الجديد

تناقضات وصراعات و فشل في التعبئة .. حزب "تحيا تونس" يختتم مؤتمره المعلق !

 
منذر بالضيافي
يختتم اليوم الأربعاء، 1 ماي 2019، المؤتمر التأسيسي لحزب “تحيا تونس”، المنسوب على رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، الذي فشل في انهاء أشغاله الأحد الفارط، بعد بروز تناقضات وخلافات في صفوف قياداته، كانت في الواقع منتظرة بالنظر الى تركيبة هذا “الكيان”، كما كشفت الصور القادمة من قاعة رادس، عن فشل كبير في التعبئة، لحزب صرحت قياداته بأنه يضم 100 ألف منخرط، كلها أسباب جعلت المنسق العام القديم والأمين العام الجديد سليم العزابي يقرر تأجيل اختتام المؤتمر، وترحيل جلسته الختامية الى اليوم غرة ماي، بدعوى التضامن مع كارثة “كادحات السبالة”، في حين أن أشغال المؤتمر في يومها الأول، كانت قد انطلقت بعد حصول الفاجعة، التي ذهب ضحيتها 12 حالة وفاة وأكثر من 20 جريح. فهل ينجح “حزب الحكومة” كما يحرص المتابعين على تسميته، في “لملمة” تناقضاته التي برزت للسطح مبكرا ؟
للإشارة، نذكر بأن الاعلان عن المشروع السياسي الجديد، المنسوب لرئيس الحكومة، يوسف الشاهد، يوم الأحد 27 جانفي الجاري، من مدينة المنستير، قد صاحبه جدل اعلامي وسياسي كبيرين، وصل درجة “التحامل” و “الشيطنة”، خاصة بعد الكشف عن التسمية المقترحة للحزب (“تحيا تونس”)، التي رأي فيها البعض “سطو” على أحد أهم شعارات حركة “نداء تونس”، كما رأي البعض الاخر أن التسمية المقترحة، تعبر عن ضعف ومحدودية “الخيال السياسي”، الذي لا يعدو أن يكون برايهم الا “استنساخا” لفكرة ما أصبح يعرف ب “النداء التاريخي، بزعامة رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي.
كشفت المؤتمرات الجهوية واليوم الأول من “المؤتمر المعلق” لحركة “تحيا تونس”، أننا لا بصدد معاينة تأسيس حزب جديد، بقدر ما لاحظنا اعلان عن انشقاق جديد عن الحركة الأم “نداء تونس”،  التي تأسست من رحمها مجموعة من الأحزاب الصغيرة، على غرار حركة “مشروع تونس” و “بني وطني” و “تونس أولا” … بعد استقالة قيادات مؤسسة مثل محسن مرزوق ورضا بلحاج وغيرهم، وفي هذا السياق براي يمكن التعاطي مع الحزب الجديد.
فالحزب الجديد، المحسوب على رئيس الحكومة،  ضم نفس الوجوه والأشخاص، ونفس الشعارات، ونفس الألوان التي رفعت خلال تأسيس حركة نداء تونس، في 2012، ما يجعلنا – وفي مرحلة أولى – نعتبر ما حصل وما تم الاعلان عنه الى حد الان، سيكون محكوما عليه بنفس مالات ما تم الاعلان عنه من “كيانات سياسية” خرجت من جلباب النداء ولم تنجح في التحول الى بديل عنه.
هذا ما يجعلنا نرى أننا بصدد مشاهدة أو معاينة “استنساخ” للنسخة الأصلية (نداء تونس)، مع اختلاف كبير في السياقات، حيث كان بروز النداء في 2012 بمثابة تعبير عن استجابة  لمطلب مجتمعي بتحقيق التوازن مع حركة النهضة الاسلامية، وتخوفات جدية برزت من ضياع المكاسب العصرية التي تأسس عليها مشروع دولة الاستقلال، في حين ولد الحزب الجديد في تحالف مع حركة النهضة، بل أن وجود زعيمه في الحكم تم بمباركة ودعم من الاسلاميين.
كما كشفت كل مراحل  المسار التأسيسي وفعاليات المؤتمر الذي عجز عن انهاء أشغاله الأسبوع الفارط،  أن “للمشروع الجديد” يفتقد للشروط التاريخية لتأسيس الحزب مثلما عددها الفيلسوف الايطالي أنطونيو غرامشي، وذلك بسبب خلو هذا المسار من البرامج والرؤى (الأيديولوجيا) وغياب القاعدة الشعبية التي تسنده، إلى جانب عدم وضوح الرؤية بشأن قياداته  باستثناء الإعلان عن منسق عام، تحول بالاجماع الى أمين عام، وهو القرار اليتيم للمؤتمر الذي علق اشغاله.
وبناء عليه  فليس من المستبعد أن يشهد هذا “المشروع” نفس مصير “نداء تونس” الذي انقسم بسبب صراعاته وتناقضاته الداخلية، كما أن نقطة قوة “تحيا تونس”  لا يستبعد أن تكون نقطة ضعفه، ونعني هنا ارتباطه بالسلطة وبالحكم،  فالحكومة الحالية ستتحمل كل فشل منظومة الحكم التي جاءت بها انتخابات 2014، وبالتالي فان الحزب الجديد سيدفع فاتورة هذا الفشل،  في الاستحقاقات الانتخابية المقررة نهاية السنة الجارية.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP