اليوم انطلاق القمة العربية بالجزائر تحت شعار “لم الشمل”
تنطلق اليوم الثلاثاء، غرة نوفمبر 2022في الجزائر، أشغال القمة العربية، تحت شعار “لم الشمل”، و سيناقش القادة العرب ملفات عدة من أبرزها الأمن الغذائي العربي والتطورات في فلسطين وليبيا واليمن وسوريا والعلاقات مع ايران.
و كانت اجتماعات وزراء الخارجية العرب قد خلصت لتحديد جدول أعمال القمة الذي سيناقشه القادة.
وأشارت الوكالة الرسمية الجزائرية إلى أن اجتماع وزراء الخارجية تضمن مشاورات “ثرية ومعمقة”، مكنت من التوصل إلى “نتائج توافقية” من شأنها “تعزيز العمل العربي المشترك”.
وللمرة الرابعة، تستضيف الجزائر القمة العربية التي تستمر أعمالها على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، باعتبارها الدولة التي تستضيف وترأس الدورة الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
ومنذ أول قمة انعقدت بمصر عام 1946، جاءت القمم العربية على نحو 30 قمة عادية و14 قمة طارئة و4 قمم اقتصادية اجتماعية تنموية، وستشهد الجزائر القمة العادية رقم 31 والـ 49 بتاريخ العمل العربي تحت مظلة الجامعة العربية.
وعُقدت آخر قمة عربية في 2019 بتونس، بينما تأجلت عامي 2020 و2021 بسبب التدابير المرتبطة بجائحة كورونا.
جدول أعمال القمة
وناقشت أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري، مشروع جدول أعمال مجلس الجامعة على مستوى القمة، ثم مشروع قرار حول الأمن الغذائي القومي العربي وكذا مشروع قرار حول الأعمال المنبثقة عن اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية.
وقرارات القمة التي تصدر عن القادة تصاغ عادة في أورقة اجتماعين رئيسيين، الأول اجتماع كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين وحدث الأسبوع الماضي، ثم وزراء الخارجية الذي انعقد يومي السبت والأحد.
“اعلان الجزائر”.. 7 قرارات
وستناقش قمة الجزائر 7 قرارات رئيسية مرتبطة بدعم القضية الفلسطينية والأزمات العربية في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان، وإصلاح الجامعة العربية ومكافحة الإرهاب، والموقف من سد النهضة الإثيوبي، ودعم تنظيم مصر لقمة المناخ المرتقبة، ورفض “التدخل” الإيراني بالشؤون العربية.
ولا تصدر القرارات رسميا من الجامعة العربية إلا بعد ختام القمة بجانب إعلان باسم الدولة المضيفة وسيكون معنونا باسم “إعلان الجزائر”، ويكون بين القرارات والإعلان فضلا عن بيان ختامي تشابه كبير معتاد بكل دورة للقمة.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، الجمعة، في تصريحات صحفية، إن أجندة قرارات القمة تتضمن الأزمات لا سيما في سوريا وليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، ومكافحة الإرهاب، وأفكارا مطروحة من الجزائر بشأن “إصلاح” الجامعة.
وحسب تصريحات زكي، فستشهد القمة لأول مرة “مشروع قرار حول استراتيجية للأمن الغذائي العربي ستطرح على القادة”، بجانب اثنين آخرين أحدهما عن سد النهضة الإثيوبي المتعثرة مفاوضاته بين مصر والسودان وإثيوبيا، والثاني بشأن دعم قمة المناخ الأممية المرتقبة أن تقام بمصر في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وفي السياق، أكد مندوب الجزائر الدائم لدى الجامعة العربية عبد الحميد شبيرة، لصحيفة الشروق الجزائرية، السبت، أن بلاده “أدرجت ملف إصلاح الجامعة في أشغال القمة، وستعرض على قادة الدول المشاركة أفكارا جديدة، لم يسبق لها مثيل”، دون تفاصيل بشأنها.
كما أكد سالم مبارك آل شافي مندوب قطر الدائم لدى جامعة الدول العربية، لوكالة الأنباء القطرية، أن هناك بنودا دائمة بهذه القمة “تأتي في طليعتها القضية الفلسطينية ومستجدات الأحداث في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان”.
“توافق” عربي؟
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة الأحد إن اجتماع وزراء الخارجية العرب سمح بالتوصل إلى “نتائج توافقية” بعد “مشاورات ثرية ومعمقة”.
من جهته، أبرز حسام زكي وجود توافق بين جميع وزراء الخارجية حول جدول أعمال القمة العربية، التي أكد أن الأمور تسير نحو نجاحها.
ومن المعتاد أن تشمل قرارات القمم العربية مختلف قضايا الأمة العربية وتحدياتها والأزمات الدولية والإقليمية، وسط توقعات أن تصدر القمة في بيانها الختامي أو إعلانها دعما لاستضافة قطر لكأس العالم 2022 الذي يبدأ الشهر المقبل، خاصة وهي أول دولة عربية تستضيف تلك البطولة.
مشادات ليبية مصرية
وأكدت وسائل إعلام ليبية حدوث مشادات كلامية بين وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ونظيرها المصري سامح شكري بشأن الإعلان النهائي للقمة العربية في الجزائر.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر دبلوماسية أنّ المنقوش تمكنت من إدراج فقرة تنص على إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية ضمن البيان النهائي للقمة العربية.
وفي المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، حدوث مشادة بين وزير الخارجية سامح شكري، ونظيرته الليبية خلال تحضيرات القمة العربية في الجزائر.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد إنّ موقف وزير خارجية بلاده سامح شكري كان واضحا وقويا خلال المناقشات، في مواجهة محاولات منح حكومة الوحدة الوطنية أي دور في إدارة المرحلة الانتقالية تحت أي مسمى أو تبرير، بحسب ما نقله موقع اليوم السابع المصري.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، انسحب وزير الخارجية المصري من افتتاح اجتماع وزاري عربي اعتراضا على ترؤس وزيرة الخارجية الليبية للاجتماع.
حينها، اعتبرت المنقوش، انسحاب شكري بأنه “مخالف” لميثاق جامعة الدول العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي.
وقبيل ترؤس المنقوش الاجتماع، أعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن “سبب مغادرة شكري والوفد المرافق له الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب هو تولي المنقوش الممثلة لحكومة منتهية ولايتها رئاسة أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب”، وفق تصريح لوكالة الأنباء المصرية الرسمية.
غياب قادة الخليج
ودعت الجزائر كل القادة العرب لحضور القمة فيما استثنت في دعوتها سوريا التي ما زال مقعدها شاغرا في جامعة الدول العربية.
وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، أن قمة الجزائر ستشهد مشاركة 15 قائدا عربيا من ملوك ورؤساء وأمراء، وفقا لحواره مع صحيفة “المصري اليوم”.
ويغيب عن القمة قادة كل من الكويت والسعودية والإمارات وسلطنة عمان والبحرين والأردن ولبنان.
و سيشارك الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس التونسي قيس سعيد وغيرهم في هذه القمة، وفقا لـ”رويترز”.
وسيتغيب ملك المغرب محمد السادس عن قمة الجزائر، فيما ينتظر مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه.
Comments