الجديد

السبسي يضغط بملف "الجهاز السري" على النهضة والشاهد  

التونسيون نبيل البدوي
مرّة أخرى يثير الرئيس الباجي قائد السبسي ملف الجهاز السري لحركة النهضة الذي طرحته هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي في أحدث حواراته مع جريدة العرب اللندنية الصادر اليوم الثلاثاء 29 جانفي 2019.
الرئيس الباجي قائد السبسي أحرج حركة النهضة بدعوتها الى ” عدم الخوف ” من القضاء طالما أنٌها بريئة من التٌهم الموجٌهة إليها فيما يتعلٌق بهذا الملف الأمني الخطير جدا الذي يضع مدنية الحركة وصفتها الحزبية محل تساؤل كبيرين.
في تأكيده على ضرورة معرفة الحقيقة فيما يتعلٌق بهذا الملف وصحة وجوده أولا ومدى ارتباطه بالاغتيالات التي حدثت في تونس خلال فترة حكم الترويكا بزعامة النهضة  يريد الرئيس الباجي قائد السبسي أن يبين أنه بصدد القيام بمهمته في الدفاع عن الأمن القومي وهذا من بين صلاحياته  كما انه يحرج رئيس الحكومة الذي ما زال يلازم الصمت فيما يتعلٌق بهذا الملف الخطير
أكد رئيس الجمهورية مرة اخرى على ضرورة مواصلة الأبحاث لكشف الحقيقة التي يطمح لها كل التونسيين بل نصح النهضة بأن تكون أولى المطالبين بكشف الحقيقة لإثبات براءتها أمام التونسيين.
التأكيد على مواصلة البحث في قضية الجهاز السري تعيد الى الأذهان المعارك الشرسة بين النظام والإسلاميين إذ تورطوا في أحداث عنف لم ينكروها مثل جريمة باب سويقة شتاء 1990 وتفجيرات السٌاحل صائفة 1986 والتي برروها بانعدام الديمقراطية واضطرارهم للعمل في السرية على غرار بقية الحساسيات الأخرى العروبية واليسارية، لكن بماذا يمكن ان يبرر اليوم الاسلاميين  احتفاظهم بجهاز سري لو أثبت القضاء ذلك ؟
الواضح أن الرئيس الباجي قائد السبسي أراد حشر حركة النهضة وحليفها الجديد يوسف الشٌاهد في الزاوية. ومن هنا فهو لا يطرح نفسه كخصم إيديولوجي للحركة، ولا يلوح أيضا باللجوء الى المعالجة الأمنية لتصفية وجودهم السياسي كما فعل بورقيبة وبن علي.
لكنٌه في المقابل يتمسك بعلوية القانون واحترام مؤسسات الدولة، فكيف ستتفاعل حركة النهـضة مع الضغوطات المتواصلة عليها بسبب هذا الملف وشبهة تورطها فيه ؟
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP