مميزات الحراك الجزائري
محمد صالح الضاوي
كتب الباحث التونسي المقيم في الجزائر ملاحظات هام حول طبيعة الحراك الاحتجاجي الذي تعرفه الجزائر منذ أكثر من شهر احتجاجا على التمديد لبوتفليقة.
تشهد الجزائر حراكا شعبيا لا مثيل له في التاريخ، من مميزاته:
اولا: انه حراك يقوده شباب قاعدي شعبي، تربى على قيم الازقة والحارات الشعبية في المدن الكبرى وخاصة العاصمة… ترجم قيم الشجاعة والفتوة والنصرة للحق على ارض الواقع المرير، الذي طالما تجرعوا مآسيه منذ عقود…
ثانيا: انه حراك استفاد من تجربة انصار النوادي الرياضية، مع ما يصاحب ذلك من استقطاب وتعزيز وتسويق شعارات تعبر عن قيم الانتصار والفتوة… وهو شباب نال نصيبه من هرسلة البوليس في ايام المباريات الكبرى…
ثالثا: حراك يتنفس مبادئ مشتركة بين الجزائريين أجمعين…. احترام للشهداء ووفاء لهم… احترام للهوية العربية الإسلامية وللأمازيغية الوطنية… رفع شعار الاخوة بين ابناء البلد الواحد… المطالبة بتغيير للنظام الفاسد… والاصرار على ذلك…
رابعا: انه حراك سلمي وحضاري يستجيب لقواعد الثورات السلمية… حيث يخرج الاب والام والاطفال والحامل والعجوز وحتى الشرطي… وله توقيت محدد ومسارات معلومة وينتهي قبل الغروب بحملة تنظيف وكنس الشوارع من النفايات… ويتخلله تنظيم محكم، من توزيع للمياه وتوفير خدمات صحية من متطوعين… كل هذا دون ان تكون هناك قيادة كلاسيكية موحدة… بل هو تجاوب وتطوع بين مختلف المجموعات الشبابية العاصمية وفي المدن…
خامسا: لعله اول حراك بهذا الحجم والعمق والخصوصية، تكون النكتة فيه حاضرة والطرافة والابتسامة والسخرية السياسية مستحكمة لافتاته وشعاراته… حيث عبر الجزاىريون عن كرههم للنظام بدعوات كاريكاتورية جسدتها الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي…
سادسا: الحراك الجزائري الشعبي الذي عبر عنه المجتمع الهامشي في احياء المدن، أعطى درسا للنخبة السياسية والفكرية وجعلها خارج اللعبة او تابعة من خلف… واظهر ان النظريات في أغلب مظاهرها، ما هي إلا استمرار للنظام الفاسد بادوات واشكال اخرى…
وأخيرا: اجماع شعبي على رفض كل تدخل أجنبي وعلى تفويت الفرصة على الغرف المغلقة والشوارع الخلفية غير الشعبية… إنه حراك ضد الحركي واسياده..
Comments