الجديد

خميس الجهيناوي يتحدث عن دور الدبلوماسية في زمن الكورونا

متابعة خديجة زروق

في حوار مع اذاعة “الديوان” اليوم الأربعاء 15 أفريل 2020، حاول وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي، و بكل “حرفة دبلوماسية” تقديم أجوبة عن دور السياسة الخارجية زمن الكورونا.

وان تجنب الرجل، وهو الدبلوماسي المخضرم، تجنب الدخول في تقديم موقف واضح، أو تبني تقييم للسياسة الخارجية التونسية في عهد الرئيس الحالي قيس سعيد، تفاديا منه للتأويلات وحتى لا يسقط  في “تصفية الحسابات” كان هو أحد ضحاياها.

أشار الجهيناوي، الى أنه من السابق لأوانه اصدار تقييم لأداء دبلوماسيتنا، بعد مرور 5 أشهر من العهدة الرئاسية، لكن هذا لم يمنعه من التأكيد على “أن السياسة الخارجية يلزمها عمق وتوجهات واضحة وثابتة”. و يلزمها أيضا، “دعم من قبل المجتمع المدني والنخب والخبراء الذين من دورهم المساعدة في نحت السياسة الخارجية ومساعدة صناع القرار”.

كما دعا الجهيناوي، الى التركيز بصفة براغماتية على التوجهات والخيارات التي تساعدنا على كسب الدعم لبلادنا،  ولعل وجودنا كعضو غير قار في مجلس الامن الدولي يعد مهم في هذا الاتجاه، مشددا على أن “القضايا الدولية كل متداخل وغير مجزأة”.

وهذا  يعنى أن السياسة الخارجية،  يجب ان تكون منسجمة في توجهاتها وخياراتها ومواقفها وفق ما يخدم مصلحة البلاد، وبالتالي لا تخضع للاعتباطية و سوء التقدير، الذي عادة ما يكون ناجما عن سوء الفهم ونقص التجربة.

وشدد الجهيناوي، على ضرورة التأقلم الذكي والبراغماتي مع التحولات الجارية، والتي فرضتها وستفرضها جائحة الكورونا، بما يجعل السياسة الخارجية في خدمة الأولويات الوطنية، خاصة الأولويات التي تسعى الى الحد من تداعيات الأزمة، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي،  سواء اثناء فترة ادارة الأزمة، أو في مرحلة ما بعد انتهاء الأزمة في بعدها الصحي.

وفي هذا الإطار نبه الجهيناوي، الى ان على الجميع حكومة وبقية المتدخلين أن يدركوا أن الأزمة خطيرة وخطيرة جدا، وستكون لها تداعيات مهمة على بلادنا وعلى المنطقة و العالم،  مشيرا هنا الى بداية رصد بروز توجهات جديدة في العلاقات الدولية، بدأت تركز على ما يمكن ان نسميه بالأوليات الوطنية.

ويفسر الجهيناوي هذا التوجه الجديد، من خلال الاشارة الى تراجع العلاقات المتعددة الاطراف،  مشيرا الى ان كل المؤسسات الاقليمية والدولية،  تمر بحالة من الجمود بما في ذلك الامم المتحدة ، التي اصبحت عاجزة عن ايجاد حلول لازمة الوباء .

وفي هذا الوضع المستجد دوليا، يشدد الجهيناوي على ضرورة تكاثف جميع الجهود في الداخل،  وهو وما يحتم التأكيد على تحقيق وحدة وطنية صماء،  فهي الوصفة السحرية للمساعدة على التخفيف من تداعيات الازمة،  والخروج منها باقل الاضرار ، فضلا عن كونها تؤمن التماسك والوحدة في النسيج المجتمعي والمؤسساتي.

وحول التموقع المستقبلي لبلادنا على ضوء التحولات الجارية،  اشار الجهيناوي الى ان بلادنا لا تمتلك خيارات كثيرة في هذا المجال،  مشددا على ان الدول الكبرى ذاتها،  اصبحت خياراتها محدودة.

واشار الجهيناوي في هذا الاطار،  الى ان خيارنا اليوم هو كيف نركز على تفعيل شراكتنا مع الدول القريبة منا،  وهي الدول التي لنا معها مصالح وهي التي يمكن ان تقدم لنا الدعم لأنه ليس من مصلحتها ان تفشل تونس.

ثم ننوع علاقاتنا، وفي هذا المجال هناك دول نجحت في ادارة ازمة الكورونا او هي بصدد النجاح،  ولابد من الانفتاح عليها في اشارة الى كوريا الجنوبية والصين.

كما دعا الجهيناوي،  الى ضرورة ان تكون لنا “دبلوماسية المبادرة”، من خلال المبادرة بالتواصل مع الدول الكبرى، واقناعها بان لها مصلحة في التعاون معنا ، وهي دول لنا معها علاقات و”ارث دبلوماسي” ايجابي،  يمكن بسهولة استثماره.

وهنا يؤكد خميس الجهيناوي على أنه لا يجب فقط الاقتصار على ما يخص المواجهة الانية للازمة على اهميته،  بل لابد من التفكير في ما بعد الكورونا ، اذ على الدبلوماسية التونسية ان تعمل على جلب الاستثمار بعد أن تنقشع الأزمة، وذلك لإعادة تنشيط الاقتصاد الذي سيخرج منهكا.

 

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP