الجديد

افتتاح ندوة وكالة (وات) حول التعاطي الاعلامي مع قضايا الهجرة في المتوسط

التونسيون (وات) –

افتتحت اليوم بقمرت الندوة الدولية حول التعاطي الاعلامي مع قضايا الهجرة في المتوسط التي تنظمها وكالة تونس افريقيا للانباء (وات) يومي الخميس والجمعة وذلك بالتنسيق مع رابطة وكلات انباء بلدان البحر الابيض المتوسط وذلك بحضور منير بن رجيبة كاتب الدولة لدى وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج وجورج بانينتاكس الامين العام لرابطة وكلات انباء البحر الابيض المتوسط (امان) وناجح الميساوي الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء وعدد من ممثلي وكالات الانباء المتوسطية وممثلي وسائل الاعلام الوطنية ومكاتب عدد من وكالات الانباء المعتمدة في تونس

وأفاد منير بن رجيبة كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج في افتتاح الندوة أنّ موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة نظرا للتحديات الجسيمة التي تُشكلها ظاهرة الهجرة ومختلف أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية،إضافة إلى الضغوطات الكبرى التي تفرضها الهجرة على دول العبور والمقصد وماتكشف عنه من ظروف قاسية يعيشها المهاجرون في دول المنشأ مضيفا أنّ الندوة ستُتيح فرصا لتباحث بنّاء بشأن الممارسات الصحفية الفُضلى عند التعاطي مع قضايا الهجرة وتوضيح الدور المنوط بعُهدة وسائل الإعلام، وخاصة وكالات الأنباء المتوسطية، في تبليغ المعلومة الصحيحة للمتلقي في إطار الالتزام بأخلاقيات المهنة الصحفية وإنارة الرأي العام.

وأشار الى أنّ الدبلوماسية التونسية تعمل بتوجيهات من رئيس الجمهورية قيس سعيد على تطويرعلاقات تونس في مختلف فضاءات انتمائها، وفي مقدمتها الفضاء المتوسطي، الاستراتيجي والحيوي للبلاد ، عبر التأسيس لشراكة فاعلة مع دول هذاالفضاء تقوم على أساس تبادل المصالح والمنافع وبما من شأنه المساعدة على أن يكون المتوسّط فضاءً للسّلم والأمن والاستقرار والتنمية المتضامنة ويستجيب لتطلّعات شعوب المنطقة.

وأشار الى حرص تونس على خلق آليات وأُطر جديدة للتعاون بين البلدان المُطلّة على حوض البحر الأبيض المتوسط في مختلف المجالات ومن بينها مجال الهجرة.

وبين كاتب الدولة ان تونس عملت على إرساء علاقات تعاون وشراكة مع أبرز الدول الأوروبية المتوسطية الصديقة في مجال الهجرة المتضامنة تقوم على مبدا المسؤولية المشتركة والسعي الى بما يساهم في فتح قنوات للهجرة

تشجيع الهجرة الدائرية التي ستمكن الشباب من فرص للتدريب

والتكوين ، بالإضافة إلى تحقيق مشاريع تنموية بتونس بالمناطق التي

تعرف منسوب هجرة مرتفع.

وبين انّ تداعيات جائحة الكوفيد والحرب الروسية الأوكرانية وما

تشهده منطقة الساحل والصحراء من نزاعات وعدم استقرار وآثار التغيرات

المناخية قد ساهمت في تدفّق غير مسبوق للمهاجرين غير النظاميين القادمين من

بلدان جنوب الصحراء والذين اتخذوا من بلادنا منصة عبور نحو أوروبا مشيرا الى أنّ .

تونس تعاملت مع المهاجرين غير الشرعيين في إطار ما تمليه قوانينها

الوطنية وتعهداتها المضمّنة صلب الاتفاقيات الثنائية وتلك المنبثقة عن الالتزامات

الدولية وفي كنف احترام المبادئ الإنسانية والأخلاقية وحقوق المهاجرين وكرامتهم

وحرمتهم الجسدية.

وقال انه ” إذ تؤكد تونس رفضها لتوطين المهاجرين غير الشرعييّن وطالبي اللجوء على

أراضيها، فإنها لا تدّخر جهداً، رغم محدودية إمكانياتها اللوجستية والبشرية

والأعباء الإضافية الهائلة التي تتحمّلها الميزانية، لمراقبة حدودها وحمايتها

والتصدي لشبكات الاتجار بالبشر ولمنظمي رحلات الهجرة غير النظامية

والوسطاء.

كما شدّد على رفض تونس القطعي للقيام بدور الشرطي في البحر الأبيض المتوسط، مع تجديد الدعوة

للدول الأوروبية لمراجعة مقاربتها، من خلال إعلاء روح الشراكة المثمرة والندّية

لرفع التحديات المتعددة الأبعاد ذات الصلة وتحسين ظروف العيش في بلدان المنشأ

والتعاطي مع هذه الظاهرة بصفة مسؤولة وموضوعية بمنأى عن التوظيف السياسي

خاصة لدى التيارات اليمينية المتطرفة التي تتخذ منها نقطة قارّة في برامجها

وحملاتها الانتخابية وتجنّد وسائل الإعلام المحسوبة عليها للترويج والدفاع عن

أطروحاتها المناوئة للمهاجرين.

ولاحظ ان تونس تعرّضت ولا تزال لحملة إعلاميّة ممنهجة تشكّك في مدى التزامها

بتعهداتها تجاه شركائها واحترم حقوق المهاجرين وتستنقص من جهودها المبذولة

للتصدّي لظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وقال منير بن رجيبة أن التحليل الإعلامي لقضية الهجرة في عدد من وسائل الاعلام الدولية يفتقد لللمصداقية ويظهر في بعض الأحيان توجهًا نحو التشويه وتكريساً للصور النمطية، مؤكدا انه على وسائل الإعلام أن تتجنب التحيز وتسعى لتقديم صورة أكثر دقة وتوازناً لاظهار ما تبذله تونس وغيرها من الدول من جهود للتصدي للمتاجرين بالبشر وتأمين الإحاطة بالمهاجرين غير النظاميين

ومن جهته أكد ناجح الميساوي الرئيس المدير لعام لوكالة تونس افريقيا للأنباء أنّ تنظيم الندوة الدولية حول التعاطي الإعلامي مع قضايا الهجرة في المتوسط تأتي في اطار ترؤس وكالة “وات” للرابطة المتوسطية لوكالات الأنباء في الفترة من ماي 2023 وماي 2024، وهي تؤكد انخراط الوكالة في برامج الرابطة وأنشطتها وخدمة للتعاون الإعلامي والتبادل الاخباري ومزيد تنشيطه بين وكالات الرابطة التسعة عشر.

وأوضح أنّ اختيار الموضوع المرتبط أساسا بثنائية الاعلام والهجرة يتنزل من منطلق الرهانات التي تطرحها الهجرة باعتبار أنّها قضية ذات أبعاد إنسانية واجتماعية واقتصادية وسياسية، خاصة في ظل تنامي حركة الهجرة غير النظامية في البحر الأبيض المتوسط و ما خلفته من مآسي وأحزان ناجمة عن موت وفقدان.

وبينّ أنّ وكالة تونس افريقيا للأنباء تعمل في اطر من الحياد والموضوعية والمصداقية على التعاطي مع قضايا الهجرة وخاصة من خلال نقل المستجدات على الساحة الوطنية ومتابعة أوضاع المهاجرين، سواء عبر نقل الأخبار عن مختلف دوائر التحرير عن الجهات الرسمية المعنية بمتابعة المسألة، أو من خلال أعمال ميدانية يقوم بها مراسلوها في الجهات، مثلما تنقل عبر دائرة أخبارها العالمية المستجدات المتصلة بهذه المسألة في حوض البحر الأبيض المتوسط والعالم عموما.

وأوضح أنّ الموضوع المطروح للنقاش والتفاعل و التبادل تمّ تحديده بالتعاون مع الأمانة العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية ممثلة في شخص جورج بناتاكس، الامين العام لرابطة وكالات انباء البحر الابيض المتوسط ايمانا من الوكالة والرابطة بأنّه لا بدّ من زيادة نشر الوعي بهذه القضية وبضرورة إيجاد حلول عملية لتطويقها والتعريف بالجهود التي تبذلها الحكومات كلها ومن بينها تونس التي تقدمت بمقترحات ومبادرات عديدة في عديد من اللقاءات والمؤتمرات الدولية من أجل إرساء مقاربة شاملة ومشتركة تقوم على البحث في حلول جماعية لهذه الظاهرة لمنع تفاقمها.

ولاحظ أنّ المعالجة الإعلامية لقضايا الهجرة وخاصة في جانبها غير النظامي يطرح على المهنيين التفكير في ضرورة الالتزام أكثر فأكثر بقواعد المهنة الصحفية وأخلاقياتها ونقل الحقائق والمستجدات بكل حياد وموضوعية حتى لا يصبح موضوع الهجرة غير النظامية ورقة للتوظيف والمغالطة وأحيانا التشويه.

كما أبرز الميساوي أنّ الندوة الدولية تنعقد في ظرف دولي دقيق، خاصة وأنّ الشعب الفلسطيني يرزح تحت عدوان غاشم ويعاني أقسى أنواع التهجير الناجم عن قصف متواصل للكيان المحتل ضدّ المدنيين والطواقم الاعلامية

وفي كلمته، هنأ جورج بينينتيكس الامين العام لرابطة وكالات انباء البحر الابيض المتوسط وكالة تونس إفريقيا للأنباء على نجاحها في استضافتها ندوة تتناول قضية على غاية من الأهمية على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن الهجرة موضوع إنساني واسع، حيث يهاجر الناس، وخاصة النساء والأطفال، من بلدانهم لأسباب مختلفة، كالظروف اللاإنسانية والفقر والحروب والعوامل الطبيعية.

وأكد أنه من بين أدوار وسائل الإعلام، الضغط على السلطات والحكومات والوكالات الدولية لإطلاق مشاريع ومكافحة المشاكل والتحديات المتعلقة بالهجرة وتهيئة الظروف اللازمة لتشجيع الناس على تعمير أوطانهم.

وتتواصل اشغال الندوة غدا الجمعة في يومها الثاني والاخيرمن خلال تنظيم زيارة ميدانية بحرية صباحية للاطلاع على اساليب عمل وحدات الحرس الوطني البحري في مراقبة الحدود التونسية .

وسيتم بعد ظهر يوم غد مناقشة مواضيع تتعلق بالخصوص بعلاقة الاعلاميين بمصادر الخبر الرسمية في علاقة بمستجدات الهجرة اضافة الى التطرق الى موضوع شبكات التواصل الاجتماعي وقضايا الهجرة الى جانب التغطية الاعلامية لقضايا الهجرة في حوض البحر الابيض المتوسط .

موقع " التونسيون " .. العالم من تونس [كل المقالات]

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP