الجديد

اتفاق الرياض حول عدن .. توحيد الفرقاء لإحلال السلام

بسام عوده
بدأت منذ أسبوع ظهور المؤشرات الاولى لتحرك سعودي لإنقاذ عدن التي تشهد صراعا بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي سيطر على المواقع الحيوية في عدن العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية.
كان الوضع مريبا واظهر الموقف تمزق الممزق ، اليمن الذي يعاني من ويلات الحرب اصبح مستنقع لتصفية الحسابات وتقسيم الأدوار ، من هنا السعودية ادركت خطورة ما يحدث وهي معنية بما يجرى على الساحة اليمنية.
تحرك السفير السعودي في اليمن آل جابر بحنكة وقام بإجراء مشاورات صامتة بين الأطراف المختلفة ضمن رؤية الرياض لإنقاذ عدن لمواجهة ايران واتباع الحوثي ، وتحركت القيادة السعودية بالتوازي مع ما يجري في العراق ولبنان من رفض للتواجد الإيراني هناك.
اذ برزت من خلال الحراك  في هذه الأقطار حالة من الاحتقان واليأس الذي ظهر في شعارات معادية (للشيعة الفارسية ) شعوب ادركت ان الدين والمذهب غطاء لأجندة سياسية في ظل العيش المرير والمعاناة اليومية التي وصلت حد الفقر.
درست السعودية  الوضع بتمعن مع الامارات الداعمة للمجلس الانتقالي وأنشأت خط ساخن مع ابو ظبي من اجل تخطي المرحلة لتوحيد الفرقاء لمواجهة ما يجري في صنعاء بعد انقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة.
يعد اتفاق الرياض  خطوة أولى من اجل عودة الحياة الى حالتها الطبيعية وعودة المؤسسات ودعم الاقتصاد المنهار ، وتشير مصادر إعلامية مطلعة بالرياض ان هناك قنوات اتصال من اجل دخول الحوثيين في حوار يمني – يمني .
وتجدر الإشارة الى  ان رئيس وزراء الباكستاني عمران خان قام بزيارة ايران بهذا الشأن وأنه يجري تشاور من اجل تبادل الاسرى بين الحوثي والسعودية.
أخذ الاتفاق  بعدا دوليا ، رحبت  فرنسا لهذا الاتفاق ، من جهته قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم مارتن غريفيث “إن هذا الاتفاق يرسم ملامح المرحلة المقبلة ويمثل خطوة مهمة في جهودنا الجماعية الرامية إلى التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن”.
وعبر غريفيث عن أمله في أن تعزز هذه الاتفاقية الاستقرار في عدن وتوطده في المحافظات المحيطة بها وتنعكس ايجابا على تحسين في حياة المواطنين اليمنيين، حسب تعبيره.
كما حصل تفاؤل بين اليمنيين في المناطق الآمنة، عبر تنويه بالاتفاق الذي تم بين الأطراف بجهود ومسعى سعودي.وهذا يمهد لعودة الحكومة اليمنية الى عدن وإعادة تشكيل الحكومة حسب التوافقات التي أفرزت ان الحل السياسي اصبح ضرورة ملحة وهناك بوادر للإحلال السلام بمشاركة الحوثي بشرط ابعاد التدخل الإيراني.
وفي هذا السياق عبر سفير السعودية في تونس “لموقع التونسيون “محمد بن محمود العلي عن سعادته لهذا الاتفاق المهم الذي يحقق رؤية المملكة والقيادة السعودية لوقف النزاع في اليمن” ، مضيفا بأن المملكة حريصة على تحقيق الوفاق ووقف التناحر بين الفصائل اليمنية.
و حول المصالحة مع اتباع الحوثي تابع سفير المملكة بتونس قائلا : “نحن يهمنا بالدرجة الاولى استقرار اليمن وإذا المكون اليمني يرغب في ذلك فان المملكة ستكون داعمة لما يحقق الامن والاستقرار ليعود اليمن الى حالته الطبيعية” ، مؤكدا على “ان القيادة السعودية  ستدعم اليمن اقتصاديًا من اجل تحقيق العيش الكريم للشعب اليمني” ، مشيرا الى “ان المجتمع الدولي بارك هذا الدور المحقق للسلام”  في اشارة الى اتفاق الرياض الذي يبشر بإنهاء الصراع واستئصال بؤر التوتر وعدم التدخل الخارجي الذي يؤثر على مسار السلام المأمول .

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP