في رسالة مفتوحة : مثقفون عرب يدعون مثقفي الغرب إلى استنكار الجرائم الوحشية الإسرائيلية والإعلان عن موقف تأييد صريح للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني
تونس 26 أكتوبر 2023 (وات )
وَجَّهَتْ مجموعة من المثقفين والفنانين العرب من مختلف البلدان، (من بينها تونس)، رسالة إلى مثقفي الغرب تدعوهم فيها إلى أن يقابلوا “نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد”، والتنديد “بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقال الموقعون على الرسالة التي تلقت “وات” نسخة منها، “كنا ننتظر، نحن المثقفين العرب، من مفكري بلدان الغرب وأدبائها وفنانيها أن يقابلوا نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والعادلة بالنصرة والتأييد، أسوة بما تفعله قطاعات اجتماعية حية من شعوب بلدان الغرب من خلال تظاهراتها المناصرة للحقوق الفلسطينية، والمنددة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدينية لفلسطين التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وأسوة- أيضاً- بالمواقف المدنية المشرفة التي يفصح عنها قسم من المثقفين والمبدعين والأكاديميين في أوروبا وأمريكا بشجاعة أدبية عالية”.
وأضافوا “لقد كنا ننتظر ذلك من مثقفي الغرب، لأنّا نرى فيهم الفئة الحية المؤتمنة، في مجتمعاتها، على حماية المبادئ والقيم الكبرى، التي صنعت الحضارة الإنسانية الحديثة والمعاصرة، ولأنها تتقاسم وهؤلاء المثقفين الإيمان بالمبادئ والقيم الإنسانية عينها: الحرية والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانية، ونبذ التعصب والعنصرية ونبذ الحرب والدفاع عن السلم، ورفض الاحتلال، والاعتراف بحق الشعوب في استرداد أراضيها المحتلة”.
وعبر الموقعون على الرسالة عن استنكارهم لوجود “فجوة هائلة بين ما تميل الثقافة في الغرب إلى الإفصاح عنه نظرياً، وما تترجمه مواقف القسم الأعظم من المثقفين، من ميل إلى مناصرة الجلاد المعتدي على حساب حقوق الضحية المعتدى عليه والمحتلة أرضه”.
كما عبروا عن شعورهم بالفجوة الهائلة بين مبدئية مواقف مثقفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم، وبين لواذهم بالصمت والتجاهل حين يتعلق الأمر بقضية فلسطين وحقوق شعبها في أرضه، الحقوق التي اعترفت بها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”. وأكدوا أن “الفجوتين هاتين تترجمان مسلكاً ثقافياً قائماً على قاعدة سياسة ازدواجية المعايير” وهو أمر نستقبحه (وفق نص الرسالة)، لأنه يمس في الصميم رسالة الثقافة والمثقفين.
وقالوا : “إذا كانت السياسات الرسمية الغربية المتسترة على جرائم إسرائيل تبغي تزوير نضال الشعب الفلسطيني” ووصف المقاومة بالإرهاب، فينبغي ألا ينساق قسم من مثقفي الغرب إلى “لوك هذه المزعمة الكاذبة”، كما أكدوا على أن الخلط المتعمد بين المقاومة والإرهاب هدفه “تسويغ الاحتلال وتسفيه كل مقاومة مشروعة”.
ودعا المثقفون العرب الموقعون على الرسالة نظراءهم في الغرب الى حوار مشترك “حول القيم والمبادئ المشتركة، …وحول موقع القضية الفلسطينية منها” وحقوق شعبها في أن يتمتع بتلك المبادئ “من غير إقصاء أو حيف، مثل “ما تفعله سياسات حكومات بلدان الغرب ويسوغه صمت المثقفين عنها”.
وختموا رسالتهم بالقول: “نحن على ثقة بأن الضمير الثقافي خليق بأن يصحح الرؤى الخاطئة والهفوات التي يقع فيها كثير من أهل الرأي والإبداع في الغرب، وأولها تلك التي نسجت طويلاً، حول فلسطين وحقوق شعبها، وحول حركة التحرر الوطني الفلسطينية، من أجل أن يستقيم الموقف الثقافي من هذه القضية على قاعدة مرجعية المبادئ الكبرى الإنسانية بصدق وشفافية.. بعيداً من كل نفاق أو خداع أو ازدواج في المكاييل”.
وتضمنت الرسالة توقيعات لأكثر من 90 مثقفا بين كتاب ومفكرين وباحثين وشعراء وروائيين ومؤلفين موسيقيين وفنانين تشكيليين ومخرجين سينمائيين ورسامين وغيرهم من بينهم ناجية الوريمي من تونس إلى جانب محمد برادة ورشيد الضعيف والطاهر لبيب ونبيل سليمان وأدونيس ومرسيل خليفة ومحمد بنيس ورشيد الضعيف، وداود عبد السيد، وواسيني الأعرج وجوخة الحارثي، وغيرهم.
Comments