقبال بكل الدوائر الانتخابية، وفق تقديرها.

ولاحظت بن نجمة عدم إلتزام المترشحين بالصمت الانتخابي والحياد، مشيرة إلى وجود خرق كبير للصمت الانتخابي، من خلال القيام بحملات انتخابية في محيط مراكز الاقتراع، حيث تم الاتصال بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات في هذا الغرض، وفق تعبيرها.

وأضافت قولها إن سيارات إدارية تابعة للبلديات تقوم باستقدام المقترعين إلى مراكز الانتخاب، وأفادت بأنه تم تهديد ملاحظ مرصد شاهد بإعدادية الهدى وادي الليل/منوبة من قبل تابعين لأحد المترشحين ومطالبته بمغادرة المكان.

كما أشارت إلى وقوع حادثة وصفتها بـالغريبة في القيروان، وتحديدا في مركزي الاقتراع أبي زمعة البلوي و الصحابة، حيث أقدم أربعة رجال أمن مصحوبين بكلاب على إخلاء المكان، بما في ذلك من أعوان هيئة الانتخابات ليتم بعد ذلك استئناف سير العملية الانتخابية، حسب روايتها، مطالبة بتوضيح بخصوص هذه الحادثة.

وفي جانب آخر، أفادت بن نجمة بأن مرصد شاهد يشارك في الدور الثاني للانتخابات التشريعية بحوالي 600 شخص، بين ملاحظ ومنسق، في كل الدوائر الانتخابية، مؤكدة فتح مراكز ومكاتب الاقتراع لأبوابها بصفة عادية.

ولاحظت، في هذا السياق، وقوع عديد الإشكالات، حيث رفض أعوان هيئة الانتخابات في الكثير من الدوائر تمكين الملاحظين لمختلف الجمعيات التي تعنى بالشأن الانتخابي من الدخول ببطاقات الاعتماد للدور الأول، موضحة أنه تم حل الإشكال بتوزيع بلاغ هيئة الانتخابات الذي ينص على أن هذه البطاقات مازالت سارية المفعول.

وانطلق مرصد شاهد في ملاحظة سير عملية الاقتراع الخاصة بالدور الثاني للانتخابات التشريعية بقاعة العمليات المركزية المخصصة للغرض بأحد النزل بتونس العاصمة بالتنسيق مع 48 منسقا جهويا والمئات من الملاحظين من مختلف الدوائر الانتخابية بولايات الجمهورية.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP