الجديد

"حصاد الخميس الاسود ": "ارتباك" برلماني و"طمأنة" حكومية

خديجة زروق
لم يكن يوم الخميس 27 جوان الفارط عاديا و لا يمكن باي حال ان يتم تجاوز تداعياته بسرعة . فقد تزامن تفجيرين ارهابيين مع  ازمة صحية المت برئيس الجمهورية و فرضت نقله على جناح السرعة الى المستشفى العسكري بالعاصمة .
و قد خلق هذا التزامن الى حالة من “الارتباك ” خاصة في مجلس نواب الشعب مثلت الارضية الخصبة لانتشار اشد الاشاعات جنونا ما دامت قد تراوحت بين الاعلان عن وفاة رئيس الجمهورية و وجود محاولة انقضاض دستوري على السلطة .
اذا كانت وقائع الخميس الاسود قد اصبحت خلف الراي العام فان بعض الاستخلاصات تفرض نفسها خاصة و ان بعض تفاصيل هذا اليوم  وما عاشه “مجلس نواب الشعب” ستبقى موضوع جدل و روايات متناقضة لأسابيع لان التنافس الانتخابي يمثل الخلفية التي تنزل فيها أحداث “خميس جوان الطويل” و لان بعض الفاعلين السياسيين يعتبرون انه يجوز استعمال كل الوسائل للتخلص من الخصوم السياسيين و لإرباكهم .
في هذا المناخ تميز أداء الحكومة ورئيسها بما يمكن وصفه بسلوك جنح ل “الطمأنة” و “الهدوء”، من هنا نستطيع القول بأن الحكومة تجاوزت تداعيات ازمة “الخميس الاسود”،  كما تجاوز رئيس الحكومة يوسف الشاهد  وقائعه باقل الخسائر الممكنة، في مناخ سياسي تغلب عليه مظاهر التوتر، كما سبق وأن أشرنا.
اذ تمت محاصرة وقع التفجيرين الانتحاريين، في المستويين الداخلي وكذلك الخارجي،  ما يفسر عدم اتجاه  سهام النقد للحكومة،  فقد تحرك رئيس الحكومة بشكل سريع و تحول الى شارع الحبيب بورقيبة،  و وجه بذلك رسالة طمأنة للتونسيين و التونسيات، و تصرف بشكل فيه احترام و ابراز للجانب العاطفي مع مرض رئيس الدولة.
كما أن  تسيير الدولة لم يواجه  أية عقبات في ظل وجود تناغم بين المؤسسات واستمراية في عملها،  تأكد مع تنقل  رئيس الحكومة يوسف الشاهد  للمستشفى، بعد زيارة للداخلية وجولة في شارع بورقيبة (رد ميداني على الارهابيين)، أين التقى الرئيس السبسي،  ليطمئن الناس في تدوينة  في صفحته على فيسبوك، مخاطبا التونسيين بأن “ رئيس الجمهورية بصدد تلقي كل العناية اللازمة التي يحتاجها من طرف أكفأ الإطارات الطبية. أرجو له الشفاء العاجل واستعادة عافيته في اسرع وقت. وأدعو الجميع إلى الترفع عن بث الأخبار الزائفة التي من شأنها بث البلبلة بين التونسيين.”.
كما التقى  الشاهد  في مناسبة أخرى الرئيس و كان مصحوبا بنجل الرئيس حافظ  السبسي ، وقد أصدرت حركة أعلنت حركة “نداء تونس”  بيان حينها أشارت فيه الى أن كل من رئيس الحكومة ونجله حافظ السبسي قد ” أطلعا الرئيس على مستجدات المرحلة القادمة والوضع العام في البلاد”.
كما ” استفاد ” رئيس الحكومة وحكومته من حركية وزير السياحة و الصناعات التقليدية روني الطرابلسي الذي كان حريصا على الحضور ساعات قليلة بعد التفجيرين الانتحاريين  في البرامج الصباحية لأبرز القنوات الفرنسية ، متوجها  برسالة طمأنة واضحة للراي العام الفرنسي و الاوروبي .
لكن، هذا لا يخفي تواصل وجود ضعف اتصالي لدى الحكومة، سواء في المركز – القصبة – أو لدى غالبية الوزارات، فضلا عن وجود ما يشبه غياب في التواصل الداخلي بين مختلف القطاعات، وكأن حكومتنا العتيدة مجموعة جزر لا رابط بينها.
 
 

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP