الجديد

الشاهد في دافوس: "فسحة ديبلوماسية"

تونس- التونسيون
وصف الموقع الفرنسي lemonde-arabe.fr  زيارة رئيس الحكومة يوسف الشاهد لدافوس بأنها “بلا استراتيجية و بلا رؤية و أن تونس تحولت لدافوس فقط للصيد أو البحث عن مساعدات دون التركيز على اقناع الجهات المانحة في العمق. و انتقد أحد الخبراء الحضور التونسي بدافوس لكونه لم يستثمر المكاسب التي حققتها تونس بعد الثورة كالحريات و المصادقة على قوانين داعمة لها.  واعتبر الموقع أن الزيارة لا تعدو أن تكون مجرد  “فسحة  ديبلوماسية”،  التي غابت عنها الرؤية، فالشاهد لم يركز في حديثه سوى على “أن التحول الديمقراطي له ضريبة اقتصادية”، وأهمل المطلوب منه قوله في هكذا مواعيد اقتصادية ودبلوماسية دولية كبيرة.
قال الخبير الاقتصادي ارام بلحاج في تصريح للصحفية التونسية منيرة البوتي في مقال لها بموقع lemonde-arabe.fr  انه “لا شيء استراتيجي قيل” من قبل يوسف الشاهد خلال زيارته إلى دافوس . وبحسب بلحاج فان المشاركة في ملتقى مثل دافوس فرصة لا تفوت وهو الذي حضره في دورة هذه السنة بين 60 رئيس دولة وحكومة ، قادة المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، بنك التنمية الآسيوي) والمنظمات الدولية الكبرى ، بالإضافة إلى 3200 أو أكثر من قادة الأعمال.
رحلة سيئة الإعداد
وتابعت الصحفية منيرة البوتي في مقالها حديثها عن المشاركة التونسية في دافوس (22 – 24 جانفي 2019) ، مشيرة الى أن الشاهد التقى بعدد من ممثلي المؤسسات المالية والمانحين الدوليين.
ولكن أيضاً قادة العالم والفاعلين الاقتصاديين الرئيسيين ، بما في ذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ورئيس رواندا ، وبول كاغامي ، والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ، ووزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل على وجه الخصوص. رحلة دبلوماسية انتقدها بعض الخبراء ، واصفاً الوجود التونسي في دافوس بأنه “غير مستعد بشكل جيد”،  “لا يمكن أن تكون زيارة من هذا النوع مفيدة إلا من خلال دعامتين: تحديد قيمة التأكيد على النجاحات و المكاسب ، مثل الحريات ، والقوانين الاجتماعية والاقتصادية التي تم التصويت عليها ، والديناميات المرتبطة بالعملية الديمقراطية ، وما إلى ذلك ، ووجود رؤية “استراتيجية للشركاء والمانحين ،” مثلما يرى الدكتور في الاقتصاد ارام بلحاج.
ووفقاً لبلحاج ، فإن مشاركة يوسف الشاهد في المائدة المستديرة حول الافاق الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA) (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) كانت ستمثل “فرصة جيدة للغاية لتقديم هذه الرؤية الاستراتيجية. لكن، لسوء الحظ  لم يُقل شيء استراتيجي في هذه المائدة المستديرة. حيث ناقش رئيس الحكومة مسألة التحول السياسي وتكلفته الاقتصادية، وناقش الحاجة إلى التكامل الاقتصادي لبلدان المنطقة ، من بين أمور أخرى.
و حسب الخبير الاقتصادي ارام بلحاج فان المشاركة  كان من المفروض أن تمثل فرصة مناسبة لتقييم المزايا النسبية التي تمتلكها تونس بشكل أفضل ، ولكن أيضا وقبل كل شيء أن يتم بشكل أفضل ابراز التحضيرات لتونس في عصر الثورة الصناعية 4.0 ، مع التحولات الرقمية والتكنولوجية في التقدم، وهو ما لم يحصل وفق بلحاج. على الرغم من أن الرئيس المؤقت للبنك الدولي كريستالينا جورجيفا ابدى التزام المؤسسة المالية بمواصلة تعزيز دعمها لتونس.
“كلمات لطيفة”
وذكر بلحاج في حواره مع موقع lemonde-arabe.fr بالتقرير الذي  نشره المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية (ITES) ، وهو مؤسسة فكرية تحت إشراف رئاسة الجمهورية ، بعنوان “تونس عام 2025” ، حيث توجد “رافعات قطاعية مهمة”. مشيرا الى أنه  كان باستطاعة رئيس الحكومة الاستفادة من دافوس إذا كانت لديه إستراتيجية … لأنه “إذا لم نضع  مسارا استراتيجيا واقتصاديا لبلدنا ، فلن يكون لدينا سوى كلمات لطيفة و وعود من شركائنا والمانحين”، وفق تعبيره.
وأختتم الصحفية منيرة البوتي مقالها في  lemonde-arabe.fr بالإشارة الى اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بأعضاء وفد يوسف الشاهد في المنتدى الاقتصادي العالمي. اذ سأل وزير الاستثمار ، زياد العذاري:  إذا كان المجتمع الدولي يدعم تونس بشكل كاف؟، وتابع:  “اسمحوا لي أن أعرف، هذا يهمني كثيرا “، قبل الإضافة : “أود أن آتي إلى تونس لأرى عن كثب هذه التجربة المبهجة ، الفريدة في المنطقة والمريحة للغاية”، كلمات لطيفة ، باختصار، كما تقول صاحبة المقال.
رابط المقال:
https://lemonde-arabe.fr/25/01/2019/tunisie-davos-un-coup-pour-rien-chahed/
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP