الفخفاخ يناور و “يبتز” الأحزاب
تونس- التونسيون
أعاد رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ الجميع إلى نقطة الانطلاق بعد أن رفع في اللقاء الذي جمعه البارحة في مقر البرلمان براشد الغنوشي الوضع إلى نقطة الانطلاق.
أعلم الفخفاخ رئيس مجلس نواب الشعب و رئيس حركة النهضة أنه لن يشرك حركة قلب تونس بأي شكل من الأشكال في حكومته و لن يواصل تشريكها في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة و أن لديه الحق في حصة من وزراء اسماهم وزراء مستقلين لا تقل عن عشرة وزراء علاوة على “الحق ” في نيل حقائب وزارية معينة و في الاعتراض على الأسماء التي تقترحها الأحزاب إذا كانت لا تنسجم معه.
قلب الفخفاخ ظهر المجن و طاولة المفاوضات على حركة النهضة و على حركة قلب تونس و أثار من جهة أخرى تحفظات حركة الشعب التي رفضت حديثه عن وزراء سياسيين مستقلين.
و حين يتزامن “انقلاب الفخفاخ ” على بعض تعهداته مع الاقتراب من نهاية الوقت المخصص لتشكيل الحكومة يمكن التساؤل عن النوايا الحقيقية للرجل الذي أخذ يدفع الكتل البرلمانية إلى الحائط و يفرض عليها التصويت لحكومته دون المشاركة فيها و هو وضع غير منطقي و يمس من مصداقية الأحزاب ومن نتائج الإنتخابات.
في ظاهر الأشياء يبرز الفخفاخ الحلقة الاضعف في الرقعة السياسية و لكنه يتصرف بأسلوب لا يفهم إلا على أنه عكس ذلك تماما ، يرى فيه البعض “مغامرة” أو سوء تقدير او انخراط في تحرك مناهض للأحزاب ذات الحجم البرلماني الوازن.
و قد تكون لهذا التحرك صلة بحسابات و برامج رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي ما انفكت علاقته بحركة النهضة تتوتر او بيوسف الشاهد الذي كان وراء اقتراح اسم إلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة.
كما أن مواقف ونهجية عمل الفخفاخ تبدو في انسجام مع مضمون الظهور التلفزي الأخير لرئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد، الذي هاجم فيه النهضة و اتحاد الشغل، و تحدث عن الدور الذي لعبه في اسقاط حكومة الحبيب الجملي، و قد يكون هذا الدور متواصلا حاليا و لكن بأدوات أخرى و أسلوب مغاير، وفق راي البعض.
Comments