الجديد

خليفة بن سالم يكتب عن الوصايا التي تركها 2023 للعام الجديد 2024

خليفة بن سالم

سنة 2023 ، انتهت دون ان يحسم العالم في قضاياه الكبرى لا سلبا ولا ايجابا فالفلسطينيون اعادوا عشية 7اكتوبر قضيتهم الى الواجهة،  و اسرائيل تمكنت من ان تحصل على دعم معظم دول العالم لممارسة احد ابشع جرائمها في غزة، ومع ذلك انتهت السنة وظل الحال على ما هو عليه، التدمير و التهجير مقابل خسائر مكلفة في العتاد والارواح لاسرائيل.

اعتقد الغرب ان ينجح نتنياهوا سريعا ويثأر من المقاومة الفلسطينية، ولكن ذلك لم يحدث وقد ينتهي به الامر معزولا وحيدا ، دون نصير في الداخل الإسرائيلي وفي الخارج، و الدليل امريكا وامام ضغط الرأي العام والضغط بمناسبة التنافس الانتخابي، شرعت في  البحث عن حل سياسي

في سنة 2024، ستجد الولايات المتحدة نفسها مطالبة بمراجعة مواقفها خاصة في علاقة بالقضية الفلسطينية، اذا ارادت ان تستمر في الهيمنة عبر الدبلوماسية الناعمة، وسلاحها في ذلك انها راعية للانتقال الديمقراطي في العالم، على ان موقفها بشان عدوان اسرائيل على غزة اسقط هذه القناعة عند نخب بل شعوب بأكملها

انتهت سنة 2023 والحرب في اوكرانيا لم تنته بعد، وظلت اوروبا عاجزة عن اتخاذ قرار مستقل بشأنها، بعيدا عن الاملاءات الامريكية وعلى حساب شعوب اوروبا الغربية ،حيث تأثرت اقتصاداتها ايما تأثر،  فيما كل اجراءات حصار روسيا ومقاطعتها، لم تحقق شيئا من اهدافها .

اذ تمكنت روسيا من بسط نفوذها العسكري على المقاطعات المحاذية، فيما صار غذاء جزء كبير من العالم تحت رحمتها، في نفس الوقت بدأت مجموعة البريكس في التوسع، وصار بوتين يتحرك بأكثر اريحية ، مقابل تخبط وتورط الدبلوماسية الامريكية وراء عنجهية نتنياهو و مغامرات زيلنسكي، وفي كلتا الحالتين انطلق نتنياهو بدعم دبلوماسي سخي فانتهى وحيدا امام مقاومة عصية وشعب صامد، اما زلنسكي فانطلق كذلك متوعدا بوتين لينتهي اخر سنة 2023وحيدا دون ان يلتفت له من صفقوا له في البداية، ليجد ضالته في النهاية في صندوق النقد الدولي.

 انتهت سنة 2023واهم ما ميز احداثها انها تضع امام العالم اسئلة كبرى، عن مستقبل المنتظم الاممي ومستقبل القيم الكونية، التي رافقت بناء الانسانية ما بعد الحرب العالمية الثانية .

انتهت السنة واكتشف العالم اخيرا، ان الجوع والفقر ما يزال يهدد اكثر من سبعين في المائة من الانسانية ،انتهت السنة و الانسانية تحت الخوف من الاوبئة والامراض المستعصية، فيما ازمة المناخ تتعمق وازمة الموارد الطاقية واستنزافها و تداعياتها البيئية، تتحول الى ازمة خانقة.

وفي المقابل تصر الولايات المتحد على التفرد وبسط الهيمنة، فيما الحاجة الى قوة مقابلة صارت ضرورة لا بديل عنها، وهذا ما يفسر بروز تشكلات جديدة، حول روسيا والصين وغيرها من محاولات التحرر من سياسات القطب الواحد ……….

انتهت سنة 2023 وظل العرب كما هم منذ سنين …

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP