الجديد

"تحيا تونس" .. أسئلة الهوية والخلفية والأدوار ؟

تونس- التونسيون
مثل الإعلان عن بداية مسار تأسيس حزب “تحيا تونس”، القريب من رئيس الحكومة يوسف الشاهد، محور أو موضوع “تقدير موقف”، للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، نشره في موقع المركز، تحت عنوان : ” حركة “تحيا تونس”: سياقات التأسيس وأسئلة الخلفية والأدوار”.
في ما يلي نص المقال/ الورقة:
أثار الإعلان عن تأسيس حزب سياسي جديد قريب من رئيس الحكومة يوسف الشاهد اهتمامًا كبيرًا في تونس وخارجها مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتوقع إجراؤها أواخر العام الجاري. ويتركز الاهتمام حول الهوية السياسية للحزب الجديد، ودوره في تعزيز موقع رئيس الحكومة في صراعه مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، وطبيعة التحالفات والتوافقات التي سيعقدها لكسب مواقع متقدمة في المشهد السياسي التونسي بعد الانتخابات.

تأسيس أم إعادة هيكلة؟

بعد أشهر من التعبئة المدفوعة الثمن على صفحات التواصل الاجتماعي، وبعد اجتماعات تمهيدية بمدن عدة، غصت قاعة المؤتمرات بمدينة المنستير في 27 كانون الثاني/ يناير 2019 بالمشاركين القادمين من مختلف أنحاء البلاد لحضور الاجتماع التأسيسي لحزب “تحيا تونس” الذي دعت إليه كتلة “الائتلاف الوطني” الموالية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في البرلمان، إضافةً إلى قياديين منسحبين من حزب “نداء تونس”. ورغم الحرص على اجتناب الإشارة إلى السياق العام الذي هيأ الأرضية لظهور الكيان الحزبي الجديد؛ أي الصراع بين رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومن بقي معه من حزب “نداء تونس” من جهة، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد والمنسحبين من النداء من جهة ثانية، فإن دلالات الاجتماع والنقاط الواردة في البيان الختامي تشير إلى أن الكيان الجديد ليس في جوهره إلا حزب “نداء تونس” باسم جديد، وبنية تنظيمية جديدة، في مرحلة سياسية تختلف في بعض تفاصيلها عن مرحلة تأسيس النداء عام 2012.
أكد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الذي عقدته حركة “تحيا تونس” أنها “حركة تتأسس على المفاهيم والقيم الحضارية التونسية الوسطية الحداثية والمتفتحة على الثقافة الإنسانية الكونية التقدمية”، وأنها “متمسكة بإرث الحركة الإصلاحية التونسية ورائدات الكفاح النسوي”[1]. ويتماهى هذا الخطاب مع الخطاب الذي اعتمده حزب “نداء تونس” منذ تأسيسه، وخاصة في المحطات السياسية والانتخابية في معرض تمييز خطه السياسي ومرجعيته الفكرية والثقافية والاجتماعية عن المرجعية التي تمثلها “حركة النهضة”. وفي هذا السياق، أيضًا، وعلى غرار ما فعل مؤسسو “نداء تونس” قبلهم، لم يَفُت مؤسسو “تحيا تونس” الاستثمار في رأسمال رمزي متمثل في “البورقيبية”؛ إذ شهدت القاعة كثافة في رفع صور الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة جنبًا إلى جنب مع صور يوسف الشاهد.
لم تكن المرجعية السياسية والثقافية المعلنة من طرف حركة “تحيا تونس” القرينة الوحيدة الدالة على أنها، إلى حد بعيد، حزب “نداء تونس” في هيكل تنظيمي جديد. فالوجوه القيادية التي تقف وراء الحركة، على غرار ناشطيها، كانت تتبوأ في معظمها مواقع في النداء، إذ تشكلت كتلة “الائتلاف الوطني” (كتلة حركة “تحيا تونس”) من النواب المنسحبين من كتلة النداء. أما بقية القيادات، فأغلبها من القيادات التي نزحت من النداء، ومن بينها سليم العزابي الذي عُين منسقًا مؤقتًا للحركة، وقد كان قياديًا في النداء، ومديرًا سابقًا لمكتب الرئيس السبسي، ورئيسًا تنفيذيًا لحملته الانتخابية.
ورغم ظهور بعض الوجوه الجديدة التي لم يعرف عنها انتماء سابق إلى حزب “نداء تونس” في اجتماع المنستير، ورغم توقع انضمام بعض النخب اليسارية والنقابية أو اندماج أحزاب صغرى في حزب الشاهد، فإن الهوية العامة للحزب، مرجعيةً وخطابًا وقيادات وقواعد، تشير إلى أنه أقرب ما يكون إلى عملية صياغة جديدة لحزب النداء، وفي أقصى الأحوال، هو إعادة بناء داخل المربع السياسي نفسه لا ترقى إلى مرتبة التأسيس والقطع. وبناءً على ما سبق، تقع أغلب النقاط التي أكدها البيان الختامي لاجتماع 27 كانون الثاني/ يناير في إطار التجاذب ومحاولة تأكيد الاختلاف عن حزب “نداء تونس”؛ كتأكيد أن الحركة “تقطع مع التسلط […] وتعتمد الحوار والاختيار الحر والديمقراطية […] وتختار قياداتها المحلية والجهوية والوطنية بالانتخاب […] وتعمل على قطع دابر الفساد بكل أنواعه وأشكاله”[2]، وكلها إشارات ضمنية إلى انفراد جناح الرئيس السبسي ونجله في حزب النداء بالرأي وعلاقتهم بالفاسدين، وهي أهم الأسباب التي يطرحها الشاهد وجناحه لتبرير مغادرتهم حزبهم الأم وبعث الحزب الجديد.

صراع انتخابي مبكر

من خلال الإعلان عن حركة “تحيا تونس”، يكون رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد فك الارتباط، نهائيًا، بالرئيس السبسي وحزبه، بعد أن ظل بعض المتابعين يعوّلون على إمكانية الوصول إلى توافق بينهما، أو على الأقل حسم الصراع داخل الحزب لصالح أحدهما. ومن خلال الإعلان عن المولود الحزبي الجديد، يدخل الصراع بين رأسَي السلطة التنفيذية طورًا جديدًا قبل بضعة أشهر فقط من الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي يبدو أن هذا الحراك كلّه، وما يدور على هوامشه، مرتبطان بها؛ على نحو مباشر أو غير مباشر. فمنذ حَسْم الشاهد أَمْرَ فك ارتباطه بالنداء، صعّد الرئيس السبسي حدة خطابه الموجه إلى رئيس الحكومة. وفي حوار نشر أثناء انعقاد اجتماع حركة “تحيا تونس”، اعتبر السبسي أن الشاهد لا يستمد قوته من كتلته البرلمانية “الائتلاف الوطني”، بل من “حركة النهضة”، وأنه من دون مساندة النهضة لا وزن له ولن يكون قادرًا على المحافظة على موقعه الحالي، مضيفًا أن حركة “تحيا تونس”، هي أصلًا، من بنات أفكار النهضة التي “فهمت طموحه وتعاملت معه بذكاء ودفعته إلى تكوين حزب جديد يشاركها الحكم بعد انتخابات 2019″، وأن “راشد الغنوشي سيدعمه في السر ليترشح لرئاسة الجمهورية”[3]، وأن تكوين حزب الشاهد “قد ساهم في تأخير التمشي الديمقراطي للبلاد”[4].
تعبّر هذه التصريحات عن خيبة أمل كبيرة يشعر بها الرئيس السبسي الذي كان وراء اقتراح الشاهد لرئاسة الحكومة، صيف عام 2016. كما أن نظرة السبسي إلى نفسه، بصفته سياسيًا مخضرمًا تمتد تجربته أكثر من ستة عقود، ونظرته إلى الشاهد، القادم حديثًا إلى معترك السياسة، تضاعفان من حدة هذا الشعور. والواقع أن تصريحات الرئيس السبسي تنطوي على مبالغة في الحديث عن نفوذ النهضة في حكومة الشاهد التي لا تمتلك فيها إلا عددًا محدودًا من الوزراء. فقد استفاد الشاهد من النهضة أكثر مما استفادت هي منه، ولولا دَعْم النهضة حكومتَة في البرلمان لسقطت هذه الحكومة؛ فالنهضة لا تسيطر على الحكومة. أمّا تصريحات السبسي، فهي انتخابية أساسًا، وهي تستهدف العودة إلى استحضار الفرز الهوياتي واصطفافات ما قبل انتخابات 2014، من خلال تقديم نفسه ومشروعه بوصفهما بديلًا من النهضة وحلفائها، رغم أن أغلب التسريبات تستبعد أن يكون الشاهد ضمن المشاركين في السباق الرئاسي هذا العام وأنه يعوّل، من خلال بعث حزبه الجديد، على تحقيق نتيجة مشابهة لما أحرزه “نداء تونس” في الانتخابات البرلمانية لعام 2014؛ ما يؤهله لرئاسة الحكومة خلال دورة جديدة، في حين تشير بعض المعطيات إلى أن لدى “حركة النهضة” بدائل أخرى في الانتخابات الرئاسية ليس من بينها يوسف الشاهد. لكن الأشهر الثمانية التي تفصلنا عن الانتخابات تمثل حيزًا زمنيًا كافيًا لتعديل الكثير من حسابات المشهد الحالي، كما عدّلت حسابات سابقة بسرعة غير متوقعة؛ من بينها فض التوافق بين السبسي والنهضة، ودخول “حركة مشروع تونس” حكومة الشاهد، على الرغم من مواقفه الراديكالية السابقة الرافضة لأي شراكة أو توافق مع “حركة النهضة”.
