حسان القبي من باريس يكتب عن السنوات العجاف في تونس
حسان القبي
ان ما عاشته تونس اليوم من أخبار جد محزنة بداية من عملية قتل رئيس جمعية طلبة الإيفواريين وصولا إلى الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي للشاب الذي أقدم على إضرام النار بجسده لينتقل فيما بعد إلى الرفيق الأعلى كل ذلك من شأنه أن يحبط عزائم الشعب التونسي الذي يعيش الخريف منذ جانفي 2011 وقد خلناها سبعا عجافا سوف تمر غير أننا ندخل العام الثامن دون بوادر لإنفراج الازمة, أزمة في اعتقادي أخلاقية و معنوية قبل أن تكون اقتصادية و سياسية. لماذا:
أولا : أغلب هذا الشعب وخاصة الشباب منه فقد للأسف قيمة أساسية لتقدم الشعوب و هي قيمة العمل و الكل أصبح يبحث عن فرص الربح السهل.
ثانيا : طبقة سياسية ما بعد 14 جانفي مفلسة و بدون أي برنامج جاءت لتنهب المال العام من تعويضات و تعاطي مع الدولة كغنيمة و خاصة جماعة الإخوان المسلمين.
ثالثا : ضعف الدولة و خاصة من الناحية الأمنية بعد شيطنة المؤسسة الأمنية مما ساعد على بروز ظواهر مرضية سادت المجتمع لم نشاهدها زمن الدكتاتورية كما يدعون.
رابعا : غياب حزب وطني حامل لبرنامج إصلاحي حقيقي خاصة بعد أن خيب النداء ظن الجميع.
و أخيرا : إعلام غير وطني تخلى عن رسالته الأساسية و تخندق في مستنقع السياسة و التمييع و الذي سينعكس سلبا على الأجيال القادمة خاصة أن من هم من جيلي تربى على صوت نجيب الخطاب “و ما رضاء الله إلا برضاء الوالدين”..
و لكن يبقى بصيص الأمل في جيل سياسي جديد بعيدا كل البعد عن الخلافات الاديولوجية التي عرفتها تونس منذ السبعينات و التي مازالت تتحكم في المشهد السياسي حتى اليوم، جيل جديد يحمل نفسا إصلاحيا و بعدا اجتماعيا تقوده نخبة نيرة قادرة على فتح كل الملفات بكل شجاعة بعيدا عن الحسابات و ما أدراك ما الحسابات التي تخلط كل الأوراق. هذا الجيل قادم لا محالة و سيولد من رحم الألم الذي نعيشه اليوم ليعطي الأمل في غد أجمل و ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
Comments