الجديد

العالم العربي في 2018 .. أحداث وتحولات: "صمود" التجربة التونسية، "انتصار" نظام الأسد في سوريا، مقتل خاشقجي وبداية مرحلة جديدة في السعودية، تدمير اليمن، تركيا "شرطي" المنطقة الجديد، حرب الجنرالات في الجزائر، ليبيا بين إيطاليا وفرنسا.

تونس- التونسيون
شهد العالم العربي عام 2018 أحداثا هامة قطعا ستكون لها تداعياتها في قادم الأيام والسنوات، وسترسم بداية مرحلة جديدة في المنطقة العربية، بعد ثورات الربيع العربي، التي سرعان ما افل نجمها، لتعود أغلب دول العالم العربي الى “دولة الاستبداد”، وتبقى التجربة الوحيدة الصامدة، هي تونس التي تواجه أزمات عديدة ومركبة قد تؤثر على مسار الانتقال السياسي فيها، هذا المسار الذي انطلق منذ ثمانية سنوات.
متابعة لأهم أحداث سنة 2018 في العالم العربي، كما رصدها موقع “بي بي سي – عربي-:

“القوات الأمريكية خارج سوريا”

أحدث قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، صدمة لحلفاء واشنطن وردود أفعال متباينة داخل الولايات المتحدة و خارجها.
وجاء إعلان ترامب بعد أن أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد بدخول قواته مدينة منبج خلال أيام.
وكانت المفاجئة أن نسقت قوات سوريا الديمقراطية مع الحكومة السورية التي أرسلت بدورها 300 من عناصرها إلى خطوط التماس مع فصائل “درع الفرات” التي يشرف عليها الجيش التركي في جرابلس والباب والعريمة على أطراف منبج الغربية.
ويُذكر أن منبج كانت خارج سيطرة الحكومة السورية منذ عام 2012.
السودان ينتفض
بدأت المظاهرات في مدينة عطبرة شرقي السودان في 19 ديسمبر/كانون الأول احتجاجا على ارتفاع أسعار الخبز والوقود، وسرعان ما تحولت تلك المظاهرات إلى غضب شعبي عمّ أرجاء البلاد.
ومثل البلدان العربية الأخرى التي سبقت السودان في الاحتجاجات، فهي تسير على خطى “ثورات الربيع العربي” التي انطلقت من تونس فمصر وليبيا وسوريا وغيرها. كما أن أسلوب الحكومة كان يشبه كثيرا الأساليب التي اتبعتها البلدان العربية من حيث طريقة قمعها لتلك الاحتجاجات.
كما أن السودانيين أطلقوا هاشتاغات مختلفة باللغتين العربية والإنجليزية من قبيل “انتفاضة السودان” وإرحل يا بشير ” و”ثورة ثورة حتى النصر”.
وتفاعل العرب في بلدان عدة مع احتجاجات السودان، فمنهم من رآها استكمالا لم عُرف بثورات الربيع العربي ومنهم من حذّر السودانيين من الانجرار “وراء دعوات خراب البلاد كما يحدث في سوريا واليمن مثالاً”.

مقتل خاشقجي

أثار اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في القنصلية السعودية في اسطنبول ضجة إعلامية عالمية، إذ اتُهم العديد من الأسماء المقربة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. ولم يخفِ بعضهم اتهامهم المباشر لمحمد بن سلمان بعد أن وصلت التحقيقات إلى أقرب الناس إليه بمن فيهم شقيق ولي العهد، خالد بن سلمان.
وكانت السعودية قد وجهت التهمة رسمياً لـ 11 شخصا بالمسؤولية عن عملية قتل خاشقجي، نافية ضلوع ولي العهد أو معرفته بها.
وكان خاشقجي صحفياً سعودياً مقرباً من الأسرة المالكة السعودية قبل أن ينتقل إلى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة، منتقدا سياسات الأمير محمد بن سلمان.
وظل يكتب عمودا شهريا في صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول لإكمال بعض الأوراق الرسمية، إلا أنه لم يخرج بعدها أبداً.

تركيا في عفرين

في 21 يناير/كانون الثاني 2018، تقدم الجيش التركي والفصائل السورية المعارضة الموالية له إلى منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سوريا، وشنّ عملية عسكرية سماها “غصن الزيتون”، للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية التي كانت تدير عفرين منذ عام 2012.
أدت العملية إلى تشريد مئات الآلاف من الأكراد من قراهم باتجاه المخيمات في مناطق الشهباء شمالي حلب، وسيطر الجيش التركي عليها بشكل نهائي في فبراير/شباط من العام نفسه، لتكون المرة الأولى في تاريخ المنطقة التي يُهجر منها سكانها ويُستبدلون بنازحين من مناطق سورية أخرى.

الجوع يفتك باليمنيين

قدّرت منظمة إنقاذ الطفولة أعداد الأطفال اليمنيين الذين ماتوا جوعاً منذ بدء الحرب الأهلية في البلاد دون سن الخامسة بنحو 85 ألف طفل. أما بيانات الأمم المتحدة فأشارت إلى إصابة ما يقرب من 1.3 مليون طفل بسوء تغذية ناجم عن الصراع بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة اليمنية.

نقل الولايات المتحدة سفارتها إلى القدس

نقلت الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس في أيار/مايو 2018 تنفيذا لقرارها القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة تاريخية لإسرائيل. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخطوة بأنها صفعة على الوجه، مؤكداً أن واشنطن لم تعد الوسيط النزيه القادر على إدارة محادثات السلام مع إسرائيل.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد صرّح في ديسمبر/ كانون الأول 2017، بأنه سينقل السفارة إلى القدس حفاظاً على وعده الذي قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية عام 2016.
وقوبل القرار بالترحيب من جانب المحافظين والمسيحيين الإنجيليين الذين صوتوا لصالح ترامب.

قيادة المرأة للسيارة في السعودية

كان يوم 24 يونيو/حزيران من العام الحالي يوماً تاريخياً بالنسبة للمرأة السعودية، إذ عمت الاحتفالات أرجاء المملكة بعد تنفيذ قرار السماح للمرأة بقيادة سيارتها، وهو الحق الذي كانت محرومة منه.
وكانت النساء السعوديات يطالبن بهذا الحق منذ عقود، إلى أن أصدر الملك قراره القاضي بمنح الرخصة لهن.
وغطت معظم الصحف والقنوات العالمية هذا الخبر الذي اعتبره الكثيرون “ثورة” في المملكة وبداية الطريق نحو تنفيذ مزيد من الإصلاحات.
وكانت الحكومة قد اعتقلت سابقا العديد من النساء اللواتي أطلقن حملات المطالبة بحقهن في القيادة، منهن الناشطة سمر بدوي التي طالبت بإلغاء نظام وصاية الرجل وحق المرأة في قيادة السيارة.
وتميز عام 2018 في السعودية إلى جانب بعض الإصلاحات، بإرتفاع عدد المعتقلات النساء بتهم مختلفة مثل التعامل مع جهات أجنبية والعمالة لإيران وقيادة السيارة وغيرها.

زيارة البشير لبشار في سوريا

لاقت زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، المفاجئة لسوريا اهتماماً وتعليقات متباينة في الأوساط الإعلامية، إذ كانت الزيارة الرسمية الأولى لرئيس دولة عربية منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الواسعة فيها وتحولها إلى حرب أهلية قبل سنوات. وصفتها بعض الصحف بـ “استعراض بائس”، بينما رأى آخرون أنها “اعتراف بانتصار سوريا”.

انتخابات العراق

أجريت في العراق في 12 مايو/ أيار 2018، أول انتخابات برلمانية ورئاسية بعد الإعلان عن تحرير البلاد من تنظيم ما يعرف بـ “الدولة الاسلامية”.
وكانت هذه الانتخابات التشريعية الرابعة من نوعها منذ الإطاحة برئيس البلاد الراحل صدام حسين عام 2003. وانتهت نتائج التصويت بانتخاب عادل عبد المهدي رئيساً للوزراء خلفاً لسلفه حيدر العبادي، وبرهم صالح رئيساً للبلاد خلفاً لفؤاد معصوم.
 
حرب الجنرالات في الجزائر
شهدت الجزائر إقالات لشخصيات على مستوى رفيع لم تشهد البلاد مثلها من قبل. ففي سبتمبر/أيلول من العام الحالي عُين اللواء “سعيد شنقريحة” قائدا جديدا للقوات البرية خلفا لـ “أحسن طافر”.
كما عُين اللواء، حميد بومعيزة، قائداً جديداً للقوات الجوية خلفا للواء، عبد القادر لوناس، وأقيل الأمين العام لوزارة الدفاع الجنرال، محمد زناخري، ليخلفه غريس حميد.
وأقيل اللواء، لحبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى، إلى جانب قائد الدرك الوطني اللواء مناد نوبة.
ويحكم الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ 19 عاما، إذ تم انتخابه أربع دورات متتالية. وستتم الانتخابات الرئاسية المقبلة في أبريل/نيسان 2019.
وعلاوة على الخلاف بشأن الانتخابات الرئاسية، واجهت الجزائر مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية، من أبرزها الاحتجاجات التي شهدتها ورقلة جنوب الجزائر اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية.

“ليبيا بين إيطاليا وفرنسا”

تحولت ليبيا، منذ سقوط نظام الرئيس الراحل “معمر القذافي” في شباط/فبراير 2011، إلى ساحة قتال ودمار، وخلّفت فوضى وخاصة بعد توالد الميليشيات والجماعات المسلحة المدعومة من جهات مختلفة.
وقامت مبادرات عديدة لتهدئة الوضع وتسويته في ليبيا، وكانت آخرها مؤتمر باليرمو في إيطاليا، الذي حاول فتح باب الحوار بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير ،خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج.
وتتسابق كل من إيطاليا التي تدعم فايز السراج وفرنسا التي تدعم خليفة حفتر على فرض نفوذهما في ليبيا إلى جانب التوتر بين مختلف القوى المتصارعة في البلاد.
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP