المملكة السعودية في عيدها ال 91 … المراهنة على المستقبل
خديجة زروق
احتفلت المملكة العربية السعودية الخميس 23 سبتمبر، بيومها الوطني الـ91، تحت شعار “هي لنا دار”، وهي ذكرى الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن توحيد البلاد.
بالمناسبة، غرد العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بمناسبة اليوم الوطني الـ91 للسعودية، منوها بما “تنعم به بلاده من أمن واستقرار ورخاء وتنمية”..
وكتب الملك السعودي في التغريدة: “في ذكرى يومنا الوطني، نحمد الله دائما على ما أنعم به علينا في هذه البلاد، من أمن واستقرار ورخاء وتنمية”.
وتابع الملك سلمان: “سنسعى لحاضرنا ومستقبلنا، مستلهمين ذلك من تضحيات الآباء والأجداد، من أجل رفعة الوطن وشعبه”.
حكمة القيادة المؤسسة
في ذلك اليوم من عام 1932 أعلن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود عن تأسيس المملكة العربية السعودية، متوجا بذلك نضال ثلاثين عاما من أجل توحيد الشعب السعودي، و تخليصه من كل ما يضرب هويته أو يحول دونه و الأخذ بأسباب التقدم.
منذ ذلك التاريخ تحولت المملكة العربية السعودية ، بفضل جهود الملوك الذين تعاقبوا على حكمها من أبناء الملك المؤسس و التحام قيادتها و شعبها ، إلى رقم أساسي في العلاقات الدولية على قاعدة الدفاع عن القضايا العادلة و التمسك بالشرعية الدولية و مساندة حق الشعوب في تقرير المصير.
و تزامن هذا الإنجاز على المستوى الدولي مع وضع سياسات غيرت بشكل ايجابي و ملموس مستوى عيش الشعب السعودي.
عبقرية المكان والانسان
لقد أحسنت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها توظيف موقعها الاستراتيجي و كثافة حضورها الديني و الرمزي و ما منحها الله من ثروات من أجل الارتقاء بمستوى عيش المواطن السعودي و أيضا المساهمة في تطوير عدد من المجتمعات العربية و الإسلامية. هذا الترابط هو دليل على أن عبقرية المكان و الذي يضم القبلتين العزيزتين على كل مسلم تتحول في ظل حكمة القيادة إلى عامل إضافي من عوامل كسب الريادة و التميز.
ولا شك أنه يصعب أن نستحضر في مجال ضيق مسيرة 91 عاما من الإنجاز و الريادة و الإدارة الحكيمة للشأن الداخلي، و السياقات الخارجية المتحركة بسرعة و التي لم تكن دوما سهلة و بسيطة.
لكن ما يبدو أكثر أهمية في تقديرنا هو الانطلاق من اللحظة الراهنة للتطلع للمستقبل الذي يبقى الشغل الشاغل للجميع، في ظل ما يشهده العالم من تحولات و صراعات، و تقلص للموارد، و تنافس على كل ما يمنح مجتمعا من المجتمعات الأفضلية.
و هنا من الضروري الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تحظى حاليا بقيادة متميزة، تلتقي فيها خبرة الملك سلمان بن عبدالعزيز و حكمته و تجربته ، مع طموح ولي العهد محمد بن سلمان، و اطلاعه الواسع على كل المستجدات في العالم، و العزيمة التي تحدوه لأن يرتقي بالمملكة العربية السعودية و شعبها إلى أعلى المراتب.
هذا التناغم بين الملك سلمان بن عبدالعزيز و ولي العهد محمد بن سلمان، ساهم في دعم مكانة المملكة في محيطها الإقليمي، و طور دورها في إدارة العلاقات الدولية، و جعلها تتطلع بهدوء أكبر للمستقبل، في زمن سمته الارتباك و الغموض و الخوف.
الرهان على التقدم والمستقبل
و ليس التطلع للمستقبل بالنسبة للقيادة السعودية مجرد شعار أو اكتفاء بمتابعة المستجدات و التفاعل معها بل هو استعداد مدروس للمستقبل و هو ما يتجلى في ” مشروع السعودية رؤية 2030 ” التي أطلقها منذ سنوات ولي العهد محمد بن سلمان، و التي تهدف إلى استجابة فاعلة و مدروسة مع التحولات الكبرى، التي ستعيشها الانسانية و استباقها.
و تقوم رؤية السعودية 2030 على ثلاث محاور كبرى وهي:
*** مجتمع حيوي عبر تعزيز القيم الإسلامية و الهوية الوطنية و تمكين حياة عامرة و صحية.
*** إقتصاد مزدهر من خلال تنمية و تنوع الإقتصاد و زيادة معدلات التوظيف.
*** وطن طموح بتعزيز فاعلية الحكومة و تمكين المسؤولية الاجتماعية.
كسب ثتائية الأصالة والتقدم
و هذا المشروع هو نقلة نوعية للمجتمع دون ضرب الأسس التي يقوم عليها، و يتوزع على 96 هدفا استراتيجيا من أهمها تحويل الرياض إلى العاصمة الإقليمية الأولى في الخليج العربي ، و التصدي للاحتباس الحراري بزراعة 10 مليار شجرة في السعودية ضمن مشروع السعودية الخضراء و 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط و افريقيا.
و تأكيدا على دور السعودية الدولي و اكتساب موقع متقدم في إقتصاد المعرفة و تطوير القدرات و المهارات لدى المواطن السعودي، حتى يكون قادرا على التفاعل الإيجابي مع المستجدات.
و من أهم مكونات مشروع السعودية رؤية 2030 بناء مدينة النيوم التي تساوي مساحتها مساحة المملكة البلجيكية، و التي ستعتمد على الطاقات الجديدة و البديلة، و غير الملوثة بشكل كلي.
و هو ما يجعل منها أول و أكبر مدينة مستقبلية في العالم مع كل ما يعنيه ذلك من قدرة المملكة العربية السعودية على أن تجذر انتماءها في مكونات حضارتها و أن تكسب في ذات الوقت أكبر رهانات الحداثة و التقدم.
Comments