وفي هذا السياق أيضًا، يبدو الحديث عن تصدر حركة “تحيا تونس” المشهد السياسي في انتخابات 2019 سابقًا لأوانه. فاستنساخ تجربة حزب “نداء تونس”، في الكثير من تفاصيلها، في الكيان الحزبي الجديد ربما لا يكون، بالضرورة عامل قوة، وربما ينقل الصراعات التي أنهكت الحزب الأم واستنزفته إلى المشروع الجديد. وقد ظهرت أولى بوادر ذلك حتى قبل الحصول على الترخيص القانوني للحركة، وهو ما اضطر القيادة إلى إصدار بيان تؤكد فيه أن ما يفعله بعض ناشطي الحركة في عدد من الجهات لا يلزمها في شيء، داعية إياهم إلى “التزام اليقظة والانضباط حمايةً للحركة من كل انزلاق وزيغٍ عن المبادئ الديمقراطية، والاستعداد للمشاركة في إتمام بقية المراحل بنفس الروح البناءة التي انطلقوا بها”[5]. وإلى جانب ذلك، يثير غياب مشروع سياسي يؤلف بين المنضمين إلى الحركة التساؤل عن مدى قدرتها على احتواء خليط غير متجانس؛ إذ لا تكفي “كاريزما” الشاهد وحدها لتمثّل مشتركًا قابلًا للاستمرار، وهو ما تأكَّد من خلال تجربة الرئيس السبسي وسرعة تفرُّق من اجتمعوا حوله عام 2014.
وفي الجهة المقابلة، تتزايد المؤشرات الدالة على أن الرئيس السبسي قد يكون حسم أمرَ مشاركته في السباق الرئاسي. ورغم حرصه، في أكثر من مناسبة، على إبقاء قدر من الغموض بشأن الترشح أو عدمه، فمن الواضح أنه لن يُسلِّم بانتصار خصومه من خلال تأكيد أنه ينتظر ما سيقرره المؤتمر القادم لحزبه بخصوص ممثله في الانتخابات الرئاسية. وفي السياق ذاته، لا يستبعد بعض المراقبين أن يكون الرئيس وطاقمه على صلة بالمشاورات الجارية بين عدد من السياسيين والوزراء السابقين الذين وجدوا أنفسهم خارج حكومة الشاهد؛ بهدف تشكيل مبادرة سياسية تحت مسمى “الالتقاء الوطني للإنقاذ”، تضع على عاتقها مهمة تعديل “النظام السياسي بعد أن ثبت عجز النظام الحالي عن ضمان استقرار السلطة التنفيذية ووحدتها”، ما يعني العودة إلى النظام الرئاسي، وهو مطلب ما انفك السبسي يردده، في أكثر من مناسبة[6]. أما بالنسبة إلى “حركة النهضة”، فهي تواصل سياسة الحذر. ورغم النقد اللاذع الذي وجهه الرئيس السبسي للحركة، منذ فك التوافق معها، وحتى قبل ذلك، فإن النهضة ظلت حريصة على التذكير بأن التوافق، بحسب رؤيتها، خيار إستراتيجي وليس تكتيكيًا، وأن هذا الخيار يجب أن يستمر بعد الانتخابات القادمة. وتدرك “حركة النهضة” أنه على الرغم من صورتها الإيجابية دوليًا، بوصفها عامل استقرار وتوافق، فإن التحفظات الإقليمية (من جانب السعودية، والإمارات، ومصر) عن حجم مشاركتها في السلطة تظل قائمة في المدى المنظور؛ لذا يُتوقع أن تتواصل حساباتها الحذرة. وفي هذا السياق، يُتوقع أيضًا أن تلجأ الحركة إلى دعم أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية بدلًا من ترشيح أحد قادتها، من دون أن تغفل أن الرئيس السبسي لم يعد خيارًا كما كان في انتخابات 2014.

خاتمة

بعد كسب رئيس الحكومة يوسف الشاهد معركة الثقة في البرلمان، قبل أشهر، ثم مضيّه في خيار القطيعة تنظيميًا مع حزب “نداء تونس”، وتأسيس حزب جديد، يكون قد دشن مرحلة جديدة من صراعه مع رئيس الجمهورية الذي فقد أغلب الأوراق التي منحته الفوز في انتخابات 2014. ويدخل الشاهد مرحلة ما قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية بأغلبية برلمانية مريحة، بفضل دعم “حركة النهضة” الاستقرار الحكومي، بكيان حزبي يسعى مؤسسوه إلى كسب موقع متقدم في الانتخابات البرلمانية، غير أن كل هذه المؤشرات والحسابات تظل رهينة ثبات المشهد الحالي، وهو مشهد قابل للتغيير؛ في حال تعثُّر المشروع الحزبي الجديد، وفي حال تغيُّر التوافقات والخيارات قبل انتخابات 2019، من دون إغفال تأثير التدخل الإقليمي وأدواته.
 
[1] بشأن البيان الختامي للقاء الجهات، انظر: صفحة “تحيا تونس”، فيسبوك، 1/2/2019، شوهد في 7/2/2019، في:https://bit.ly/2GEY4dh
[2] المرجع نفسه.
[3] انظر: “السبسي لـ ’العرب‘: النهضة تتحكم في الحكومة والغنوشي يدعم الشاهد في انتخابات الرئاسة”، العرب، 29/1/2019، شوهد في 9/2/2019، في: https://bit.ly/2RpEWld
[4] انظر: “رئيس الجمهورية يعبّر عن أمله في تلافي الإضراب العام ليوم 17 جانفي ’بكل السبل‘”، التلفزة التونسية، 14/1/2019، شوهد في 9/2/2019، في: https://bit.ly/2Byr574
[5] انظر: صفحة حركة “تحيا تونس”، فيسبوك، 6/2/2019، شوهد في 9/2/2019، في:https://bit.ly/2GmES4P
[6] انظر: “سميرة مرعي لـ ’الصباح نيوز‘ شخصيات سياسية ووزراء سابقين ورجال دولة التحقوا بمبادرة ’الالتقاء الوطني للإنقاذ‘”، 9/2/2019، شوهد في 9/2/2019، في:https://bit.ly/2DC3LWp ؛ وانظر أيضًا تصريحات الوزير السابق مبروك كرشيد المنقولة على إذاعة موزاييك إف إم، 1/2/2019.
 
الرابط الأصلي:
https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/The-Tahya-Tounes-Movement-Deeper-Look-at-Youssef-Chahed-New-Party.aspx
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

deneme bonusu veren siteler deneme bonusu
hentai anime sex von teenager auf xvix.eu
tovuti mtandaoni yenye picha za xx na ngono ya watu wa rangi tofauti kati ya mwanamume mweusi na mwanamke mweupe
tovuti bure mtandaoni na video za ngono amateur na hardcore ngono
ilmainen sivusto verkossa englanti hentai fetish seksivideolla ja intohimoisella pillua nuolemalla
สาวเอเชียออกเดทออนไลน์และร่วมเพศในป่าบนเว็บไซต์ลามกที่ดีที่สุด teensexonline.com
online site of dr doe porn video where the big tits doctor get fucked deep in mouth and pussy
most hardcore amateur interracial sex videos with women that get drilled deep in ass and pussy
noe som gir en fantastisk blow job fanget
bure ngono tovuti ngono na Interracial Porn Video Kwa Kura ya kutomba Horny
ฟรีผู้หญิงออกเดทออนไลน์เพื่อร่วมเพศทางปากและมีเพศสัมพันธ์ทางปากเช่นเดียวกับการอมลึกคอหอย
trang web hẹn hò trực tuyến nơi người đàn ông trưởng thành đụ cô gái còn trinh trong âm hộ ướt át và chặt chẽ của cô ấy
enjoy the most exciting amateur blowjob deepthroat with balls licking and rimming
Acıbadem evden eve nakliyat, Acıbadem Nakliyat
Bahçeşehir evden eve nakliyat, Bahçeşehir Nakliyat
Evden eve nakliyat, Nakliyat, İstanbul evden eve nakliyat, nakliyat firmaları, nakliye
Şehirler arası nakliyat, Şehirlerarası evden eve nakliyat
evden eve nakliyat ücretleri
evden eve nakliyat ücretleri
eşya depolama uluslararası evden eve nakliyat

