الجديد

كورونا ينتشر بسرعة في تونس .. ارتفاع مخيف في عدد الإصابات والوفايات

تونس- التونسيون

شهد اليومين الأخيرين ارتفاع كبير في عدد الاصابات وكذلك الوفايات جراء انتشار وباء الكورونا (الكوفيد 19) في تونس وذلك بالاستناد الى الأرقام الرسمية لوزارة الصحة.

فقد تم تسجيل 625 إصابة جديدة و 17 حالة وفاة بفيروس كورونا في تونس خلال يوم واحد.

وهي مؤشرات يجمع العاملين في القطاع الصحي على أنها تعد بمثابة منعرج  سلبي.

توقع مزيد انتشار الوباء

وفي هذا السياق يتوقع أن يعرف الوباء المزيد من الانتشار في قادم الأيام وفق تصريح للمنسقة العامة لمقاومة الوباء بوزارة الصحة التونسية نصاف بن علية.

وتوقعت المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، أن يرتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا وعدد الحالات الخطرة وحالات الوفايات في حال لم يتقيد التونسيون بإجراءات الوقاية الصحية للحد من انتقال عدوى هذا الوباء في البلاد.
وقالت بن علية  تتوقع وزارة الصحة المزيد من الوفايات مع بروز حلقات عدوى في عدد من الجهات، إن « ارتفاع عدد الحالات الخطرة والوفايات مرتبط بمدى سرعة انتشار الفيروس لاسيما في صفوف الفئة العمرية المتقدمة في السن »..

قال عضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا المستجد، الحبيب غديرة، اليوم الأحد 20 سبتمبر 2020 إن “الوضع الوبائي سيتجه نحو الأسوء في غضون شهر من الان وسيصبح خطيرا اذا لم يلتزم التونسيون بإجراءات الوقاية الصحية وإتباع الاحتياطات اللازمة المضمنة بالبروتوكول الصحي العام على غرار التباعد الجسدي وارتداء الكمامات وغسل اليدين”.

واستنكر غديرة، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، تراخي عديد المواطنين في تطبيق اجراءات الوقاية والالتزام بالبروتوكول الصحي العام في الاماكن المغلقة والمفتوحة، على غرار المقاهي والمطاعم وبعض الادارات العمومية وحتى حفلات الاعراس وبعض التظاهرات الاخرى، مشددا على ضرورة ان يتحلى كل فرد بأكثر وعي وباليقظة توقيا من العدوى وحماية لصحته ولسلامة عائلته.

وأضاف ان “الوضع أصبح يبعث على القلق” لا سيما في ظل تسجيل تونس في الأيام الأخيرة لأرقام يومية قياسية في عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد، يوازيها ارتفاع في عدد الوفايات، متوقعا ان تشهد المستشفيات العمومية خلال الفترة القادمة اكتظاظا غير مسبوق بسبب تزايد عدد مرضى كوفيد 19

وكشف ان العودة الى مرحلة الحجر الصحي الشامل في تونس أمر غير وارد تماما، مفندا ما راج على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن امكانية فرض الحجر الصحي الشامل لأسبوعين أو ثلاثة لتطويق الانتشار المتسارع لفيروس كورونا.

وأوضح في ذات السياق انه على مستوى الولايات أو المناطق التي تشهد تزايدا ملحوظا في عدد الاصابات بمرض كوفيد 19، فان اللجان الجهوية لمجابهة الكوارث هي الطرف المخول له اتخاذ القرارات اللازمة لتطويق العدوى على المستوى الجهوي، وذلك بالتنسيق مع السلط المحلية والجهوية، على غرار فرض تطبيق حظر الجولان او اخضاع عائلة أو حي سكني للحجر الصحي وغيرها من الاجراءات الوقائية.

صعوبة التحكم في انتشار الوباء

رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء سليم بن صالح في لقاء اعلامي، أنه يجب على الجميع من أطباء ومواطنين أن يقتنعوا بأنه لن يعود بإمكاننا التحكم في تفشي وباء كورونا في المدة المقبلة.

ودعا بن صالح التونسيين إلى الحماية والوقاية عبر ارتداء الكمامة وتعقيم اليدين والتباعد الجسدي، داعيا سلطة الإشراف إلى عدم الإعلان عن أعداد المصابين يوميا والإكتفاء بالإعلان عن الأرقام الهامة على غرار عدد المقيمين بالمستشفيات وغرف الإنعاش والوفيات والمتعافين باعتبار و أن 80 بالمائة من المصابين ليست لهم أعراض

لا خيار غير الوقاية

وكان وزير الصحة فوزي مهدي، قد أكد أن تونس دخلت في الفترة الثالثة من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يشهد نسق تصاعدي لعدد الإصابات.
و من جهة أخرى  أكدت  الدكتورة نصاف بن علية الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة   ان الحل الوحيد للحد من انتشار فيروس كورونا هو الالتزام بالاجراءات الوقائية التي قالت ان البحوث العلمية اثبتت نجاعتها مثل ارتداء القناع الواقي في جميع اماكن التجمعات وبأماكن العمل وغسل اليدين بالماء والصابون والتباعد الجسدي.

وأوضحت بن علية ان كل هذه الاجراءات عامة وانه تم وضعها في بروتوكولات صحية خاصة بكل قطاع وكل مؤسسة والحرص على ملائمتها مع كل قطاع مشددة على انه ينبغي ان تكون هناك “حالة وعي” بضرورة تطبيق الاجراءات الوقائية وعلى ان يقتنع الجميع بنمط عيش جديد بلا خوف بالتوازي مع متابعة تطورات الوضع الوبائي وانتظار مستجداته.

وأضافت ان الاجراءات الجديدة التي تم الاعلان عنها جاءت اثر تطورات الوضع الوبائي وفي نطاق استراتيجية التعايش مؤكدة ان الوضعية تفرض علينا مزيد التوقي واليقظة الصحية للحد من انتشار الفيروس والتقليص من مخاطره.

تطور العدوى في كل الجهات

وابرزت ان الوضع الوبائي حاليا يصنف في المرحلة الثالثة وانه يتميز بانتشار للفيروس في عدة مناطق وبوجود عدة حلقات نشيطة وبداية عدوى خارج الحلقات المعروفة او ما يسمى ببداية التفشي المجتمعي.

وأكدت ان تطور الوضع الوبائي حتّم مراجعة استراتيجية التقصي وتعريف الحالة المشتبهه فيها حتى توجّه التحاليل المخبرية خاصة للحالات التي تحمل اعراضا والحالات الخطيرة والاشخاص الذين لهم عوامل الاختطار من بين مخالطي الحالات المؤكدة.

وابرزت انه تم توجيه الجهود لاكتشاف الحالات الاكثر عرضة لعوامل الاختطار والحالات التي لها اعراض للمرض وان التوجه سيكون كذلك  في كل المناطق التي تشهد حالات عدوى نشيطة خاصة في أماكن العمل مؤكدة انه تم التركيز على العودة الجامعية والمدرسية بوضع بروتوكولات صحية خاصة بها.

مستشفيات ميدانية واستعداد للأسوأ

و أمام الارتفاع المسجل في عدد الاصابات بفيروس كوفيد 19 وخوفا من محدودية طاقة المستشفيات العمومية على استيعاب ارتفاع متوقع في عدد المصابين بكورونا حولت وزارة الصحة التونسية المركب الرياضي بالمنزه وسط العاصمة تونس الى مستشفى ميداني لإيواء المرضى الحاملين لفيروس كورونا المستجد.

وكان رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي قد صرح بأن “وضعية المستشفيات لا تستجيب لتطلعات التونسيين بسبب النقص في الإمكانيات والموارد البشرية لاسيما مع هجرة الأطباء، والعدد المحدود لأطباء الاختصاص في العديد من المستشفيات”.

كما قال مدير عام الهياكل الصحية بوزارة الصحة محمد مقداد في مقابلة مع وكالة تونس افريقيا للأنباء الرسمية (وات): “نحن بعيدون كل البعد عن امتلاء أسرة إنعاش مرضى كوفيد – 19 حاليا، هناك 33 سرير إنعاش لا يزال شاغرا من بين 150 سرير إنعاش تم تخصيصها لمرضى كوفيد – 19 من إجمالي 440 سرير إنعاش متوفرة بالمستشفيات التونسية”.

وبحسب محمد مقداد، تنوي وزارة الصحة إمضاء اتفاقية مع عمادة الأطباء ونقابة أطباء الممارسة الحرة لتأمين حصص عمل مدفوعة الأجر بالمستشفيات العمومية، كما تعتزم تشغيل ممرضين عاطلين عن العمل بعقود عمل مؤقتة قابلة للتجديد لتعويض النقص الفادح في الموارد البشرية.

 

 

 

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    ^ TOP