مقتل خاشقجي .. أردوغان والثلاثاء السعودي الأسود !
تونس- التونسيون – صحف ووكالات
وعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بكشف كل التفاصيل وكل الحقيقة، عن اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بأسطنبول. ويتوقع كل المراقبين أن تكون الحقيقة “مزعجة” للنظام السعودي، الذي توجه له أصابع الاتهام حول ما حصل في القنصلية، كما أن روايته لإعلان اغتيال خاشقجي لم تقنع الصديق قبل العدو، وتركت الباب مواربا لا مكانية تورط الرياض، بل أن “العالم الحر” بدأ في توجيه الادانة فعلا، هذه الادانة التي طالت ولي العهد وحاشيته المقربة منه، هذا ما يجعل كل الأنظار متجهة اليوم لخطاب أردوغان اليوم. فهل يكون ثلاثاء أسود في انتظار عائلة ال سعود أم أن ما حصل في القنصلية سيبقى غامضا مثلما هو حال كل الاغتيالات السياسية ؟
المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن بلاده تتعهد بعدم الإبقاء على أي أسرار وبالكشف الكامل للحقيقة في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وأضاف إبراهيم قالين، أن الرئيس التركي “كان واضحا منذ البداية في عدم إخفاء أي تفاصيل في القضية”.. كما أكد قالين على أهمية العلاقة التي تربط بلده بالمملكة العربية السعودية، وقال “السعودية بلد شقيق وصديق، ولدينا معه شراكات متعددة لا نريد تعريضها للخطر، لكن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المملكة في الكشف عن ملابسات هذه القضية”..
وكانت الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي فيما قالت إنه “عملية مارقة”، قد أثار غضبا دوليا. في سياق متصل، قال مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنير، إنه حث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على التعامل بشفافية تامة مع قضية مقتل خاشقجي. كما أضاف كوشنير أنه أخبره بأن “العالم بأسره يترقب” رواية الرياض حول القضية.
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال في وقت سابق، إن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان خطأ فادحا، ونفى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أمر بقتله. وفي حديث لمحطة “فوكس نيوز”، قال الجبير إن أفرادا ربما حاولوا إخفاء أمر القتل عن حكومته، التي أشار إلى أنها لم تكن على دراية به.
ردود الفعل الدولية، ليسات في صالح الرياض، فقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت إنه “غير راض” عن الرواية الرسمية التي قدمتها السعودية لما حدث داخل القنصلية. وأصدرت بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، بيانا مشتركا للدول الثلاث يفيد بأن التفسير المقدم بموت خاشقجي نتيجة “شجار بالأيدي” داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية يحتاج إلى “دعم بحقائق ذات مصداقية”..
كشفت قضية خاشقجي عن “المبارزة الحاسمة بين أردوغان وبن سلمان”، وهو ما أشارت له صحيفة الغارديان في مقال تحليلي كتبه، مارتن تشلوف، عن المواجهة بين تركيا والسعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، وسعي كل بلد إلى تأكيد نفوذه وقوته في منطقة الشرق الأوسط.
يقول مارتن إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في معركة من أجل إبراز القوة وفرض النفوذ في المنطقة. وستكون المبارزة الحاسمة بينهما، حسب رأيه، اليوم.
فولي العهد السعودي سيفتتح في الرياض مؤتمر الاستثمار بهدف إعلان فتح بلاده للاستثمار. أما الرئيس التركي فسيلقي خطابا في أنقرة قد يغرق السعودية، إذ وعد بأنه سيكشف كل الحقيقة في قضية مقتل خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
ويرى مارتن أن أردوغان، إذا أنجز وعده، فإنه سيقدم أدلة دامغة تدين السعودية بتدبير مؤامرة لقتل خاشقجي، فيها مقاطع فيديو بالصوت والصورة للتعذيب والقتل. ويتوقع أن يتهم الرئيس التركي المقربين من ولي العهد السعودي بالتخطيط لقتل الصحفي، وهو ما يكذب ادعاءات السعودية بأن المجموعة التي قتلت خاشقجي تصرفت دون علم ولي العهد، وخارج صلاحياتها.
Comments