الجديد

مقتل سليماني في العراق .. ضربة موجعة للتمدد الإيراني عربيا  

منذر بالضيافي
تمثل الطريقة الاستعراضية، التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي ترامب، عند اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في قصف صاروخي استهدف سيارتهما على طريق مطار بغداد، خير رسالة للرئيس الأمريكي المهدد بالعزل للهروب من ملاحقة الداخل، واعطاء “فرصة” لنفسه لاعادة التموقع وبالتالي تفويت الفرصة على خصومه.
لكن، هواجس الداخل وهي مهمة ومفهومة وغير مستبعدة، لا يجب أن تغفل رسالة أخر للخارج، لحلفاء الرجل في العالم العربي، ولخصمهم ايران، خصوصا والعملية تأتي ساعات قليلة بعد اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد، في المنطقة الخضراء المفروض أنها مؤمنة، بمثابة رد على ما أعتبر تجاوز من قبل الايرانيين لكل الخطوط الحمراء، التي لا تتسامح معها الادارة الأمريكية الحالية، كما أنه رسالة تؤشر لسياسة جديدة ترنو نحو “تحجيم” التمدد الايراني في المنطق، وإعادة النظام الإيراني إلى حجمه الطبيعي.
للإشارة فان التمدد الايراني في المنطقة العربية لم يقتصر على مناطق النفوذ التقليدية لإيران في سوريا ولبنان واليمن،  بل بدأ بالتخطيط للتوسع في منطقة شمال أفريقيا، وهناك تخوفات جدية من النخب السياسية في تونس ودول شمال أفريقيا.
ولعل هذا ما يفسر الجدل الذي صاحب تعيين السفير الإيراني الجديد في تونس محمد رضا رؤوف شيباني، والذي خلّف العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام، من حيث سيرته الذاتية وأين عمل وموقعه في النظام الإيراني، والذي فهم بكونه مكلفاً بمهمة في المنطقة.
يذكر أن شيباني شغل قبل مهامه الجديدة في تونس، رئيساً لمكتب حماية المصالح الإيرانية في مصر، وأيضاً سفيراً لإيران في لبنان خلال حرب الـ33 يوماً مع إسرائيل، كما عمل مساعداً لوزير الخارجية في شؤون الشرق أوسطية، وسفير إيران لدى سوريا.
استفادت إيران استفادت من التفكك والمشاكل التي شهدتها تونس والمنطقة المغاربية، بعد “ثورات الربيع العربي” ، وربما وجدت فيها أرضاً رخوة لتوسيع وجودها في المنطقة، وهذا التمدد يلاقي صدى سلبيا كبيراً،  في المجتمع ولدى النخب الفكرية والسياسية، لكنه لا ينفي احتمال حصول توافقات بين الإيرانيين والحكام الجدد في تونس، في ظل وجود غموض كبير يرافق سياسات تونس الخارجية خلال المرحلة الحالية والمقبلة.
ما حصل، في طريق المطار في بغداد،  يندرج في خيار أمريكي يقوم على تقليم أظافر الإيرانيين، وبالتالي لا أتوقع أن تكون ردود فعل الإيرانيين عسكرية أو تصعيد في منطقة الخليج العربي.
و الأقرب أن إيران ستجنح للتفاوض، وما تصريح ترامب الأخير بأن إيران لا تنجح في الحروب، ولكن تنجح في التفاوض، إلا رسالة مضمونة الوصول للإدارة الإيرانية.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP