الجديد

في ذكراها 12 .. ماذا بقي من إرث ثورة 25 يناير في مصر ؟

التونسيون- وكالات

تمر اليوم الاربعاء 25 جانفي 2023، الذكرى 12 على ثورة الشعب المصري ضد نظام الرئيس الراحل حسني مبارك في 25 جانفي 2011، بينما تستمر التساؤلات حول ما تبقى من ذكرى الثورة، وهل ما يزال المصريون يهتمون بشعارها “عيش حرية عدالة اجتماعية”؟

ويري الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة في تصريح سابق لـموقع “DW عربية” الألماني، إن النظام الحالي يريد “إزالة الروح الثورية من الشارع المصري والشباب، في الوقت نفسه لم يعد الناس يهتمون بمطالب الثورة، بدليل فشل كل دعوات التظاهر طوال السنوات الماضية” ويضيف بأن “المجتمعات في الشرق الأوسط استبدادية أسوة بالأنظمة الحاكمة”.

الاخوان اختطفوا الثورة

من جهته يعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي المصري، عبدالله السناوي لـ Dw عربية، بأن الثورة “اختُطفت مبكرا من الإخوان وأُجهضت بعد ذلك وجرى التنكيل بشرعيتها، فلا هي حكمت وفق أهدافها ومبادئها، ولا هي غيّرت البنية الاجتماعية أو ساهمت في طلب الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة”. غير أنه يرى أن “قوتها الكامنة ما زالت حاضرة فى صدور وضمائر الأجيال الشابة بما يلهم المبادئ نفسها”.

غير أن الوضع الحقوقي في البلد خلال السنوات الأخيرة يثير قلق المجتمع الدولي، إذ تشير منظمة العفو الدولية إلى أن السلطات المصرية “تستمر في معاقبة المعارضة، وتقمع الحق في التجمع السلمي وفي تكوين الجمعيات ، فضلاَ عن استخدام القوة الأمنية بشكل غير قانوني والاحتجاز التعسفي في ظل ظروف غير إنسانية، وحرمان السجناء من الرعاية وإصدار وتنفيذ أحكام بالإعدام”.

بدوره يرى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن “النظام الحالي يدرك أن هامش الحرية أواخر حكم مبارك أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع الثورة ضده”، وأكد أن السيسي نجح في خلق قواعد شعبية له بين فئات شعرت أنها تضررت من اضطراب الأوضاع بعد الثورة مثل الأقباط والمرأة ورجال الأعمال وأعيان الريف بالإضافة إلى الدولة العميقة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية.

كما أن الثقافة السياسية السائدة في تلك المنطقة الإقليمية المضطربة أمنيا، تفضل الرجل القوي، وهو ما أظهره السيسي ومكنه من كسب شعبية الرأي العام الداخلي واستعادة علاقات مصر الخارجية، بحسب الباحث سعيد صادق.

في الوقت ذاته، يقول صادق إنه رغم كل التضييقات أصبحت هناك أجيال جديدة لم تعاصر الثورة لكنها تربت على السوشيال ميديا وتحمل طابعا نقديا في العديد من القضايا الاجتماعية وباتت أداة ضغط خارج سيطرة النظام.

أين بات “الإخوان” في المشهد السياسي المصري؟

بعد مرور أكثر من عقد على ثورة يناير في مصر، تثار تساؤلات حول موقع ومستقبل جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي في البلاد. وفيما يستبعد البعض عودة الإخوان إلى الأضواء، يرى آخرون أنهم مازالوا يعولون على الشارع لإحداث تغيير.

من الصعود إلى هرم السلطة، إلى النزول إلى أقبية السجون أو الفرار إلى المنفى، جملة قد تلخص وضع جماع “الاخوان المسلمين”   بعد مرور 12 عشرة سنة على ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام حكم حسني مبارك.

في أول انتخابات برلمانية بعد الإطاحة بنظام مبارك، فازت الأحزاب الإسلامية بثلثي مقاعد البرلمان، نصفها تقريباً لجماعة الإخوان المسلمين. وفي الانتخابات الرئاسية عام 2012 فاز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية بنسبة 51,7% من إجمالي أصوات المشاركين، ليصبح أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ البلاد وكذلك أول رئيس “إسلامي” لمصر.

لكن بعد سنة من ذلك، انقلب الرأي العام ضد الإخوان المسلمين، إذ رفضت شريحة واسعة من المصريين سيطرة الجماعة على المجتمع وعلى محاولتها الاستئثار بمؤسسات إدارة الدولة من خلال تعيين أنصارها في المناصب القيادية. فخرج الملايين مجدداً في جوان  2013 الى الشارع، لكن هذه المرة للمطالبة بـ”إسقاط الإخوان”..

معركة وجودية” ضدهم بعد الفشل في الحكم

قال  الباحث في شؤون الحركات الإسلامية كمال حبيب   أن “علاقة النظام الحالي بالتنظيم أصبحت معركة وجودية، ولم تعد مجرد خلاف سياسي”، مضيفاً في نصريح لوكالة فرانس برس أن “أمر المصالحة (بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين) ليس وارداً، على الأقل في الأمد المنظور”..

وتحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  ( في ذكرى حرب أكتوبر 1973 ) عن الموضوع قائلاً: “أنا لا أستطيع أن أتصالح مع من يريد أن يهدّ بلادي ويؤذي شعبي وأولادي”. وأضاف مخاطباً الجماعة دون تسميتها: “أنت لا تملك ضميرا ولا إنسانية ولا ديناً”..

ويقول حبيب إن فترة حكم الإخوان المسلمين “هزّت صورة التنظيم على مستوى أعدائه وعلى مستوى الجماهير وأثبتت أن ليس لديه القدرة على ذلك”. ويضيف: “لم تكن هناك قدرة على الاجتهاد في الجماعة، فكان الاعتماد على المرجعيات القديمة لحسن البنّا وسيد قطب، وهذا التراث القديم لم يعد يجيب على أسئلة الجيل الحديث”.

ويتفق الباحث اللبناني في سؤون الشرق الأوسط هادي وهاب من جهته مع حبيب، ويوضح في تصريح لوكالة فرانس براس : “عرّتهم هذه التجربة، إذ إنهم لم يقدّموا مشروعاً اقتصادياً أو سياسياً بديلاً، بل تبيّن أنهم كانوا فقط مهتمين بالوصول إلى السلطة”.

لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، يقول: “لا أعتقد أن التنظيم قد انتهى”. ويضيف لوكالة فرانس براس “أ ف ب”  ان الظروف التي نما في ظلها التنظيم، وهي ضعف الأحوال الاقتصادية وعدم وجود منظمات سياسية تستوعب الشباب، “لا تزال قائمة”.

 

 

 

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP