في دورته الثانية .. قضايا البشرة السوداء في الرواية العربية
تونس- التونسيون
ينظٌم بيت الرواية في مدينة الثقافة أيٌام 7 و8 و9 مارس القادم الدورة الثانية لملتقى تونس للرواية الذي أنتظمت دورته الأولى في شهر ماي العام الماضي بمناسبة أفتتاح بيت الرواية الذي يديره الروائي كمال الرياحي.
وستخصص الدورة الثانية لقضايا البشرة السوداء في الرواية العربية ويشارك في هذه الدورة عدد كبير من الروائيين والنقاد المهتمين بالرواية من تونس والوطن العربي وضيف الشرف سيكون الروائي اللبناني إلياس خوري بعد آن كان الروائي الليبي هو ضيف شرف دورة العام الماضي.
وقدٌمت هيئة الملتقى محور الدورة في ورقة علمية كالآتي :
“الأسود ليس إنسانا، الأسود إنسان أسود”، هكذا عرّف فرانز فانون في كتابه “جلد أسود، أقنعة بيضاء” الإنسان الّذي جعله سواد بشرته منذورا لمواجهة قوى القمع والاستغلال ومقاومتها. وقد ظلّت تلك القوى تعمل بأسماء مختلفة (كالعبوديّة والعنصريّة…) على نفي كينونة ذاك الإنسان بأبشع السّبل، لعلّ أفظعها على الإطلاق هذا الصّمت التّاريخيّ الطّويل الّذي حرم أصحاب البشرة السّوداء من امتلاك حقّ الكلام، حتّى يكون لهم صوت يسمع، وحضور في هذا العالم.
وهو حقّ لم يُكتسب إلاّ في الأزمنة الحديثة لمّا تغيّر اقتصاد العبارة، فتكلّم من لا صوت لهم، كالمرأة، والإنسان المستعمَر، والبروليتاري، وخاصّة الإنسان الأسود، الذي ما إن استعاد هبة الكلام حتّى بدأ يعي بأنّ التّاريخ الّذي كتبه الظّافرون عامر بـ”نجوم سوداء” في الفلسفة والسّياسة والفنّ وقيادة الجيوش واستكشاف العالم، ومليئ بأسماء مشاهير من قامة ألكسندر بوشكين ومارتن لوثر كينغ ونيلسن مانديلا وإيمي سيزار وسيدار سنغور. هؤلاء وغيرهم كتبوا بكلّ فنون القول الممكنة لمقاومة القمع والعنف والكراهية.
ورغم قيمة ما كتبوا وعمقه الفكري والإنساني، تظلّ الرّواية الفنّ الّذي اتّخذه “الإنسان الأسود” ليكتب ملحمته بنفسه، لمقاومة النّسيان ومحاكمة الجرائم الّتي لا تغتفر، وصناعة تاريخ من لا مجد لهم. فمن آلكس هكسلي صاحب رواية “جذور” إلى وولي سوينكا الحائز على جائزة نوبل أُلّفت روايات كثيرة خاض فيها أصحاب البشرة السّوداء تجارب شديدة التّنوّع كان فيها للرّوائيّين العرب نصيب يدعو إلى التّأمّل في نتاجهم الرّوائيّ وتتبّعه في منحيين على الأقلّ: منحى اتّخذ من “الإنسان الأسود” موضوعا للكتابة، ومنحى كانت فيه أقلام البشرة السّوداء ذاتا مبدعة.
وسواء أتقارب المنحيان أم اختلفا فإنّ بينهما من القواسم المشتركة ما يدعو إلى الخوض فيها، لعلّ أبرزها محاور ثلاثة تواترت في المدوّنة الرّوائيّة العربيّة،هي:
1- محور العبوديّة في الرواية: وفيه يمكن النّظر في:
– تاريخ العبيد المنسيّ والذّاكرة الجريحة
– آلام الإنسان الأسود… تجارب العبوديّة والانعتاق
2 – محور العنصريّة في الرّواية: تطرح فيه قضايا:
– الأسود في الزّمن الاستعماري وما بعد الكولونيالي
– من العنف إلى الإبادة، أو كيف يصبح الأسود أبيض؟
3 – البشرة الـسوداء: مقاربات التحرر: تثار فيه قضايا:
– الواقعيّة السّوداء بين الالتزام والإبداع
– رواية سوداء وقارئ أبيض
Comments