صفاقس: انطلاق “لقاءات علم الاجتماع الفرنكوفوني” للجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية بمشاركة 100 باحث وباحثة من 15 دولة
صفاقس 24 أكتوبر (وات / مكتب صفاقس)
انطلقت اليوم الاثنين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس “لقاءات علم الاجتماع الفرنكوفوني” للجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية لتتواص إلى على مدى خمسة أيام (إلى غاية يوم 28 أكتوبر الجاري) وذلك بمشاركة 100 باحث وباحثة من 15 دولة ناطقة بالفرنسية ووسط احتجاجات من طلبة على تصريحات وزير التربية الأخيرة التي رأوا فيها تهديدا لمسارهم الدراسي وآفاق تشغيلهم.
ويقام هذا الملتقى المنظم بالشراكة بين مخبر “الدولة والثقافة وتحولات المجتمع” بقسم علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس والجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية، لأول مرة حضوريا في تونس منذ تأسيس هذه الجمعية في 1958 حيث سبق أن تم تنظيمه عن بعد في بلادنا سنة 2021 بسبب جائحة “كورونا”.
واعتبر رئيس الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية عماد المليتي (ثاني رئيس تونسي على رأس هذه المنظمة الدولية منذ نشأتها بعد الشاذلي العياري) أن هذه اللقاءات المنظمة في صفاقس هي الأولى من نوعها في صيغتها الجديدة لهذه المنظمة العريقة التي كان حضور الباحثين وعلماء الاجتماع التونسيين فيها مميزا على مرّ السنين على حد تعبيره.
وبيّن المليتي أهمية لقاءات تونس هذه السنة من حيث انفتاحها على المجتمع المدني وطرحها لقضايا مجتمعية حارقة في الوقت الراهن على غرار قضية النفايات وقضية النوع الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والهجرة والتطرف العنيف والاقتصاد الرّيعي وغيرها.
وثمّنت مديرة معهد البحوث المغاربية المعاصرة (تونس) كاتيا بواسوفان Katia Boissevain الشراكة بين الباحثين وهياكل البحث والعلاقات والتشبيك المرافق للتظاهرة بين الباحثين الشبان من عديد البلدان عبر عديد الوسائل الاتصالية ومنها النشريات والمراجع مبينة أهمية تيسير سبل النّشر العلمي وفرص التبادل البنّاء بين كل الأطراف.
من جهته، لفت رئيس جامعة صفاقس عبد الواحد المكني أن التحركات الطلابية التي رافقت انطلاق التظاهرة ليست سوى تعبيرة لمناخ الحرية المتاحة أمام الطلبة. وثمن المقاربة القائمة على تكامل الاختصاصات العلمية والإنسانية في البحث مشيرا إلى مكانة الفرنكوفونية وتجذّرها في الجامعة وفي كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس حيث اقترن أحدا قسم الفرنسية بإحداث الكلية.
كما ثمنت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس نجيبة شقير بن جماعة بدورها الحراك الطلابي ومساندة جامعة صفاقس لأنشطة الكلية العلمية المختلفة الداعمة للباحثين الشبان ومنها أنشطة قسم علم الاجتماع.
مدير مخبر “الدولة والثقافة وتحولات المجتمع” الأستاذ فتحي الرقيق اعتبر أن عودة الوضع الصحي الى وضع الطبيعي مهد الطريق أمام عودة الديناميكية بين الباحثين وبالسماح للقاء الحضوري في رحاب الجمعية العالمية بعد تعذر تنظيم التظاهرة في 2020 و2021. واعتبر أن من أبرز الغايات المرسومة للتظاهرة هو التشبيك وتوسيع دائرة التعاون والتبادل المفيد بين كل المتدخلين والباحثين في المجال على صعيد دولي واسع النطاق.
واستعرض هذا الباحث عددا من المبادرات والبرامج المنجزة التي مكّنت من تأطير باحثين شبان تونسيين في مجال علم الاجتماع في إطار اشراف وتأطير مزدوج مع عدد من الجامعات ومخابر البحث في بلدان من الضفة الشمالية للمتوسط الناطقة بالفرنسية. وأثار في هذا الصدد صعوبات تنقل الباحثين والطلبة بين الشمال والجنوب خاصة المتعلقة منها بصعوبة الحصول على التأشيرة.
جدير بالملاحظة أن مجموعة هامة من المؤسسات والهياكل ذائعة الصيت انخرطت في تنظيم “لقاءات علم الاجتماع الفرنكوفوني” لسنة 2022 من بينها “معهد مجتمعات متحوّلة في المتوسط” بجامعة “إيكس أون براوفانس” بفرنسا ومعهد البحوث المغاربية المعاصرة (تونس) ومركز تونس للهجرة واللجوء (سوسة، تونس) والوكالة الجامعية للفرنكوفونية (منطقة شمال إفريقيا).
وتتمحور “لقاءات 2022” حول ثلاث مكونات رئيسية هي تباعا “المنتدى” و”مركب لجان البحث وفرق العمل” و”منتديات الباحثين الشبان”.
يطرح “المنتدى” الذي يُعدّ موعدا دوليا للتفكير المشترك حول الرهانات الحالية والمستقبلية لعلم الاجتماع الفرنكوفوني على بساط الدرس علاقات الشمال بالجنوب صلب الاختصاص وفي مجال تدريس العلوم الاجتماعية داخل الفضاء الفرنكوفوني.
في المقابل، يتيح “فضاء لجان البحث وفرق العمل” المجال أمام هذه الفرق المتخصصة لتتداول القضايا الراهنة وآفاق تطور مجالات عملها وفق الصيغ والأشكال التي تختارها أكانت مداخلات أو موائد مستديرة أو غيرها.
أمّا فضاء “منتديات” الخاص بالباحثين الشبان والحاملين الجدد لشهادات الدكتوراه فسيناقش الجوانب والأبعاد المنهجية والتقنية للبحث في كنف التواصل المفتوح والتبادل البناّء مع الراسخين في البحث. ومن بين الأسئلة التي سيقع طرحها في هذا السياق : كيف يكون استعمال الصورة والفيديو في البحث؟ كيف يمكن وضع تصور لمشروع مجلّة علمية؟ ما هي تقنيات تبسيط نتائج البحث العلمي؟…
يذكر أن الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين بالفرنسية تعدّ شبكة دولية ذات مرجعية في مجال علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، وتضم أكثر من 2000 عالم اجتماع ومختص في العلوم الاجتماعية ينشطون في أكثر من 60 دولة. وتغطي فرقُها المتكوّنة من لجان بحث ومجموعات عمل مجمل حقول علم الاجتماع واختصاصاته. وهي عضو منخرط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والجمعية الدولية لعلم الاجتماع ولها علاقات تعاون مع الجمعيات الوطنية لعلم الاجتماع.
Comments