منذر بالضيافي يكتب عن: التحولات الكونية القادمة .. مستقبل الديمقراطية، توظيف المقدس وتمدد “الطبقية الدولية” / تقدير موقف/
منذر بالضيافي
مع تسارع نسق التغيير في مناخ تغلب عليه حالة اللايقين، لا نبالغ بالقول اننا امام تحول حضاري كبير، وهو منعطف حامل لعناصر التفاؤل، كما حامل أيضا لجرعة كبيرة من التشاؤم بل الخوف، و هو السيناريو الأرجح في تقديري، وأنا أتطلع الي ما يحدث في العالم، لذلك أقدر ان الإنسانية، ذاهبة نحو سيناريو فيه المزيد من التوتر والحروب. فنحن مقبلون على عالم جديد، مختلف تماما على الذي عرفناه وألفناه، خلال القرن الماضي وبداية القرن الحالي، عالم قادم، سمته الأساسية تراجع الديمقراطية الليبرالية، عودة المقدس للعب تأثير وازن في الحقل السياسي و بروز “طبقية دولية” تكرس تفوق دول وتخلف أخرى.
جاري تسريع التحولات والتاريخ معاl’accélération de l’histoire ، ومثلما نعلم فان للمقدمات نتائج معلومة ، ولا تخطؤها العين المجردة. ذاهبون نحو عالم يكرس التفاوت الطبقي و التكنولوجي بين الدول، وضع جديد قادم – في المدى القريب جدا يحدده الخبراء في اقل من 5 سنوات -.
ترامب، الديمقراطية و عودة المقدس
مع العودة المثيرة لدونالد ترامب للبيت الأبيض، اثر فوز “ساحق” و “كبير”، على الديمقراطية كاملا هاريس، ومع تواصل الحرب الابادة الإسرائيلية في غزة، يتوقع أن يتسرع نسق التحولات الدولية، التي تغذيها حرب اوكرانيا و روسيا و الانتقال التكنولوجي – الذكاء الاصطناعي- واخيرا التحولات المناخية، فضلا عن المفاجآت وحالة اللايقين التي بدأ العالم يعيشها منذ وباء الكوفيد 19/الكورونا – .
كلها مجتمعة ستنتهي بفرض واقع دولي جديد، سيكون استجابة لمزاج عالمي جديد، آخذ في التشكل منذ سنوات، و لن تستقر الأوضاع لصالح نظام عالمي جديد، الا بعد سنوات قد تطول، في الاثناء سنعيش اهوال كبرى- ولعل ما يحدث في غزة مقدمة لها-.
مثلما سبق و قال المفكر الايطالي أنطونيو غرامشي – في معرض حديثه عن التحولات من عالم الى آخر: “العالم القديم إنتهى، والعالم الجديد تأخر في الظهور.. وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش”.
واقع دولي جديد طور التشكل، ولعل اكثر ما يجب أن يشغل الانسانية، ونحن في مطلع السنة الجديدة (2025 )، هو تسارع وتيرة نسق التحولات الاستراتيجية، التي أصبحت تكرس حالة شرخ ثقافي كوني fracture mondiale ، و تباعد حضاري اكبر، بين سكان هذا العالم، تباعد بين شمال متقدم ويستعد لقفزة ابستيمية – الذكاء الاصطناعي – ، وبقية سكان العالم، وهم من سكان ما أصبح يعرف بالجنوب، ونحن العرب منهم.
تحولات انطلقت منذ سنوات بنسق حثيث، اطلقنا عليها في مقالات سابقة تسارع التاريخ l’accélération de l’histoire ، وهي تحولات من المتوقع ستزداد اكثر نسق سرعتها، خاصة مع الذكاء الاصطناعي، الذي سيحدث قطيعة ابستيمولوجية واستراتيجية في ادارة العالم، وسيكرس “طبقية عالمية” غير مسبوقة .
“واقع دولي جديد طور التشكل، ولعل اكثر ما يجب أن يشغل الانسانية، ونحن في مطلع السنة الجديدة (2025 )، هو تسارع وتيرة نسق التحولات الاستراتيجية، التي أصبحت تكرس حالة شرخ ثقافي كوني fracture mondiale ، و تباعد حضاري اكبر، بين سكان هذا العالم، تباعد بين شمال متقدم ويستعد لقفزة ابستيمية – الذكاء الاصطناعي – ، وبقية سكان العالم، وهم من سكان ما أصبح يعرف بالجنوب، ونحن العرب منهم“
يتوقع، أن تكون السنوات القليلة المقبلة، حاسمة في تسريع نسق التحولات، و التي ستضفي الى مزيد تواصل هيمنة الولايات المتحدة على العالم، برغم ما برز من بداية تراجع للامبراطورية الأمريكية، مع بداية تصاعد قوى اقليمية و دولية لعل أبرزها الصين، أو بسبب بروز تناقضات سياسية وفكرية و أيضا مجتمعية داخلية، داخل الجسم الأمريكي ذاته.
تجسمت أساسا، في ” النجاح الباهر” لترامب في رئاسيات الخامس من نوفمبر الأخيرة، وعودة قوية من جديد للبيت الأبيض، عودة التي لا يجب الاقتصار على التعاطي معها من زاوية تداعياتها الداخلية الامريكية، و لا حتى من زاوية تأثيرها الجيو سياسي، على بقية العالم، فهذه “العودة الترامبية” هي أكبر و أهم بكثير من الجانب الجيو سياسي على أهميته طبعا، اذ تحمل دلالات مهمة عن تحولات داخل المجتمع الأمريكي، في علاقة بأزمة “الليبرالية الديمقراطي”، و كذلك بموقع و مكانة الدين في الحقل السياسي و المجتمعي الأمريكي.
مع عودة ترامب، تواجه بما الديمقراطية الأمريكية الليبرالية اختبارا كبيرا داخل الفضاء الأمريكي، أما في الخارج فان السياسات الأمريكية في زمن الديمقراطيين، كانت وراء بروز مزاج عالمي كاره بل رافض لتفرد نيويورك بقيادة العالم، و رافض لأيديولوجيتها ( الديمقراطية الليبرالية).
فوز ترامب، في الإعلام الأمريكي، وفي دوائر البحث الاكاديمي، تجاوز الاقتصار على الاهتمام بالبعد السياسي الداخلي و الجيو سياسي الدولي، إلى البحث المعرفي و الاكاديمي، في ظاهرة فوز ترامب الساحقة وتداعياتها في المستقبل، في علاقة بالتغييرات الجارية في رحم المجتمع الأمريكي، في علاقة بالديمقراطية وبالدين.
في تعليقه على فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأخيرة أشار فرانسيس فوكوياما *** الى أنه “من شأن الانتصار الساحق الذي حققه كل من دولاند ترامب في ( الانتخابات الرئاسية ) و الحزب الجمهوري ( بمجلسي الشيوخ و النواب ) أن يؤدي إلى تغييرات كبرى في مجالات سياسية مهمة، من الهجرة، إلى أوكرانيا، لكن أهميته تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، لأنها تمثل رفضا حاسما من قبل الناخبين الأميركيين لليبرالية والطريقة الخاصة التي تطور بها فهم “المجتمع الحر” منذ ثمانينيات القرن الـ20”.
بهذه المقدمة افتتح المفكر الأميركي ذو الأصل الياباني فرانسيس مقالا في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية /1/، قال فيه إن ترامب عندما انتُخِب لأول مرة عام 2016، كان من السهل الاعتقاد بأن هذا الحدث شاذ، لأنه ترشح ضد خصم ضعيف لم يأخذه على محمل الجد، وفي كل الأحوال لم يفز بالتصويت الشعبي، ثم فاز الرئيس جو بايدن بعد 4 سنوات، فبدا وكأن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد فترة رئاسية كارثية استمرت فترة واحدة.
لكن بعد تصويت يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، “يبدو الآن أن رئاسة بايدن هي “الحالة الشاذة”، وأن ترامب يدشن حقبة جديدة في السياسة الأميركية وربما العالمية، لأن الأميركيين صوتوا وهم على علم تام بمن هو ترامب وبما يمثله”، يتابع فوكوياما في اشارة الى التحولات العميقة في المجتمع الأمريكي، التي نجم عنها “صعود هذه المفاهيم المشوهة لليبرالية -حسب فوكوياما- إلى تحول كبير في الأساس الاجتماعي للسلطة السياسية، مما أشعر الطبقة العاملة أن الأحزاب السياسية اليسارية لم تعد تدافع عن مصالحها، وبدأت في التصويت لأحزاب اليمين، وبالتالي انتصر الجمهوريون بأصوات الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء”. /2/
كما يرجع ما حصل الى حالة التشويه التي لحقت “بالليبرالية الكلاسيكية”، نتيجة صعود ما يسميه فوكوياما “الليبرالية الجديدة”، التي يرى أنها “تقدس الأسواق وتقلل من قدرة الحكومات على حماية المتضررين من التغيير الاقتصادي”. /3/
فهذه “العودة الترامبية” هي أكبر و أهم بكثير من الجانب الجيو سياسي على أهميته طبعا، اذ تحمل دلالات مهمة عن تحولات داخل المجتمع الأمريكي، في علاقة بأزمة “الليبرالية الديمقراطي”، و كذلك بموقع و مكانة الدين في الحقل السياسي و المجتمعي الأمريكي.
كما أثار فوز ترامب، دعوات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، الى اعادة التفكير في دور الدين في السياسة، وهنا أكد موقع كاونتربانتش، على أن “مناقشة دور الدين في سياستنا أصبحت ضرورة”، وقال موقع كاونتربانتش إن الانتقادات الموجهة للديمقراطيين في الانتخابات الأميركية مستحقة، ولكن عوامل أخرى أثرت على نتيجة هذه الانتخابات.
غير أن أحد العوامل الحاسمة التي غالبا ما تفلت من الملاحظة -كما يوضح تقرير بوب توبر للموقع- هو الدور الذي يلعبه الدين في السياسة الحديثة، وهو دور لا يمكن تجاهله، ويحتاج تقدير تأثيره إلى النظر إلى الانقسام السياسي بالولايات المتحدة باعتباره صراعا بين الفكر الوضعي والمعتقد المسيحي الواسع الانتشار.
ويذكر الكاتب بتعليق المؤلف ويليام بيرنشتاين في كتابه “أوهام الحشود”، قائلا إنه لا يمكن فهم الاستقطاب الحالي في المجتمع الأميركي دون معرفة عملية بسردية “نهاية التاريخ” التي تتنبأ بالمجيء الثاني للمسيح، خاصة أن 39% من البالغين الأميركيين يعتقدون أن البشرية تعيش في “نهاية العالم”، حسب مسح أجراه مركز بيو للأبحاث. /4/
تحت عنوان “المسموح من الله”: المسيحيون الذين يرون ترامب منقذهم”، كتب “عليم مقبول” Aleem Maqbool محرر الشؤون الدينية، “بي بي سي نيوز” BBC NEWS، الذي له منشورات مهمة حول الولايات المتحدة وباكستان وغزة/الضفة الغربية ومصر، أن أكثر الشعارات التي رفعت في حملة ترامب من قبل أنصاره كانت التالي: “يسوع هو مخلصي، وترامب هو رئيسي” jesus is my savior trump is my president .
“كما أثار فوز ترامب، دعوات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، الى اعادة التفكير في دور الدين في السياسة، وهنا أكد موقع كاونتربانتش، على أن “مناقشة دور الدين في سياستنا أصبحت ضرورة”
وتابع “عليم مقبول”، لقد “أعلن دونالد ترامب، وهو يقف على منصة في مركز مؤتمرات في فلوريدا ليلة الانتخابات، وخلفه صف من الأعلام الأمريكية وحشد مبتهج: “لقد أخبرني الكثير من الناس أن الله أنقذ حياتي لسبب ما، وأنقذني من الموت”. وكان هذا السبب هو إنقاذ بلادنا وإعادة أمريكا إلى العظمة”. /5/
الامبراطورية الأمريكية .. الابقاء على عناصر القوة
لكن مظاهر التراجع الأمريكي في الداخل والخارج، لا تعني أبدا اعلان بداية أفول هذه الامبراطورية، أو تراجع هيمنتها ونفوذها، وهي التي ما تزال تتحوز على عناصر قوة ونفوذ استراتيجي لا يخضع للمنافسة، خاصة التفوق التكنولوجي، و التمدد الثقافي ( اللغة الأنقليزية و هوليود ) و المالي ( سطوة الدولار ) و خاصة التمدد العسكري وهي المتواجدة والمنتشرة في كافة أنحاء العالم الأربعة، والذي يعني امتلاك ” قوة الردع” العسكري.
وهذا ما كشفت عنه التعزيزات العسكرية اللافتة والحضور القوي في شرق المتوسط و البحر الأحمر، ساعات قليلة بعد واقعة السابع من اكتوبر – “طوفان الأقصى” – و اندلاع حرب غزة واسرائيل، في منطقة استراتيجية وحيوية بالنسبة لأمريكا، هذا الحضور العسكري الذي ترافق مع اعادة تفعيل ديمومة قاعدتها العسكرية الضخمة، في إمارة قطر لمدة عشر سنوات إضافية، وهي قاعدة مهمة لأنها تؤمن منطقة الخليج، الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، المنطقة الغنية بموارد الطاقة، والتي تحوز على كبريات خزائن العالم، ونعني هنا الصناديق السيادية الكبرى والضخمة.
كما ان هذا الحضور العسكري الاستعراضي، في أكثر بؤر التوتر في العالم ، مثل عودة قوية لمراقبة منطقة الشرق الأوسط، التي تعد بؤرة توتر مفتوحة منذ اكثر من 75 سنة – تاريخ التمكين لدولة إسرائيل-، وبالتالي فان هذه القوات تقوم ايضا بحماية هذا “الكيان”، الذي يعيش عزلة في محيط رافض له، برغم كل محاولات “التطبيع” الفاشلة.
و الذي كشفت “عملية 7 اكتوبر”، عن كونه يعيش هشاشة مركبة، بما في ذلك جهوزيته العسكرية والاستخباراتية، التي كانت تفرض سطوته وهيبته، و التي حولته الى شرطي المنطقة، وهو الذي فوضت له كل عناصر “قوة الردع”، من قبل الولايات المتحدة وبقية دول الغرب، مثلما برز جليا طيلة الحرب التي تلت السابع من أكتوبر 2023. قبل ان تمرغها المقاومة في التراب، فارضة تدخل “العم سام” لوجيستيكيا وعسكريا واستخباراتيا، لتأمين وجود واستمرارية الكيان اسرائيلي.
الذي اصبح يعيش حالة تفكك حتى من الداخل، خاصة في ظل حكومة يمينية دينية متطرفة، وضعت إسرائيل في مأزق، كما وضعت مصالح امريكا في دائرة الخطر، وهي التي بدأت تظهر عليها علامات الضعف، نتيجة ارتكاب اخطاء استراتيجية – الموقف من حرب غزة مثالا- و نتيجة الشرخ الداخلي، حرب السلطة مصحوبة بتغييرات مجتمعية كبرى، وتراجع “الايديولوجية الديمقراطية” ، اذ مثلت حادثة هجوم أنصار ترامب على الكونغرس قبل أربعة سنوات، و عودة المسؤول عنها الى سدة الحكم، كلها تضع أسفين أنموذج “الديمقراطية الامريكية” في العالم.
“لكن مظاهر التراجع الأمريكي في الداخل والخارج، لا تعني أبدا اعلان بداية أفول هذه الامبراطورية، أو تراجع هيمنتها ونفوذها، وهي التي ما تزال تتحوز على عناصر قوة ونفوذ استراتيجي لا يخضع للمنافسة، خاصة التفوق التكنولوجي، و التمدد الثقافي ( اللغة الأنقليزية و هوليود ) و المالي ( سطوة الدولار ) و خاصة التمدد العسكري وهي المتواجدة والمنتشرة في كافة أنحاء العالم الأربعة، والذي يعني امتلاك ” قوة الردع” العسكري”
ولعل من علامات بداية التراجع الأمريكي، ما برز من اختراق صيني لمجالات النفوذ والهيمنة الأمريكية التقليدية، سواء في مجال التقني أو الجيوبوليتيكي، الأمر الذي يشير الى بداية تشكل “حرب باردة” جديدة، لكن هذه المرة بين بيكين و واشنطن، فقد بدأ فعلا العالم يشهد وجود صراع على اشده، وان كان “صامت”، على و حول ادارة العالم في المستقبل ، صراع طرفاه الرئيسيين امريكا والصين.
القادم ، عالم جديد متعدد .. التنين الصين .. ماذا عن العرب ؟
صراع سينتهي – كما جرت العادة – بالجلوس على طاولة التفاوض بحثا عن تسويات تضمن تواصل التعايش و ادارة الخلافات حتى وان لوح ترامب بخلاف ذلك، وهذا ما بدأ فعلا من خلال تواصل تعدد المحادثات واللقاءات بين البلدين، للتأسيس لخطوط اشتباك، و لتقسيم النفوذ و لإعادة النظر في النظام العالمي الجديد، صراع سوف لن ينهي الزعامة الامريكية للعالم، لكنه على الاقل سيحد كثيرًا منها.
هذه الزعامة التي تمددت مع سقوط الاتحاد السوفياتي، نهاية ثمانينات القرن الماضي ، وما تزال مستمرة برغم بروز بعض مظاهر الضعف وحتى الوهن، وذلك حال عمر الامبراطوريات.
“ولعل من علامات بداية التراجع الأمريكي، ما برز من اختراق صيني لمجالات النفوذ والهيمنة الأمريكية التقليدية، سواء في مجال التقني أو الجيوبوليتيكي، الأمر الذي يشير الى بداية تشكل “حرب باردة” جديدة، لكن هذه المرة بين بيكين و واشنطن، فقد بدأ فعلا العالم يشهد وجود صراع على اشده، وان كان “صامت”، على و حول ادارة العالم في المستقبل ، صراع طرفاه الرئيسيين امريكا والصين”
ان ما يجري فرصة للعرب لإعادة التموقع ، وتحسين شروط التواجد في الهندسة الجيوسياسية الدولية القادمة. لا نريد ان تكون منطقتنا نحن العرب – مرة أخرى – ضحية لتسوية دولية، تتركها مثلما كان في السابق في وضع المهمش بل المهيمن عليه، خصوصًا واننا نملك عديد نقاط القوة لو نحسن التصرف فيها، والاهم لو نحسن نسج تحالفات استراتيجية، مع القوى الاقليمية في منطقتنا، اساسا ايران و تركيا وكذلك مع الهند و روسيا.
كما علينا – نحن العرب – أن لا نهمل افريقيا، التي هي مجال تنافس كبير بين القوى الكبرى وخاصة بين واشنطن و بيكين و روسيا و ما يسمى ب “القوى الصاعدة” مثل تركيا و الهند.
فجوهر الصراع بين الامم و الامبراطوريات تاريخيا، هو حول النفوذ و الثروات والمقدرات، وليس حول نشر الديموقراطية وحقوق الانسان، التي جعل منها العالم الغربي بقيادة امريكا ” مسمار جحا” لدعم هيمنته وحتى – لابتزاز الدول – .
للإشارة، فان الديمقراطيات الليبرالية الكبرى، تمر اليوم بأزمة غير مسبوقة، على المستويين المحلي و الدولي، جعلت “النظام العالمي الليبرالي”، الذي استقر له المقام، مع سقوط الاتحاد السوفياتي، مع ظهور مقولة “نهاية التاريخ” ( فرانسيس فوكوياما )، موضع تساؤل واعادة تفكير من قبل عتاة الليبراليين أنفسهم .
هوامش/
*** فرانسيس فوكوياما،: Yoshihiro Francis Fukuyama ولد 27 أكتوبر 1952) هو عالم وفيلسوف واقتصادي سياسي، مؤلف، وأستاذ جامعي أميركي. اشتهر بكتابه نهاية التاريخ والإنسان الأخير الصادر عام 1992، والذي جادل فيه بأن انتشار الديمقراطيات الليبرالية والرأسمالية والسوق الحرة في أنحاء العالم قد يشير إلى نقطة النهاية للتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي للإنسان. ارتبط اسم فوكوياما بالمحافظين الجدد، ولكنه أبعد نفسه عنهم في فترات لاحقة/ للتوسع راجع موسوعة ويكيبيديا/.
1/
Francis Fukuyama: what Trump unleashed means for America
The Republican president-elect is inaugurating a new era in US politics and perhaps for the world as a whole
الرابط:
2/
المرجع السابق
3/
المرجع السابق
4/
Comments