الجديد

الرئيس السبسي يتعامل مع "النهضة" كملف "أمني" ؟

تونس- خديجة زروق
استجابة الى مطلب هيئة الدفاع في قضية الشهيدين بلعيد والبراهمي، في لقاؤهم الأخير به، سينظر غدا الخميس 29 أكتوبر 2018، مجلس الأمن القومي، الذي سينعقد بقصر قرطاج وتحت اشراف الرئيس الباجي قايد السبسي، في ما أصبح يعرف في المشهد السياسي والاعلامي ب “الجهاز السري” لحركة النهضة، الذي توجه له هيئة الدفاع عن الشهيدين تهمة التورط في الاغتيال السياسي.
بهذا يكون الرئيس الباجي قايد السبسي قد انتقل في علاقته مع حركة النهضة من “التوافق السياسي” الى التعاطي مع الحركة “كملف أمني”، وهو ما يدعم نهاية “التوافق بين الشيخين” واعلان عن “فك الارتباط” دون رجعة، وعودة الى طبيعة تعاطي أنظمة ما قبل  الثورة مع الاسلاميين، أي التعاطي الأمني لا السياسي .
أفاد المستشار السياسي لرئاسة الجمهورية، نور الدين بن تيشة، أن مسألة ما يسمى بالتنظيم السري، التي أثارت جدلا واسعا لدى الرأي العام، ستكون من ضمن المواضيع التي سيتم طرحها والتدقيق فيها صلب أعمال مجلس الأمن القومي الذي سينعقد، غدا الخميس 29 نوفمبر 2018، بقصر قرطاج.
وأضاف، بن تيشة، في تصريح لبرنامج “الماتينال” على “اذاعة شمس اف ام”، اليوم الاربعاء 28 نوفمبر 2018، أن مجلس الأمن القومي هو مجلس دولة من أعلى مستوى يهتم بالشأن القومي التونسي وكل ما يهم مصالح الدولة، مشيرا الى أن من صلاحيات رئيس الجمهورية التدقيق والاطلاع على معطيات على علاقة بالأمن القومي التونسي.
وفي ما يتعلق باستقبال، الباجي قائد السبسي، لهيئة الدفاع في قضية الشهيدين بلعيد والبراهمي، أكد بن تيشة أن رئاسة الجمهورية لا تقوم بصنصرة تصريحات ضيوف الرئيس ولا يمكنها مصادرة حقهم في التعبير عن آرائهم.
يذكر أنه،  منذ اثارة ملف “الجهاز السري”،  برز ارتباك سياسي واعلامي لدى النهضة في التعاطي مع هذا الملف الحساس،  من ذلك أن كل قيادات الحركة خرجوا في المنابر الاعلامية للتأكيد على أن الحركة لم يكن لها طيلة مسيرتها “تنظيم سري” منذ تأسيسها في سبعينات القرن الماضي، قبل أن يتراجع عن ذلك زعيم الحركة راشد الغنوشي، ليقول في خطاب الندوة السنوية الذي انعقد منذ أيام، أن الحركة غادرت السرية منذ مؤتمر 1995، الذي انعقد في الخارج.
وتجدر الاشارة،  الى أن نظام ما قبل الثورة، كان قد كشف عن وجود تنظيم سري تابع لحركة النهضة، كان خطط للانقلاب على نظام الرئيس بورقيبة،  قبل أن يسبقهم الى ذلك الرئيس الأسبق، زين العابدين بن علي، وهو ما اعترفت به لاحقا قيادات “وازنة” و “مؤثرة” في الحركة.
يذكر أن حركة النهضة كانت قد أصدرت  بيان أمضاه رئيسها راشد الغنوشي، في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين، تحت عنوان “النهضة تنبّه إلى خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة بنيّة ضرب استقلالية القضاء”، وذلك ردا على استقبال رئيس الجمهورية الباجي قائد السّبسي الاثنين 26 نوفمبر 2018 وفدا عن هيئة الدفاع عن الشّهيدين شكري بلعيد والحاج محمّد البراهمي بدعوى تقديم آخر المُستجدات لسيادته”. واعتبرت الحركة في بيانها أن ما نشر على “الصفحة الرسميّة  لرئاسة الجمهورية”، هو بمثابة ” نقل لتهجُّمات باطلة وتهم زائفة تجاه حركة النهضة “.
وقد استغرب النهضة في بيانها  (الذي ورد في لهجة “تحذيرية” للرئيس السبسي) “من نشر الصّفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية لاتهامات صادرة عن بعض الأطراف السياسية بنيّة الإساءة لطرف سياسيّ آخر عبر توجيه اتهامات كاذبة ومُختلقة والتّهجم على قيادات سياسية وطنيّة من قصر قرطاج في سابقة خطيرة تتعارض مع حياديّة المرفق الرسمي ودور الرئاسة الدستوري الذّي يمثّل رمز الوحدة الوطنية وهيبة الدولة”.‎
‎وتابع البيان “ننبّه إلى خطورة إقحام مؤسسة الرئاسة بأساليب  مُلتوية بنيّة ضرب استقلالية القضاء وإقحامه في التجاذبات السياسيّة من طرف المُتاجرين بدم الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي رحمها الله”.
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP