نشطاء الفايسبوك وبالاجماع ..”وينو الرئيس” ؟
تونس- التونسيون
اثار غياب الرئيس قيس سعيد، في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، في علاقة بانتشار فيروس كورونا، العديد من التساؤلات بل الحيرة، في هذا الاطار تداعى عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الى وضع هاشتاغ “وينو الرئيس”، في مطالبة منهم لقيس سعيد بالخروج ومخاطبة شعبه، على غرار ما فعل قادة العالم شرقا وغربا.
يبدو أن رئيس الجمهورية قيس سعيد، لم يستوعب السبب الحقيقي الذي جعل عددا كبيرا من الذين صوتوا له يفضلونه عن غيره من المترشحين، و هو إحساسهم بأنه شخص قريب منهم و لا تفصله عنهم الحواجز، التي غالبا ما قامت بين المواطنين و الطبقة السياسية.
و تجلى تأثير عدم الإدراك هذا، في ما يمكن اعتباره “غيبة صغرى ” لقيس سعيد، في ظرف حساس و استثنائي و غير مسبوق ، و هو المواجهة التي يخوضها الشعب التونسي ضد وباء الكورونا.
اكتفى قيس سعيد بعقد اجتماع عادي لمجلس الأمن القومي ، “سربت” منه مصالح الاتصال التابعة لرئاسة الجمهورية مقطعا خلق رد فعل عكسي، لأن رئيس الجمهورية استغل الحديث عن الكورونا ليوجه رسالة في غير سياقها لمعارضين له، لم يعد الرأي العام يعرف إن كانوا موجودين فعليا أم أن البعض قد اوهم قيس سعيد بوجودهم، ليقحمه في معركة وهمية أشبه بمحاربة طواحين الهواء.
و لم يقف قيس سعيد عند هذا الحد في كلمته بل خاطب فيروس كورونا بعبارات قد تكون ايجابيتها الوحيدة أنها منحت المواطنين مدعاة للتندر و تخفيف ما يعانونه من ضغط ، و إن كانت أعادت تحريك مخاوفهم من عدم قدرة من توسموا فيه خيرا على لعب دور إيجابي في مواجهة الأزمة.
و مما يعمق حاليا الحيرة “تواري ” قيس سعيد عن الأنظار، رغم أن لرئيس الجمهورية في ثقافتنا مكانة رمزية أقوى تأثيرا مما نص عليه الدستور ، و قد سبق أن حرص قيس سعيد في مناسبتين على الأقل على التذكير بأنه يرفض منطق الرئاسات الثلاث و أنه الرئيس الوحيد، و هو ما يفرض عليه أن يكون في مستوى هذه الرؤية.
قيس سعيد كان قادرا على لعب دور أكبر سواء في مستوى تفعيل دور مجلس الأمن القومي أو التواصل مع المواطنين أو التحرك دوليا في إطار حشد دعم يبدو ضروريا لبلادنا لمواجهة وباء ستكون له تداعياته على جميع المستويات و خاصة الاقتصادية والصحية.
و هو ما يفرض وضع خطة للتوجه للشركاء و الاصدقاء من أجل تجاوز المحنة بأخف الأضرار .
و لكن يبدو أن لقيس سعيد رؤية أخرى و أولويات غير معروفة و أن مقاومة وباء الكورونا لا وجود لها في “لوجيسيال ” الشعب يريد.
Comments