الجديد

الدكتورة نائلة السليني: الديمقراطية ستعيد الاسلاميين الى حجمهم الطبيعي  

تونس- التونسيون
قالت الدكتورة نائلة السليني أستاذة الحضارة في جامعة سوسة والمتخصصة في تفسير القرآن والتحولات الاجتماعية في حوار مع الشروق نشر صباح اليوم أن صعود الإسلاميين كان مرحلة لابد منها حتى يكاشف المجتمع أنهم حركة سياسية مثل كل الأحزاب وليسوا ناطقين لا باسم الله ولا باسم الإسلام واعتبرت أن الديمقراطية وصناديق الانتخابات كفيلة بإعادتهم الى حجمهم الطبيعي كحركة محافظة ترفض التفاعل مع التحوٌلات الاجتماعية.
وفي نفس السياق اعتبرت ان شيوخ الزيتونة وبعض أساتذة الجامعة الذين يهاجمون مشروع قانون المساواة في الميراث ليس لهم أي علاقة بالفقه ولا بالعلم .
وقالت الدكتورة نائلة السليني “وشهدت عليهم ألسنتهم أنّهم لا يفقهون من علوم الفقه شيئا، نفس المادة والتبريرات يمرّرونها بينهم حتى علاها الاهتراء. وصدّقني كلّما ظهر منهم اسم جديد تعاملت معه بصفة موضوعية، آملة أن أعثر على معرفة بالنصوص القديمة أو على مخارج تشدّني حتى وإن كنت أختلف معها، لأنّي أرى أنّ اختلافنا هو اختلاف “تنوّع” كما يقول القدامى لا اختلاف “تضاد”. لذلك أجبت في المرّة الأولى لأنّي ظننت أنّهم يتحدّثون عن “قطعية الدلالة في النصّ القرآني” وهم يدركون ما هو النصّ القرآني، ولكن عندما وجدتهم في غيّهم ماضين يئست وعلّقت حبائل الامال، لأنّي عاجزة عن إقناعهم إيديولوجيا، فأنا والإيديولوجيا خطّان متوازيان لن يلتقيا.”
وأكدت الدكتورة نائلة التي تعرٌضت لحملات شيطنة من أنصار الإسلاميين أنٌه لابد من قراءة النص بمنطق التاريخ ودٌعت لتجديد المقاربة في قراءة النص الديني وفي هذا السياق قالت “ولذلك أتعجّب ممن يغيّر مساره البحثي ليعلن أنّه مشتغل بنصوص التراث الديني، في الحقيقة هو في بداية اكتشاف هذه النصوص التي تتكتم على أنساق دلالاتها ولا تمنحها سوى لمن اعتركها وعرف أفخاخها .
واليوم أكاد أقول إنّ تجديد المقاربة في قراءة النصّ الديني بدأ يدرك معالم طريقه، وذلك بتشريك الناس في هذه الهواجس، فلم يعد الباحث جالسا في صندوق عاجي وإنّما عليه أن ينزل إلى البنى العميقة في المجتمع حتى يقدر على محاورة مشاغل القدامى بمشاغل الحاضر فيتبيّن له ذاك الخيط الرفيع الذي يربط الماضي بالحاضر، ويستطيع أن يستنتج أنّه خيط ثقافي بالأساس، ولا علاقة له بالمقدّس. فاليوم الذي تبلغ فيه النخب المثقفة درجة اقناع الناس أن المقدّس شيء محفوظ ومنغلق على نفسه وأنّ جلّ مصنّفات التراث التفسيرية والفقهية ليست سوى فهم مخصوص ونتاج تأويلي حافظ على انسجام المجتمعات في فترات مخصوصة ، وهي لم تعد تعنينا بل وقاصرة عن استيعاب مشاغلنا، يوم نبلغ هذه المرحلة تسهل عملية المقاربة الاجتهادية وتجديد النص الديني” .
وخلافا للكثيرين اعتبرت أن صعود الإسلاميين الى الحكم في الدول العربية ومنها تونس كان مرحلة لابد منها رغم الثمن الباهظ الذي دفعته وتدفعه الشعوب العربية تحت حكم أحزاب فاشلة ولا تملك حلولا لشيء ليكتشف الشارع حقيقتها وفي هذا السياق قالت “فأنا مقتنعة أنّ صعود الإسلاميين إلى الحكم مسألة أساسية، وأعلم انّها محنة صعبة بالنسبة إلى المجتمع لكن لن يستطيع هذا المجتمع أن يقطع مع هذه الظاهرة إلاّ بمواجهتها، ففي عهدي بورقيبة وبن علي كان المجتمع شبه مقطوع عن حقيقة هؤلاء الإسلاميين، ولم يحفظ لهم سوى قمع الحاكم لهم، والسجون… بينما كان يجهل تماما الأسباب الكامنة وراء محاكمتهم.
لكن منذ 2011 تفطّن المجتمع بعد أن عاشرهم إلى مشروعهم السياسي والاجتماعي، وأدرك طيلة هذه السنوات أنّ خطرهم كامن في صمت ويمرّر في العروق، كما أدرك أنّهم لا يملكون مشروعا إصلاحيا كان أو تحديثيا، وإنّما غرضهم افتكاك الحكم لا غير، وأنّ وعودهم هي عبارة عن شمروخ ويفتقرون إلى خبراء عكس ما يسوّقون له. لذا فإنّ المرور بهذه التجربة مسألة حتمية، وأعترف أنّها في البداية كانت محفوفة بالمخاطر ، لأنّها تضع المجتمع على محكّ التجربة.. لكن والحمد لله أدركنا أنّ مجتمعنا محصّن.”
ويذكر أن الدكتورة نائلة أصدرت عديد الكتب والبحوث وساهمت في عشرات الندوات الفكرية حول تجديد قراءة النص الديني وتحليل النص القرآني .
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP