الجديد

المناظرات الرئاسية .. تشوش على الناخب أكثر مما تساعده

تونس- التونسيون
من حيث الفكرة، فان المناظرات بين المترشحين للاستحقاق الرئاسي، تقليد مهم ومتعارف عليه في الديمقراطيات الغربية، التي نقلدها ونستلهم منها وهذا ليس بالسلبي، لكن شريطة أن نلتزم بتوفير كل ضمانات وشروط نجاح هذا التقليد.
وأن لا يتم افراغه من محتواه ، ويصبح مجرد شكل بلا روح وبلا معني، على غرار المناظرات التي شاهدناها ليلة البارحة السبت 7 سبتمبر 2019 ، وذلك بمناسبة الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المقرر ليوم 15 سبتمبر الجاري.
مناظرات ليلة السبت  كانت روتينية وباهتة وغابت عنها الأسئلة الحقيقية، كما أننا لم نشاهد مناظرات وفق التعريف اللغوي والاصطلاحي للكلمة، فكانت أقرب الى الحصة التلفزية “بين المعاهد” التي كانت تبثها تلفزتنا الوطنية، زمن الأبيض والأسود وفي غياب التعددية التلفزية.
بالمناسبة، أريد أن أشير الى أن مناظرات ليلة السبت كانت بمثابة دعاية لما أسميه ب “الترف الديمقراطي” ،  من حيث الشكل الاستعراضي والترويج المسبق وغياب المعنى والجدية في طرح الأسئلة، وهو ما جعلها لا تعبر عن واقع مسار الانتقال الديمقراطي الجاري في بلادنا، هذا المسار الذي يواجه صعوبات قد تنذر بإمكانية حصول ردة، بالنظر للتحديات الكبيرة التي يتداخل فيها الداخلي بالإقليمي وبالدولي.
في الأثناء يتغافل بعض المتابعين عن جهل أو سوء نية عن ادراك أن الانتقال الديمقراطي يمر بمرحلة فارقة وأنه من الواجب التداعي الى حمايته وحراسته لا السقوط في مقارنات مع محيط عربي معادي لفكرة الديمقراطية والتعددية وبالتالي التبجح بما يسمى ب “الاستثناء التونسي”.
كما أن مناظرات ليلة البارحة هي في التوقيت الخطأ في غياب اعداد جيد يبدأ من توفير شروط المناظرة الحقيقية لا مجرد الاكتفاء بأسئلة روتينة وعامة وفضفاضة أجاب عليها المترشحين في كل لقاءاتهم الاعلامية طيلة أسبوعين وأكثر.
هذا فضلا على انه لا معنى لمناظرات في الدور الأول، التي تصبح معقولة ومجدية بل وضرورية في الدور الثاني، حينها نجد متنافسين وجها لوجه.
ان صيغة المناظرة لحد الان غير مقنعة و غير مساعدة على تحقيق هدف المقارنة للمساعدة على تثبيت قرار الناخب أو إقناع المترددين…
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP