الجديد

رؤوف بن عمر: "أعمالي الجديدة تعد من أهم الانتاجات في حياتي وسأمثل حتى النفس الأخير"!

حاورته: يسر العوني
 شاركت بفيلمك الجديد “قبل ما يفوت الفوت ” في الدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية ضمن برمجة الأفلام التونسية لماذا لم يتم إختيار الفيلم في المسابقة الرسمية للأعمال الطويلة ؟
 لجنة إنتقاء الأفلام لم تختار” قبل ما يفوت الفوت ” للعرض في المسابقة الرسمية و الأكيد أنها لديها أسبابها الخاصة .
كيف تعرف فيلم “قبل ما يفوت الفوت”؟
 هو فيلم ينتمي إلى نوع جديد من الأعمال السينمائية في تونس “فيلم الكوارث” حيث تكون طريقة التصوير والمواضيع التي تتطرق إليها السينما مختلفة و هذا الفيلم يندرج ضمن نوعية سينما المبدعين الشبان الذين يفاجئوننا كل عام بابداعات طريفة.
الفيلم  يعتمد على تقنية الكاميرا الذاتية التي يتم استعمالها لأول مرة في تونس وهو يصور مأساة يعيشها المواطنين التونسيين كل يوم .
و شخصية “علي” تشبه العديد من الناس الذين مازالوا يبحثون عن الكنوز ويقيمون بجلب خبراء من المغرب للتنقيب عليها.
ماهو دورك في قبل ما يفوت الفوت؟ 
 أجسد شخصية “علي “خياط (تارزي) هو إنسان بسيط ,عامل يومي ورب أسرة تتكون من أربعة أفراد يسكن في خربة مع عائلته ويبحث عن كنز تركه جده بناء على وصية والده المتوفي من أجل توفير حياة كريمة لعائلته .
“علي” هو أب ضعيف الحال فهو لايملك أية موارد أخرى ورغم ذلك يقوم بإعالة إبنيه اللذان تحصلا على شهائد جامعية  إلا أن حريق سيندلع في المكان مما يجعل همه الوحيد يصبح انقاذ عائلته قبل ما يفوت الفوت .
الفيلم هو بطولة جماعية مشتركة  Huit Clos مع ربيعة بن عبد الله ومجد مستورة وسلمى المحجوبي.
مالذي دفعك للمشاركة في الفيلم ؟
 قبل “ما يفوت الفوت” يمثل تحدي شخصي بالنسبة لي بعد مسيرة خمسين عاما تجربة في الفن و دور”علي” أقنعني لأنه دور عميق جدا والشخصية تشبه الكثير من الأباء في تونس وهي ضحية لظروفها الاجتماعية القاسية.
كذلك أحببت فكرة وسينايو الفيلم لأنه يمثل أول “فيلم كوارث” في تونس وهي بادرة من مخرج شاب “مجدي لخضر” يتناول فيه أمور طريفة ويطرح المواضيع التي بامكانها أن تتوفر في السينما العالمية.
كيف جاءت مشاركتك مع المخرج الشاب “مجدي لخضر” في أول عمل سينمائي طويل له ؟
قبل عشر سنوات شاركت في شريط قصير لمجدي عندما كان طالبا وتواصلت العلاقة بيننا الا أن اقترح علي” قبل ما يفوت الفوت “.
 هل دعمك للسينمائيين الشبان هو رسالة توجهها لكبار الفنانين ؟
نعم هو رسالة للفنانين الكبار نحن في جيلنا عندما كنا شباب وجدنا دعم ومساندة من أهم الفنانين انذاك كمؤسس المسرح التونسي علي بن عياد واخرين.
كيف كانت تجربتك في “قبل ما يفوت الفوت” ؟
 قمنا بالتصوير في Sous sol في ظروف صعبة وقاسية للغاية لمدة ساعات طويلة وهو ما أتعبتني وأنهك كل فريق العمل لكن الحمد لله النتيجة كانت رائعة .
ماهو رأيك في أصداء عرض الفيلم ؟
 “قبل ما يفوت الفوت “هو أول فيلم تستقبله الصحافة بكل هذا الحب والترحابة ,بهذه الطريقة الرائعة وهو يعرض حاليا في تسعة قاعات سينمائية في العاصمة وفي سوسة وصفاقس.
وتم التسويق له بطريقة جيدة جدا وهذا يعود لمجهودات المنتج “محمد علي بن حمرا” والمكلفة بالإتصال “سمية الجلاصي” اللذان قاما بدورهام في سياسة الاتصال مع كافة وسائل الإعلام و التعريف بالفيلم في كل الجهات التونسية وهما مشكوران.
لماذا يتقاعد المبدع التونسي والعربي ؟
 أنا ضد فكرة تقاعد الفنان ,المبدع والمثقف يجب أن يكون ضمير شعبه ومهنة الفن تمتازعن باقي المهن فيها برشة عطاء ومحبة وغرام كبير.
مادام هناك عروض مناسبة تحترم مسيرة وتاريخ الفنان يجب أن يستمر في الابداع.
“شخصيا سأمثل حتى النفس الأخير وما يحفزني للاستمرار في التمثيل هو نجاح الأعمال الأخيرة التي قدمتها وإقبال الجمهور عليها بكل حب.”
“أعمالي الجديدة تعد من أهم الإنتاجات في حياتي” إذ قدمت خلال هذه الخمس السنوات عدة أفلام مختلفة “تونس الليل”
“الجايدة” “حب الرجال” ومؤخرا “قبل ما يفوت الفوت”.
ماهو تقييمك للدورة الأخيرة من أيام قرطاج السينمائية ؟
 كانت دورة ناجحة لأيام قرطاج عرضت فيها أفلام قيمة خاصة فيلم “نورا تحلم” الذي تحصل على التانيت الذهبي لأفضل عمل سينمائي طويل خلال هده الدورة وقد استحقه عن جدارة خصوصا أن النجمة “هند صبري” أبدعت في أدائها لدور البطولة فيه والمخرجة “هند بوجمعة” تميزت في إدارة الممثلين طوال فترة التصويرلكن هذه السنة أثر بقوة غياب مدير الدورة الراحل “نجيب عياد” على المهرجان مما جعل حالة من الحزن تخيم على المشهد العام للأيام.
هل سيكون “قبل ما يفوت الفوت” متواجدا في مهرجانات عربية وعالمية ؟
 الفيلم يشارك حاليا في مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسيكون متواجدا في عدة مهرجانات عربية ودولية ذات صيت هام .
ماهو تقييمك للساحة الفنية اليوم في تونس والعالم العربي ؟
 في تونس الأجيال الجديدة تفاجئنا كل يوم بأعمال إبداعية هامة لكن في مصر التي تعتبر “أم الدنيا في الفن” أصبحت تسعين بالمائة من الأعمال الفنية ذات صبغة تجارية ربحية والأفلام الجادة تنتج مرة في الخمس سنوات.
للأسف الخواص هم المتحكمون في قطاع الانتاج السينمائي اليوم في العالم العربي .
قبل عامين حصدت الجائزة الأولى لأفضل فنان عربي في مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم “تونس الليل” التي تم منحها لأول مرة لفنان تونسي وعربي من خارج مصر وعقب نيلها الذي أعتبره تتويج لمسيرة خمسين عاما من الفن انتقدت واقع وخيارات الانتاج السينمائي المصري والعربي في تصريح لجريدة “الاهرام “.
لكن الحمد لله  تونس تشجع السينمائيين الشبان وكم جميل أن نرى قاعات سينمائية متواجدة في أكبرالمركبات التجارية وهي بادرة مهمة  للخواص ورجال الأعمال التونسيين .
ماهي كلمتك لجمهورك الكبير في كل مكان ؟
الجمهور هو الأساس , فبلا جمهور لا يوجد فن.
أحي جمهوري العزيز وأدعو الناس للذهاب لقاعات السينما بكثافة و إصطحاب أطفالهم معهم من أجل تشجيع السينما التونسية وتربيتهم على الحس الفني .
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP