الجديد

تونس المريضة .. حسا ومعنى

غازي معلى
تعيش تونس اليوم أسوأ المراحل في تاريخها الحديث وتحديدا منذ بناء الدولة الوطنية/ دولة الاستقلال، فالرئيس المنتخب من الشعب مباشرة و بصفة شفافة و لأول مرة في التاريخ صار غارقا في رمال متحركة  بسبب خياراته و خيارات من هم  حوله او كانوا من حوله قبل انتخابه و بعد وصوله لقرطاج.
ورئيس الحكومة غير قادر على ايجاد حل لأي من المشاكل المتراكمة و اولها أو على رأسها مع اتحاد الشغل.
ومجلس النواب لا يصدر القوانين بالسرعة المطلوبة و هنا لا نتحدث عن كم المشاريع والقوانين التي وضعت في الادراج تنتظر الفرج حتى تناقش في اللجان او في الجلسة العامة.. ربما لا يذكر النواب انهم من الناس واليهم يعودون. لكن أسفي على هؤلاء الناس الذين لم يرتقوا بعد الى مرتبة المواطنة. وها هم يتصارعون ويتقاتلون كلما سنحت الفرصة تونس اليوم في اسوأ أيامها .
الخطر الاقتصادي الداهم ينذر بانهيار مالي، لا تحمد عقباه بالطبع. والتغيرات الإقليمية و الدولية ماثلة بقوة، وقد قرأنا باستغراب زيارة رئيس حكومة إسرائيل الى المغرب و ما يحدث في الجارة ليبيا و ما هي تداعياته على مستقبل تونس.
ملفات عالقة بالجملة: البطالة هذه القنبلة الموقوتة التي كانت اهم سبب وراء سقوط نظام بن علي و التي لم نجد حل لها منذ 2011 حلا و الأجور و المقدرة الشرائية المتهرية و اما التهريب و الاقتصاد الموازي فحدث و لا حرج.
دون أن ننسى وضع  القضاء و الملفات العالقة مثل  قضية الشهدين الى ملف الجهاز السري الذي لا نبالغ بالقول أنه أربك المشهد السياسي وربما القادم سيكون أكثر ارباكا في علاقة بهذا الملف.
أما مشاكل المناطق الداخلية من تنمية و حياة كريمة و مرافق حديثة فلا فائدة من تكراره امام كل هذا نجد وزراء ونواباً يتصدرون منابر الإعلام اليومي و يهللون لإطلاق مشروعهم السياسي الجديد الذي لم يفسر احد منهم ماهي التي الوصفة التي سيقدمها لاخراج تونس من ازماتها، تونس التي أصبح في وضع المريض “حسا ومعنى” كما قال صاحب كتاب “الاتحاف”، ابن أبي ضياف..
وبالمناسبة نقول ان  القفز من مركب غارق الى مركب اخر لا يصنع زعامة و لا يجمع أنصاراً و لا يعبئ ناخبين لانتخابات قريبة من لا يصارح شعبه بحجم مصيبته الحقيقية و لا يقترح حلولا عملية تصدق و ممكن ان تطبق سيكون ظاهرة إعلامية سرعان ما تنسى كغيرها من الظواهر التي سبقتها في ظل هذا الكم الهائل من المشاكل المتسارعة.

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP