الجديد

رأي/ الشاهد .. نهاية “الفتى الذهبي” !

علاء حافظي
ان وصول سياسي ما الى سدة الحكم التنفيذي في مناخات ديمقراطية وتعددية يعتبر تتتويجا لمسار “نضالي” وملكات شخصية “استثنائية” وقدرات خطابية وحجاجية “متميزة” لا تلعب فيها الصدفة الا دورا يسيرا غير متحكمة البتة في المسار الطبيعي الذي بمنتهاه يفوز الجسور “باللذة القصوى”.
لم تكن “التطبيقة / الوصفة” المتقدمة انفا منطبقة على يوسف الشاهد الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طوال أكثر من ثلاثة سنوات في نجاحه المنقطع النظير في البقاء والمعاندة والمغالبة قافزا على الفخاخ المنصوبة له لاويا عنق تحجيمه كاتما أنفس تهميشه وراكنا عرابه “سي الباجي” في ركن قصي ونهاية معلومة.
تقاطعت في رئيس الحكومة السابق صفتان وهما “الفاشل” و “الغدار” ، لازمته طوال مقامه في القصر الحكومي بالقصبة، ولم تكف الألسن لوكا ولا الكتابات تحبيرا في ذاك المنحى توصيفا وتدليلا وشواهدا. لم يكن اقتران “الفشل” في الأداء الحكومي سوى نتيجة حتمية “للطاقم المختار” من قبل ساكن القصبة الذي اصطفاه لتأثيث الجهاز التنفيذي للدولة من مستشارين ووزراء وولاة والأمر هنا لا يتعلق قطعا بالتعميم ولا بالتبخيس ولكن دلائل غلبة عناصر القرابة والصداقة والزمالة والزبونية على شرطي الكفاءة والجدارة بلغ حدا  لا يوصف ولا يمكن السكوت عنه.
أما صفة “الغدر” التي تعد لقصيري النظر ممرا اجباريا لقتل الأب (البجبوج) وبناء عذرية سياسية على أنقاض “المقتول” فان موجة التعاطف الشعبي غير المسبوق التي صاحبت جنازة السبسي دفنت معها أحلام “الفتى الذهبي”.
لم يكن بناء حزب في توقيت “مشبوه” و “قياسي” وفي “زمن انتخابي” من رحم الدولة توظيفا لإمكانيات الدولة وتسخيرا لها الا عنوانا اخر من عناوين الرغبة الجامحة في تأبيد “وضع اليد” المتسربلة في كل مفاصل الدولة الا أن “العقاب الشعبي” عبر الصندوق رده على أعقابه.
قد يذهب في ظن البعض انتماء الشاهد الى “جيل جديد” من الطبقة السياسية الشابة ذي البشرة البيضاء والشعر الرطب والعيون الزرقاء والطفولة المدللة مع تمكن باهر في الانفتاح على لغة فولتير وشكسبير ومراكمته لتجربة في الحكم وبنائه لشبكة من العلاقات وطنيا ودوليا الا ان فقدان “المعنى” وخفوت بريق ” القيم” في “الداخل الشاهدي” المستعجل وغلبة منطق الزبونية على محيطه “الطارئين” كفيل بوأد احلامه شيئا فشيئا.
لرئيس الحكومة الجديد درس وجب الاتعاظ منه واية عليه تجنبها ومثال حري له بعدم استنساخه ونموذج غير مقبول التماثل معه. ديمومة الفخفاخ مرهونة بقدرته على تفكيك ارث الشاهد الاخطبوطي داخل الادارة ومصالحة الفاعل السياسي” الحقيقي” مع الواقع بعيدا عن توظيف مؤسسات الدولة لإقصاء الخصوم أو لبناء مشروع سياسي شخصي.
نهاية الفخفاخ معلومة ان ثبت تقاطعه مع “خصال” الشاهد ومع منهج حكمه وادارته للحكم التي اودت به الى نهاية تحولت الى مطلب مجتمعي واسع وداخل الطبقة السياسية.
في الحكم َملامح البدايات تشي بمآل النهايات

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP