الجديد

خميس الجيناوي يتحدث عن ظروف انعقاد قمة الجزائر ويشدد على أن : “المنطقة العربية تمر بفترة حرجة و”لمّ الشمل ” ضرورة بسبب المتغيرات الدولية”

قال وزير الخارجية التونسي الأسبق  و رئيس مجلس العلاقات السياسية، خميس الجهيناوي، في حوار مع يومية “الخبر” الجزائرية، بمناسبة انعقاد القمة العربية في الجزائر، التي تنطلق غدا الاثنين الفاتح من نوفمبر 2022، أن قمة الجزائر فرصة لتغيير منهجية العمل العربي المشترك وإصلاح ميثاق الجامعة العربية، مشددا على أن المنطقة العربية تمر بفترة حرجة و”لمّ الشمل ” ضرورة بسبب المتغيرات الدولية، وأضاف أنه لا يمكِن أن تدار القضايا العربية وأزمات ليبيا وسوريا وغيرها خارج الإطار العربي.

اجابة عن سؤال حول التحضيرات السياسية لاحتضان القمة في الجزائر ، وهل أنها كافية لأن تجعل منها موفقة في مناخ عربي تطغى عليه الخلافات، قال الجهيناوي أن آخر قمة انعقدت في تونس في 2019، وتأجيل القمة لسنتين وهي فترة كافية للأشقاء الجزائريين الجزائر للقيام بتأمين كل ظروف نجاح القمة والقيام بالاتصالات الكافية لانعقاد هذه القمة، ولست متابعا مباشرة لما فعلته الجزائر والدبلوماسية الجزائرية في سبيل تحسيس مختلف أعضاء الجامعة العربية لأهمية هذه القمة، ولكنني على يقين أنه تم حشد كل الإمكانيات حتى تكون هذه القمة ، قمة مهمة على مستوى الحضور، حتى تؤمن الجزائر مستوى عالي من الحضور، من القيادات العليا من مختلف الدول العربية، ثم أن تفضي هذه القمة إلى قرارات تكون إضافة إلى العمل العربي المشترك.

 تحديات قمة الجزائر .. في سياق دولي وعربي متأزم

كما تطرق الجهيناوي الى السياق العربي الذي تنعقد فيه قمة الجزائر، وأشار الى انه و منذ القمة العربية الأخيرة بتونس عرفت الساحة العربية تحوّلات كبرى، مع الأسف كل الأزمات التي كانت قائمة في 2019، ماتزال وكلّ النزاعات القائمة أيضا في عدد من الدول العربية سواء في ليبيا وسوريا واليمن، ولم تتمكن الدبلوماسية العربية ولا الأمم المتحدة من حلحلة هذه الأزمات،

وثانيا الوضع الإقليمي نفسه وقعت فيه العديد من التجاذبات الإقليمية ، و بين  الدّول العربية في المشرق والمغرب العربي، وما نشهده من التغيرات الجوهرية على النظام العالمي، و سيكون له طبيعة الحال تأثيرات على الأنظمة الإقليمية بما فيها الوطن العربي، وبالتالي فان قمة الجزائر بكل هذه المعطيات تبدو هامة جدا .

وأظن أن الدبلوماسية الجزائرية واعية بهذه التجاذبات ومختلف التحديات، وأنا على يقين بأن هناك سعي لإيجاد بعض الإجابات لمثل هذه القضايا، خاصة وأن الوضع العربي اليوم في إطار تفاعل العرب مع ما يجري حولهم ، سواء على مستوى الإقليم ودول الجوار العربي التي هي دول لها اليوم رأي وتدخل في السّاحة العربية و الدولية ، وتأثير الحرب الجارية في أوكرانيا على المستوى الاقتصادي ، وعلى مستوى التضخّم  في البلدان العربية وشحّ التمويلات، كل هذا  القضايا ستطرح في إطار قمة الجزائر.

  الوضع الإقليمي نفسه وقعت فيه العديد من التجاذبات الإقليمية ، و بين  الدّول العربية في المشرق والمغرب العربي، وما نشهده من التغيرات الجوهرية على النظام العالمي، و سيكون له طبيعة الحال تأثيرات على الأنظمة الإقليمية بما فيها الوطن العربي، وبالتالي فان قمة الجزائر بكل هذه المعطيات تبدو هامة جدا .

 

قمة  “لمّ الشمل العربي” .. دلالات و واقعية الشعار

تعليقا على شعار القمة ( لم الشمل العربي)، أجاب خميس الجهيناوي بأنه ما لم يطرح العرب قضاياهم بصفة عقلانية، ووضع أولوياتهم في إطار عمل عربي مشترك، يبقى عملية لم الشمل العربي شعار، شعار يصعب تحقيقه، فخلال تجربة 70 سنة منذ إنشاء الجامعة العربية لم يتمكّن النّظام العربي السّائد من إيجاد الحلول لمختلف القضايا التي طرحت على الساحة العربية.

و مع الأسف عوض حلّ النزاعات القائمة، هناك عدة نزاعات تشعّبت وأصبحت صعبة الحلّ واعتقد إذا كان الهدف الأساسي، وانا متيقن ان مختلف الدول التي ستحضُر القمّة العربية هو لم الشمل وتمكين المجموعة العربية من كل المقومات الضرورية التي تواجه بها التحديات المطروحة عليها في الساحة العربية، عليها تغيير منهجية العمل العربي.

ولكن الأخير مع الأسف سواء في إطار الجامعة وسواء في كل ما التوقّي من النزاعات، ليس هناك مثلا في إطار العمل العربي المشترك منظومة الإنذار المبكر هذه المنظومة تمكِّن من رصد على الساحة العربية من توترات، وهذه المنظومة تمكّن من إيجاد الحلول الكفيلة من عدم تطور هذه التطورات والجامعة العربية فشلت في ذلك، وبقيت إرادات الدول تطغى عل إرادة الجامعة العربية.

خِلافا لما يجري في التجمّعات الإقليمية الأخرى، على غرار الاتحاد الأوروبي، أين المفوضية الأوروبية لها رأي يسود رأي الدول مع احترام الدول، وهناك سياسات يتمّ تنفيذها على الدول العربية،  في الجامعة العربية بقيت السيادات لمختلف الدول والأعضاء تطغى على أداء العمل العربي المشترك.

ثانيا في طريقة تنظيم هذه القمم وتنظيم مختلف الاجتماعات العربية، يطغى عليها الجانب المشهدي خلافا لما يقام في المجموعات الأخرى، أين يقع تنظيم مثل هذه الاجتماعات بصفة مغلقة وتطرح القضايا المختلفة بعمق، بينما يطغى الجانب الاستعراضي، وما دمنا كذلك ونعمل بهذه الطريقة، مع الأسف لا يمكننا أن نتحدث عن نجاعة وفعالية للعمل العربي المشترك في هذه القضايا الجوهرية.

ولكن بطبيعة الحال فإنّ اختيار هذا الشّعار” لمّ الشمل العربي” نبيل جدا، ولا بد من لم الشمل العرب في هذه الفترة الحرجة حتى يتمكنوا أن يكون لهم التأثير في كيفية فض النزاعات القائمة في عدد الدول أعضاء الجامعة العربية، وكيفية مواجهة التحديات والتعاطي معها منها الاقتصادي ومسألة المياه والمناخ والتعليم والتكنولوجيا وهي قضايا جوهرية تهم الدول العربية.

وهذا يقتضي من العرب أن يراجعوا العمل الجماعي وفي منهجية العمل، وهو ليس صعب إن كانت فيه إرادة سياسية ولكن مع الأسف لا أرى بصراحة بوادر في هذا الاتجاه، وإن كان يمكن أن تصدر عن قمة الجزائر بعض اللوائح التي تدعو إلى تغيير منهجية العمل العربي المشترك والقيام بإصلاحات ضرورية على ميثاق الجامعة العربية، وغيرها. وهذا يمكن أن تكون عودة وعي وانطلاقة جديدة ونتمنّى ذلك من الجزائر، في سبيل ترشيد وعقلنة العمل العربي المشترك.

 ليس هناك مثلا في إطار العمل العربي المشترك منظومة الإنذار المبكر هذه المنظومة تمكِّن من رصد على الساحة العربية من توترات، وهذه المنظومة تمكّن من إيجاد الحلول الكفيلة من عدم تطور هذه التطورات والجامعة العربية فشلت في ذلك، وبقيت إرادات الدول تطغى عل إرادة الجامعة العربية.

 

الرأي العام العربي لا يثق في اجتماعات القمم العربية

كما تطرق الجهيناوي الى أزمة الثقة بين الراي العام العربي ومؤسسة الجامعة العربية والقمم التي تقام ، مشيرا الى أنه ليس هناك مثلا في إطار العمل العربي المشترك منظومة الإنذار المبكر هذه المنظومة تمكِّن من رصد على الساحة العربية من توترات، وهذه المنظومة تمكّن من إيجاد الحلول الكفيلة من عدم تطور هذه التطورات والجامعة العربية فشلت في ذلك، وبقيت إرادات الدول تطغى عل إرادة الجامعة العربية.

لكن انطباع الرّأي العام متولّد عن عدم نجاعة القرارات التي اتّخذت من قبل، على مُستوى الجامعة العربية ونظرا لعدم مُتابعة العمل العربي المُشترك والعمل الإقليمي في عدد من الأقاليم العالمية الأخرى، هو قضية المتابعة، ليس هناك متابعة القرارات، إذ نتّخذ عدّة قرارات مهمّة جدا على مستوى الاجتماعات الوزارية  الفنية أو السياسية أو على مستوى القمة،

ولكن عندما تأتي قضية المتابعة، تكون خفيفة أو منعدمة، وبالتالي إذا لم تكن هناك متابعة، وعندما تأتي القمة القادمة لتُقِيم مَا تمّ إنجازه في الفترة ما بين القمتين،  لا يمكن الحديث عن العمل العربي المشترك وقبول لهذا العمل، وتقديم هذا العمل للراي العام،  الرأي العام العربي متابع وذكي ويتابع ويقارن وضعنا ووضع الدول الأخرى وبالتالي شيء طبيعي في أن يشك في هذه القمم.

ليس هناك مثلا في إطار العمل العربي المشترك منظومة الإنذار المبكر هذه المنظومة تمكِّن من رصد على الساحة العربية من توترات، وهذه المنظومة تمكّن من إيجاد الحلول الكفيلة من عدم تطور هذه التطورات والجامعة العربية فشلت في ذلك، وبقيت إرادات الدول تطغى عل إرادة الجامعة العربية.

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP