الجديد

حكومة اللحظة الأخيرة .. ترقب عربي ودولي لتونس

بسام عوده*
تونس المعادلة الصعبة ، أصبحت محيرة ، تحتاج الحالة التي تسود تونس اليوم،  إلى خبراء من كوكب اخر ، فالمرحلة التي تعيشها تونس ، تحت المجهر ، المحيط العربي والإقليمي ينتظر بحذر إلى ما ستؤول اليه “حكومة الرئيس” ، واعتبرت في القاموس السياسي حكومة اللحظات الأخيرة ، وهي التي أعلنت في الوقت الضائع للمهلة القانونية ، أشبة بضربة الجزاء المؤكدة.
لا نخفي الحيرة والتخوف حيال المشهد السياسي التونسي والذي وصف بعدم الوضوح، فالمحيط العربي يبحث عن “شفرة” لفك اللغز ، بلا شك انتخاب الرئيس قيس سعيد خلط الأوراق،  واعتبر خروج عن المألوف.
كلفت حكومة وخرجت من الثقة البرلمانية ، موقف صحي ولا غبار عليه ، حكومة لا تستحق الثقة حسب التأويل النيابي خوفًا على مصلحة البلاد والعباد ، فقد ننظر بعين الجدية لهذا الموقف الحازم تجاه الوضع العام ، وحفاظا على مكتسبات الشعب ، لكن الأمر اصبح حرجا لمجلس نواب الشعب ، في حالة عدم حصول الثقة للحكومة المقبلة.
فبحكم الدستور رئيس الجمهورية يحل مجلس النواب ، ويعلن عن اجراء انتخاب المجلس من جديد ، يا ترى هل سيضحي النواب بهذا الموقع المغري على كافة المستويات ، هنا المحرك إما مصلحة الوطن العليا أو مصلحة النائب الصغرى ، لكن من المؤكد ستنال الحكومة الثقة .
ويتم اسعاف حالة المجلس النيابي والتي توصف بحالة الانعاش ، مع هذا المشهد بجملة المحيط العربي والإقليمي، الذي  يعيش حالة ترقب للمرحلة القادمة في تونس ، هناك متطلبات ملحة لرسم السياسة الخارجية لبناء الثقة وفهم الشفرة في المعادلة الإقليمية والدولية.
ان تونس تحتاج لمغادرة النمط الممل لتدخل مرحلة تحدد رؤيا الدولة ومؤسساتها ، وهى امام فرصة نادرة وليس ( عصفور نادر ) المرحلة أمامها طوابير من ابناء تونس الحالمين بالعيش والعمل من اجل تغيير الوقائع المنهك.
ويعتقد خبراء عرب ودوليون ان تونس أمامها الفرصة الأخيرة لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي ، فالمحيط العربي متحمس لدعم تونس اقتصاديا وقدمت طروحات ومشاريع لكن لا زالت دار لقمان على حالها ، الأمل يحذو المجتمع لتبقى تونس حالة استثنائية لتخطي ويلات ما يحدث في العالم العربي من فشل سياسي واجتماعي.
يجب على تونس ان تسمع وتصغي لمحيطها العربي والإقليمي، والخروج من حالة الغموض التي اثقلت المشهد الذي يوصف بالضبابية ، فالعالم يريد رؤيا واضحة فيها حكمة لبناء جسور التواصل مع الآخر بعيدا عن الشعارات والعاطفة.
ان مستقبل الشعوب تقوده آليات وسياسات تنمية بعيدة المدى ، لتمنح الدولة الثقة الدولية ، نحن امام مشهد يحتاج لتأمل ووضع سياسات ثابتة تعطي الحكومة المرتقبة الشرعية الوطنية والدولية ، وتكون تونس حاضرة على الساحة الدولية .
وكان من المأمول ان تكون تونس ممثلة في منتدى الأعمال في دافوس السنوي لصفوة رجال الاقتصاد والسياسة حول العالم في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات الجيوسياسية وتتشكل به ملامح أزمات اقتصادية تلوح في أفق الاقتصاد العالمي.
وتونس تحظي بتأييد الدول المانحة ، وهذا الغياب قد يكون مبرر في هذه المرحلة ، العالم مفتون بتونس لخصوصياتها التاريخية وموقعها الفريد الذي يعطيها اولوية للتنمية وبناء اقتصادي يلبي طموحات شعبها .

Comments

Be the first to comment on this article

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

^ TOP