خاص بموقع "التونسيون": خاشقجي.. ضحية وطن منتج لسلالة القذافي!
فراج إسماعيل *
المثير للاشمئزاز أن يكون وطننا العربي صاحب العلامة العريقة في الخطف والتنكيل بالمعارضين رغم أنهم لا يملكون إلا المعارضة باللسان والقلم. آخر الضحايا هو الصحفي والكاتب السعودي البارز جمال خاشقجي، لكنه حتما لن يكون الأخير، لأننا وطن خصب بانتاج سلالة القذافي وصدام حسين ومن شابهما.
عملت مع خاشقجي وزاملته طويلا، منذ آواخر الثمانينيات عندما بدأ كلانا صحفيا صغيرا عاشقا للحقيقة، وحتى عام 2015 في قناة العرب التي ترأسها وجاء بي إليها في بدايات تجهيزها عندما علم أن عبدالرحمن الراشد مدير قناة العربية وداود الشريان مدير موقعها الالكتروني قررا الاستغناء عني بسبب أرائي الحرة وتمسكي بأن يكون الصحفي موضوعيا وصادقا وغير خاضع إلا لضميره ومهنته.
جاء إلى القاهرة بحثا عني وعندما لم يجدني أرسل لي رسالة قصيرة على الخاص بموقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر” تقول باختصار شديد” أين أنت. أنا في القاهرة. أتمنى لو التقينا”. لسوء الحظ لم أنتبه لرسالته مدة طويلة. في شهر مارس 2012 وبالصدفة أطلعت على رسالة أخرى منه تقول “سافرت من القاهرة. أرسل لي رقم هاتفك “.
لم أكن قد غادرت دبي بعد بسبب ارتباطي باستكمال العام الدراسي لأولادي. رددت عليه، ولم تمر ساعات إلا جاءني صوته من البحرين سائلا عن أحوالي وعارضا أن أنضم إليهم في قناة العرب رئيسا للمحتوى الالكتروني الذي يشمل الموقع وحسابات التواصل الاجتماعي.
مر أسبوع واحد فقط ثم جاء إلى دبي مع رئيسة الموارد البشرية وأحد المسؤولين الكبار في القناة. في فندق شهير التقيتهم ووقعت عقد انضمامي إلى القناة التي لم تعش عقب إطلاقها سوى عدة ساعات بسبب تمسكها بحريتها وبصدق الأخبار والابتعاد عن تحريفها وتوجيهها، والحرص على وجهات النظر بدون تمييز، ورفض قبول أي إملاءات أو رقابة تحد من الأصول الصحيحة لمهنة الصحافة والإعلام.
ندعو الله السلامة لجمال خاشقجي المدافع عن حرية الرأي وعن الإنسان مهما كان لونه أو دينه أو عرقه. الصحفي الأوحد في جيلنا المعروف في وسائل الإعلام الغربية والأمريكية والتي تسعى إليه طلبا لكتاباته وآرائه التليفزيونية.
*اعلامي وكاتب بجريدة “المصريون”
Comments