istanbul izmir şehirler arası evden eve nakliyat

istanbul izmir evden eve nakliyat

istanbul bodrum evden eve nakliyat

istanbul fetihye evden eve nakliyat

bodrum evden eve nakliyat

istanbul izmir şehirler arası evden eve nakliyat

istanbul izmir evden eve nakliyat

istanbul bodrum evden eve nakliyat

istanbul fetihye evden eve nakliyat

bodrum evden eve nakliyat

uluslararası eşya taşımacılığı uluslararası eşya taşımacılığı eşya depolama yurtdışı kargo uluslararası evden eve nakliyat istanbul ev depolama ev eşyası depolama uluslararası ev taşıma uluslararası evden eve nakliyat uluslararası nakliyat
bursa escort gorukle escort
deneme bonusu deneme bonusu veren siteler
İstanbul İzmir nakliyat İstanbul İzmir evden eve nakliyat ümraniye evden eve nakliyat ümraniye nakliyat kağıthane evden eve nakliyat kağıthane nakliyat çekmeköy nakliyat çekmeköy evden eve nakliyat
deneme bonusu veren siteler deneme bonusu
ankara escort
akü servis akumyolda.comakücü akumyoldaakumyolda.comakumyolda.com akücü
ingilizceturkce.gen.tr
TranslateDict.com is a online platform that specializes in free translation, helping visitors to translate to English from a wide variety of languages.translatedicttranslatedict.com
Free Spanish to English translation services are available at spanishenglish.com to help you understand and communicate in both languages. spanishenglish.com
şehirler arası nakliyat manisa şehirler arası nakliyat şehirler arası nakliyat şehirler arası nakliyat şehirler arası nakliyat profesyonel evden eve nakliyat ofis taşıma sigortalı evden eve nakliyat istanbul evden eve nakliyat
kazansana
Şehirler arası nakliyat
unblocked games io games
evden eve nakliyat fiyatları İstanbul evden eve nakliyat
evden eve nakliyat nakliye şirketi
Sarıyer Evden Eve Nakliyat Şişli Evden Eve Nakliyat İstanbul İzmir Nakliyat, İstanbul İzmir Evden Eve Nakliyat İstanbul İzmir Evden Eve Nakliyat Kağıthane Evden Eve Nakliyat Ümraniye Evden Eve Nakliyat Çekmeköy Evden Eve Nakliyat
https://www.fapjunk.com https://pornohit.net
https://www.fapjunk.com https://pornohit.net
Başakşehir Evden Eve Nakliyat Şişli Evden Eve Nakliyat Göztepe Evden Eve Nakliyat Bakırköy Evden Eve Nakliyat Sancaktepe Evden Eve Nakliyat Mecidiyeköy Evden Eve Nakliyat Fatih Evden Eve Nakliyat Bahçeşehir Evden Eve Nakliyat Esenler Evden Eve Nakliyat İstanbul Evden Eve Nakliyat
london escorts
şehirler arası nakliyat manisa şehirler arası nakliyat Çanakkale şehirler arası nakliyat Balıkesir şehirler arası nakliyat şehirler arası nakliyat şehirler arası nakliyat Tuzcuoğlu nakliyat
evden eve nakliyat istanbul
istanbul evden eve nakliyat Eşya depolama Ev depolama
evden eve nakliyat
İzmir Şehirler Arası Nakliyat Manisa Şehirler Arası Nakliyat Çanakkale Şehirler Arası Nakliyat Balıkesir Şehirler Arası Nakliyat Şehirler Arası Nakliyat
Spanish to English translation is the process of converting written or spoken content from the Spanish language into the English language. With Spanish being one of the most widely spoken languages in the world, the need for accurate and efficient translation services is essential. Spanish to English translation plays a crucial role in various domains, including business, education, travel, literature, and more. Skilled translators proficient in both Spanish and English are required to ensure accurate and culturally appropriate translations. They must possess a deep understanding of both languages' grammar, syntax, idioms, and cultural nuances to convey the original meaning and intent of the source content effectively. Quality Spanish to English translation services help bridge the language barrier and facilitate effective communication between Spanish-speaking individuals and English-speaking audiences.spanishenglish.com
^ TOP